بعد حادث تكساس.. قانون الولاية يحظر حمل الأسلحة بالمدارس ويتيحها في الجامعات

وقع حادث إطلاق نار في الولايات المتحدة الأمريكية، منذ ساعات، أسفر عن مقتل 18 طفلًا ومعلّم واحد على الأقل حتى الآن، برصاص شاب اقتحم مدرستهم الابتدائية في ولاية تكساس، وتُعد المذبحة ثاني «أسوأ» حوادث إطلاق النار دموية في المدارس الأمريكية.
تلك الواقعة التي حطمت القلوب، دفعت الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى دعوته الجميع للوقوف في وجه السلاح وإطلاق النيران، ما يسلط الضوء بطبيعة الحال على قانون استخدام الأسلحة في ولاية تكساس على سبيل المثال، بعد وقوع الحادث في مدرسة بين حدودها، وهل بالفعل تتيح الولاية حمل الأسلحة بحرية دون ضوابط؟.
وهو ما أوضحته صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية، مُشيرة إلى أن طوال سنوات عديدة كان لدى ولاية تكساس قوانين للأسلحة تعتبر «الأقل تقييدًا في الولايات المتحدة»، كما تفخر بأنها ولاية بها أصحاب أسلحة تصل أعدادهم إلى أكثر من مليون، رغم تاريخها الحديث في إطلاق النار والقتل الجماعي.
وتمكن سكان تكساس من حمل مسدس في الأماكن العامة دون ترخيص أو تدريب، منذ 1 سبتمبر 2021، بعد أن وقع حاكم الولاية، جريج أبوت، تشريعًا يسمح بالحمل غير المسموح به والذي وصفه بأنه «أكبر وأفضل» قانون السلاح للدورة التشريعية لعام 2021.
ووقع حاكم الولاية، جريج أبوت، على قانون واسع النطاق في عام 2021، أنهى خلاله شرط حصول تكساس على ترخيص لحمل المسدسات، ما يسمح تقريبًا لأي شخص يزيد عمره عن 21 عامًا بحمل سلاح واحد.
جعل القانون الولاية واحدة من أكبر المدن التي تتبنى قانون «الحمل الدستوري للسلاح» الذي يلغي بشكل أساسي معظم القيود التي تقنن حمل المسدسات.
ووصف «أبوت» مشروع القانون العام الماضي بأنه «أقوى ثاني تشريع في تاريخ تكساس».
وتفاخر «أبوت» بتلك الخطوة في حفل توقيع في سان أنطونيو في 17 يونيو، حيث ظهر جنبًا إلى جنب مع زعيم الرابطة الوطنية للبنادق واين لابيير: «بالتأكيد لا توجد مدينة في أمريكا فعلت الكثير لحماية حقوق السلاح».
فيما قال المدافعون عن حقوق السلاح في ذلك الوقت إن القانون سيشجع تشريعات محافظة مماثلة في ولايات أخرى. وعلق المنتقدين، بمن فيهم بعض ضباط إنفاذ القانون، إنه كان تراجعًا خطيرًا عن السيطرة على الأسلحة وسط تصاعد في أعمال عنف السلاح مؤخرًا.
ألغى القانون أيضًا شرط الاحتفاظ بالمسدسات في حزام أو كتف، لكن لا يزال يتم وضعه في حافظة، ويُسمح للسكان بحمل البنادق في الأماكن العامة دون تصريح ويسمح للأسلحة في حرم الجامعات، وهو قانون أقرته الولاية في عام 2015.
وقد تم التأكيد على فقرات تلك القوانين من خلال عمليات إطلاق النار الجماعية في الولاية في السنوات الأخيرة.
ووفقًا للموقع الإخباري يبدو أن التيسير الكبير في متطلبات ترخيص الأسلحة يحظى بدعم شعبي قوي العام الماضي. أظهر استطلاع للرأي أجرته جامعة تكساس وتكساس تريبيون في عام 2021 أن ما يقرب من 60 % من الناخبين قالوا إنه لا ينبغي السماح للبالغين بحمل مسدس دون تصريح أو ترخيص.
فيما ذكرت الصحيفة أنه لم يتضح نوع السلاح أو الأسلحة التي استخدمها المسلح، الذي حددته السلطات على أنه شاب يبلغ من العمر 18 عاما، في إطلاق النار في أوفالدي.
قبل دخول القانون حيز التنفيذ، كان على تكساس إخضاع الأشخاص لفحوصات، ووضع شرط اجتياز دورة تدريبية عن السلامة، وإثبات قدرتهم على إطلاق النار للحصول على ترخيص لحمل مسدس في الأماكن العامة.
وبالفعل، تم ترخيص أكثر من 1.6 مليون من أصحاب الأسلحة في تكساس، كما ترفض الدولة كل عام بضعة آلاف من المتقدمين، ويرجع ذلك في الغالب إلى التاريخ الإجرامي.
ما هي الأسلحة التي يمكن أن يمتلكها مواطنو تكساس؟
يمكن امتلاك معظم الأسلحة، بما في ذلك الأسلحة ذات الطراز العسكري في تكساس، ولكن هناك بعض الاستثناءات ومتطلبات العمر، ويجب أن يكون العمر 21 عامًا لشراء مسدس من تاجر مرخص، ولكن يمكن شراء بندقية في سن 18 طالما.
لا يوجد حد أدنى لسن حيازة الأسلحة النارية بموجب قانون ولاية تكساس، ويُسمح للوالدين والأوصياء القانونيين بإعطاء إذن كتابي لبيع واحد أو الموافقة على منح القاصر واحدًا كهدية.
