فى بيت يكن التراثى أول مكتبة للكتب النادرة في العمارة والتراث

فى قلب القاهرة التاريخية، داخل منطقة الدرب الأحمر حيث يقع «بيت يكن» التراثى تنطلق تجربة ثقافية واعدة لإحياء المصادر المنسية فى العمارة المصرية؛ إذ يحتضن المنزل التراثى الذى يعود تاريخه للقرن ال17 أول مكتبة متخصصة فى مجال العمارة المصرية والحفاظ على التراث، على أن تفتح أبوابها للجمهور مساء اليوم، السبت، الرابع من يونيو.
ل«بيت يكن» قصة ملهمة كان آخر فصولها فتح أبوابه لاحتضان مكتبة نادرة متخصصة فى سرد صفحات تاريخ العمارة المصرية وكيفية الحفاظ على التراث؛ إذ اشتراه المعمارى المصرى علاء الحبشى وزوجته حفاظًا عليه من الهدم، وحول هذا يقول: «أردت أنا وزوجتى المهندسة علا صلاح الاستثمار فى تراثنا وهويتنا بدلًا من العيش فى منزل فاره فى إحدى المدن الجديدة. لذا اشترينا بيت يكن عام 2009 وعملنا على ترميمه ليعد مركزًا ثقافيًّا وتوعويًّا لأهالى منطقة الدرب الأحمر يستعيدون من خلاله مفهوم الحارة المصرية القديمة، عبر ورش حرفية وتوعوية للارتقاء بالمستوى الثقافى والحرفى».
ويضيف الحبشى: «إحياء التراث ليس مقصورًا على ترميم المزارات التراثية؛ إنما يكمن فى إحيائه فى الناس وغرسه فيهم عبر توعيتهم بأهميته».
وحول تدشين أول مكتبة متخصصة فى العمارة فى مصر، ومن أين تولدت فكرتها يقول علاء الحبشى: «اخترت أنا وزوجتى أن نقيم قاعة فى المنزل؛ وهى قاعة يعود تاريخها للقرن ال17 جرى ترميمها فى القرن ال19 وبدأنا تجميع أثمن مقتنياتنا بها؛ فوجدنا أن بين هذه المقتنيات مجموعة كتب نادرة فى مجال العمارة والحفاظ على التراث؛ لذا وجدنا فى هذه الكتب إضافة قوية يمكنها أن تفيد مستقبل المعماريين والمرممين فى مصر؛ من هنا قررت تحويل هذه القاعة إلى مكتبة يمكن إتاحتها للجمهور، وسميناها مكتبة علاء الحبشى للكتب النادرة».
عكف الحبشى على مدار 30 عامًا على جمع الكتب والمجلات والمصادر النادرة الخاصة بعمارة القاهرة التاريخية، فنيًّا وتقنيًّا، من أسواق الكتب القديمة فى مصر والعالم كأكشاك الكتب القديمة على نهر السين، وسوق الكتب القديمة فى لندن.
وحول أوجه ندرة محتويات مكتبته، وما الذى يميزها عن غيرها يقول إنها: «أول مكتبة تجمع هذا الكم من الكتب المتخصصة فى مكان واحد؛ بهدف إثراء العمارة والحفاظ على التراث».
ويضيف: «عقب إعلانى عن الفكرة بدأ العديد من الأفراد والمؤسسات ومراكز الأبحاث إهداءنا المزيد من الكتب، بينهم الجامعة الأمريكية، والمركز الثقافى الفرنسى ومركز سيداج، وغيرها».
تضم المكتبة عددًا من الكتب النادرة من بينها أول كتاب لعلى باشا مبارك، تذكرة المهندسين، الذى رصد فيه كل مواصفات ووسائل البناء فى أواخر القرن ال19 وهو كتاب سابق على الخطط التوفيقية همشته الدراسات الحالية، وعدد من المصادر المنسية فى العمارة المصرية التى جرى تهميشها رغم ثرائها بمعالم هويتنا المعمارية، كما تضم مجموعة من الخرائط النادرة للقاهرة التاريخية فى ثلاثينيات وأربعينيات القرن الماضى، جمعتها الباحثة اليابانية ناووكو فوكامى، وبها بعض إصدارات المجلات المختصة بمجال العمارة التى ظهرت فى أوائل القرن ال20 حتى أربعينيات القرن الماضى، كمجلة «الهندسة» ومجلة «العمارة».
وحول أهمية هذه المكتبة المتخصصة يؤكد المعمارى علاء الحبشى ضرورة وجود ثراء بحثى يوازى الثراء التراثى الذى تشهده القاهرة التاريخية الزاخرة بالمبانى والشواهد التراثية، وهو الأمر الذى يعزز عوامل تفرد هذه المكتبة التى توفر عاملى الإتاحية البحثية والمكانية؛ إذ يمكن للباحث أن يطلع على تاريخ العمارة فى القاهرة التاريخية ثم يخرج لمطالعتها بأم عينيه على بعد أمتار.
يُنسب بيت يكن لنجل شقيقة محمد على باشا، والى مصر، ويعود تاريخ بنائه للقرن ال17. ويقع هذا المنزل التاريخى فى 151 شارع سوق السلاح بالدرب الأحمر، فى قلب القاهرة التاريخية.