«بسبب التكاثر الجنسي».. محميات البحر الأحمر تكشف سبب تحول مياه الغردقة للون الأحمر

رصدت محميات البحر الأحمر، بالتنسيق مع الفرع الإقليمي لجهاز شؤون البيئة بالغردقة، ظاهرة بيئية تكرر سنويا وهي التكاثر الجنسي للشعاب المرجانية في البحر الأحمر، والتي تمثل عملية التكاثر الجنسى البيولوجية، التي تقوم بها الشعاب المرجانية للنمو والتكاثر والحفاظ على النوع، وتحول مياه البحر للون الأحمر في عدة مناطق بشاطئ الغردقة.
وكشف تقرير علمي صادر عن المحميات الطبيعية بإشراف الدكتور أحمد غلاب، مدير محمية الجزر الشمالية، والدكتور ماهر رشوان مدير الفرع الإقليمي لجهاز شؤون البيئة، والدكتور تامر كمال مدير محميات البحر الأحمر، وحصلت «المصري اليوم» على نسخة منه، أن الشعاب المرجانية الصلبة تقوم في هذا التوقيت من كل عام بعملية تكاثر جنسي، من خلال إطلاق ملايين البويضات والحيوانات المنوية مكتملة النضج، التي ينجح عدد محدود منها، وتتلاقي في حالة الظروف المناسبة وتنتج يرقة يمكنها النمو في حالة وجود قاع صلب يمكن الثبات عليه ونمو المستعمرات المرجانية وأنه طبقا للابحاث العلمية المنشورة فإن ظاهرة تكاثر الشعاب المرجانية ظاهرة طبيعية تحدث كل عام في الفترة من 20 حتى نهاية شهر إبريل، خاصة لأنواع الشعاب المرجانية الصلبة المتفرعة من جنس أكروبورا.
وبحسب التقرير، تمر عملية تكوين البويضات داخل مستعمرات الشعاب المرجانية، بعدة مراحل من النمو، وتبدأ باللون الأبيض (بويضات غير ناضجة)، والكريمى الفاتح، والكريمي، والوردي الفاتح، ثم اللون الأخير، وهو تحول البويضات إلى اللون الوردي (بويضات مكتملة النضج)، وعند وصول البويضات إلى مرحلة النضج تقوم المستعمرات المرجانية، بإطلاق ملايين البويضات إلى البحر، لإحداث عملية التكاثر، لذلك يعزى ظهور مياه البحر باللون الوردي، إلى وجود عدد كبير من البويضات الناضجة التي تطلقها مستعمرات الشعاب المرجانية، وتطفو على السطح، حيث قدرت قدرة إنتاجية مستعمرات الشعاب المرجانية من البويضات من 265 بويضة / سم2 إلى 627 بويضة سم 2.
وتبين من نتائج الفحص المعملي للعينة، أنه تم فحص عينة المياه تحت الميكروسكوب، وتبين أنها بيض الشعاب المرجانية مكتملة النضج التي تتميز باللون الوردي، وأن الظاهرة التي تم رصدها أمام عدد من شواطئ الغردقة، هي ظاهرة تكاثر أنواع من الشعاب المرجانية الصلبة، وأن نتيجة فحص عينة المياه، بينت أنها لبيض الشعاب المرجانية.
كما أن الظاهرة تحدث في نفس التوقيت من كل عام في معظم مناطق البحر الأحمر الشمالية والجنوبية، وأن حدوث الظاهرة يشير إلى استقرار النظام البيئى للشعاب المرجانية، وقدرته على النمو والتكاثر حتى الآن، وضرورة استمرار الجهود لحماية النظام البيئى للشعاب المرجانية في البحر الأحمر، لما يمثله من أهمية في حفظ التنوع البيولوجى العالمى ودعم اقتصاد السياحة البيئية لمنطقة البحر الأحمر.