بموجب القانون الفيدرالي، من غير القانوني لشخص يقل عمره عن 18 عامًا أن يمتلك مسدسًا إلا في حالات الصيد والدفاع عن النفس.
يحظر القانون الجنائي في تكساس والقانون الفيدرالي البنادق التي يقل طول برميلها عن 16 بوصة والبنادق التي يقل طول برميلها عن 18 بوصة. ولكن قد يتم منحك استثناء لمثل هذه الأسلحة، وكذلك البنادق الآلية وكواتم الصوت، إذا قمت بدفع ضريبة قدرها 200 دولار.
لا تزال الأسلحة محظورة في أماكن معينة مثل المدارس وأماكن الاقتراع وقاعات المحاكم ومناطق المطارات الآمنة وبعض الشركات الخاصة.
أما قانون حمل السلاح في الحرم الجامعي في تكساس، الذي تم توقيعه أيضًا ليصبح قانونًا في عام 2015، يسمح باستخدام المسدسات في مباني الحرم الجامعي ومساكن الطلبة، لذا طعن أساتذة جامعة تكساس في أوستن في هذا الأمرلكن محكمة الاستئناف الأمريكية الخامسة أيدت القانون في عام 2018.
حان الوقت للعمل بشأن السيطرة على الأسلحة
يذكر أن الرئيس الأمريكي جو بايدن، منذ ساعات، تحدث معلقا على الحادث داعيًا الولايات المتحدة بالوقوف في وجه «لوبي» الأسلحة النارية.
وخلال خطاب أطلقه من البيت الأبيض حول إطلاق النار الجماعي، موجهًا إياه إلى المواطنين، طرح سؤال قائلًا: «متى، حبًّا بالله، سنقف بوجه لوبي الأسلحة؟»، وفقًا للموقع الإخباري الأمريكي «usatoday».
وتابع مُتأثرًا بمقتل كل هؤلاء الأشخاص: «كنت آمل عندما أصبحت رئيسًا ألا أضطر إلى التعامل مع ذلك مرة أخرى، فهي مذبحة أخرى لتلاميذ أبرياء في الصف الثاني والثالث والرابع».
وتابع الرئيس: «كأمة علينا أن نسأل أنفسنا، متى باسم الله سنقف في وجه لوبي السلاح لقد حان الوقت لتحويل هذا الألم إلى عمل، من أجل كل والد، من أجل كل مواطن في هذا البلد.. ينبغي علينا أن نوضح لكل مسؤول منتخب في هذا البلد أن الوقت حان للتحرك». وأضاف: «عملت طيلة حياتي كسيناتور على تشريعات لإيقاف هذه الحوادث».
وقال الرئيس: «لا يمكن لطفل أن يذهب ويشتري بندقية، هذا أمر خاطئ.. يجب أن نقف في وجه هذه الصناعة».
ووصف تلك الأحداث بأنها تقع فقط في الولايات المتحدة الأمريكية: «هذا النوع من الحوادث لا يحدث سوى في الولايات المتحدة.. علينا أن نقف في وجه مجموعات ضغط الأسلحة».
قبل خطابه، أصدر بايدن إعلانًا يأمر بنقل الأعلام على نصف الموظفين حتى يوم السبت لتكريم ضحايا حادث إطلاق النار في المدرسة.
أثناء وجوده على متن طائرة الرئاسة، يوم الثلاثاء، تحدث بايدن عبر الهاتف مع حاكم ولاية تكساس جريج أبوت، لتقديم أي وكل المساعدة التي يحتاجها في أعقاب إطلاق النار المروع في أوفالدي، حسبما كتبت كيت بيدينجفيلد، مديرة الاتصالات بالبيت الأبيض.
خلال تصريحاته، قال بايدن إن على الأمريكيين أن يوضحوا لكل مسؤول منتخب أن الوقت قد حان للعمل بشأن السيطرة على الأسلحة. حيث قال بايدن: «لقد سئمت وتعبت.. علينا أن نتحرك، لا تخبرني أنه لا يمكننا التأثير على هذه المذبحة».
أنهى بايدن ملاحظاته بتقديم الصلاة إلى الوالدين الذين «يحاولون معرفة هل سيتمكنون من النوم مرة أخرى» ويتساءلون عما سيحدث غدًا. وقال بايدن «الله يبارك في كل أرواح الأبرياء الذين خسرناهم في هذا اليوم الحزين.. الرب بالقرب من منكسري القلوب وهم سيحتاجون إلى الكثير من المساعدة والكثير من صلواتنا».
قُتل ما لا يقل عن 18 طفلًا يوم الثلاثاء، مما يجعله أعنف إطلاق نار على مدرسة ابتدائية في الولايات المتحدة منذ هجوم عام 2012 على مدرسة ساندي هوك الابتدائية في نيوتاون، كونيتيكت. كما قتل ثلاثة بالغين في إطلاق النار في تكساس.
وأعلن السيناتور الأمريكي رولاند غوتييريز، أنّ 18 طفلًا وثلاثة بالغين قضوا، في عملية إطلاق نار نفّذها في مدرسة ابتدائية بولاية تكساس شاب يبلغ من العمر 18 عامًا أردته الشرطة.
وكشف البيت الأبيض، أن الرئيس بايدن، أمر بتنكيس الأعلام إلى الغروب يوميا حتى 28 مايو حدادًا على ضحايا الهجوم على المدرسة في تكساس.
ولم تتضح على الفور تفاصيل رسمية بشأن ملابسات إطلاق النار الذي وقع في منتصف النهار في مدرسة روب الابتدائية في يوفالدي بتكساس، على بعد نحو 128 كيلومترا إلى الغرب من سان أنطونيو، وفقًا للموقع الإخباري الأمريكي «usatoday».