تحالف الأحزاب يرسل مقترحات الحوار الوطنى إلى «الوطنية للتدريب»

أنهى عدد من الأحزاب المحاور الرئيسية الخاصة بالحوار الوطنى بين القوى السياسية الذي دعا إليه الرئيس عبدالفتاح السيسى، وتنظمه الأكاديمية الوطنية للتدريب.
وأرسل تحالف الأحزاب المصرية، المكون من 40 حزبا سياسيا، مقترحاته، وقال النائب تيسير مطر، رئيس حزب إرادة جيل، أمين عام التحالف، إن التحالف يدعم ويرحب بدعوة الحوار الوطنى التي تعد فرصة لتنشيط الحياة الحزبية، وعودة دورها في المشهد السياسى مرة أخرى، مشيرًا إلى أن جميع أحزاب التحالف تقف خلف مؤسسات الدولة، خصوصًا القوات المسلحة والشرطة في حربها على الإرهاب.
وأشار إلى أن الدولة تمر بالعديد من التحديات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، خاصة في ظل التغيرات الدولية، داعيا جميع القوى السياسية لتغليب المصلحة العامة والعمل على المشاركة في بناء الجمهورية الجديدة.
وقال المستشار حسين أبوالعطا، رئيس حزب «المصريين»، إن الحوار الوطنى سيكون بداية جديدة للوطن ومحطة مهمة للتوقف أمام القضايا المختلفة وكيفية علاجها، والانطلاق للمستقبل سواء سياسيًا أو اقتصاديًا أو في مجالات حقوق الإنسان، معربًا عن تقديره للدور الذي يقوم به الرئيس عبدالفتاح السيسى من أجل وضع أساس الجمهورية الجديدة التي تسع جميع المصريين بكل طوائفهم من خلال إقامة حوار وطنى جاد وفعال يجمع القوى الوطنية كاملة ويمثل التيارات السياسية، بهدف تحقيق نتائج تتماشى مع تطلعات وطموحات القيادة الوطنية والقوى السياسية وأطياف الشعب.
وأضاف «أبوالعطا»، في تصريح خاص ل«المصرى اليوم»، أن الحوار الوطنى فرصة حقيقية لطرح جميع وجهات النظر تجاه القضايا السياسية والوطنية على مائدة الحوار لمناقشتها، لا سيما أنه سيتم وفق قواعد أهمها دعوة الجميع دون تمييز أو إقصاء، الأمر الذي يعنى تمثيل جميع الاتجاهات والأفكار في هذا الحوار، مؤكدًا أننا نعيش في لحظات فارقة تتطلب وجود رؤية وسياسات معاصرة تُحقق حاضرا ومستقبلا مختلفا للدولة المصرية، مطالبًا الجميع بإعلاء المصلحة الوطنية فوق المصالح الحزبية الضيقة.
وأوضح، رئيس حزب «المصريين»، أن الدعوة للحوار الوطنى أثلجت صدور المصريين باعتبارها منصة للحوار والتفاعل بين الجميع في مناخ ديمقراطى، مشيرًا إلى أن التجاوب السياسى الواسع للدعوة يؤكد أنها جاءت في الوقت المناسب ولها صدى واسع داخل المجتمع، لافتًا إلى أن ترحيب القوى السياسية بإطلاق الحوار الوطنى والاستعداد بالعديد من المشاورات والأوراق للخوض فيه يؤكد، بما لا يدع مجالا للشك، أهمية هذا الحوار في هذه الساعات، وبالخصوص أمام تحديات هائلة وأزمة اقتصادية عالمية تضرب العالم كله.
ولفت إلى أن الحوار الوطنى سيكون بداية مرحلة جديدة من الديمقراطية المسؤولة التي تقوم على تكاتف الجميع دون تخوين أو تشكيك، موضحًا أن هذه الدعوة تؤصل لمرحلة سياسية جديدة عنوانها «الاختلاف في الرأى لا يفسد للوطن قضية»، وأكد أن تلك الخطوة الجديدة تضع ثوابت لحوار وطنى دائم غايته إعلاء مصلحة الوطن، وهدفها الجلوس على مائدة حوار وطنى تسع الجميع بين مؤيد ومعارض دون إقصاء أو تمييز.
وأشار إلى أن الحوار الوطنى له دلالات تنعكس بشكل مباشر على البناء الديمقراطى الذي تسير الدولة في طريقه حاليًا، علاوة على تفعيل دور الأحزاب السياسية داخل المجتمع، الأمر الذي يستهدف في النهاية توحيد الرؤى والخروج بنتائج تُسهم في تقديم حلول للقضايا المختلفة سواء على المستوى المحلى أو العالمى، مؤكدًا أن مشاركة جميع القوى السياسية والاجتماعية في الحوار الوطنى تعد بداية تحقيق الأهداف المرجوة للإصلاح السياسى والاقتصادى والاجتماعى.
ودعا رئيس حزب «المصريين» الجميع إلى ضرورة إعلاء المصلحة العليا للبلاد والتنازل عن المصالح الحزبية أو الشخصية من أجل تحقيق الصالح العام، وأن يتم التعاون في سياق مشترك يفرز توصيات ونتائج يكون لها مردود إيجابى على الرؤية المصرية العامة تجاه مختلف القضايا والملفات الشائكة التي تحتاج إلى تضافر الجميع.
من جهته، قال المهندس حازم الجندى، عضو مجلس الشيوخ، مساعد رئيس حزب الوفد للتخطيط الاستراتيجى، إن الدعوة للأحزاب لإجراء حوار وطنى شامل، تأتى تزامنًا مع الانتقال نحو مشارف الجمهورية الجديدة التي يكون للأحزاب والقوى السياسية فيها دور فعال، مشيرًا إلى أن الحوار الوطنى سيكون مهمة جديدة مُلقاة على عاتق الأحزاب بتكليفات رئاسية، الأمر الذي يتطلب من كل حزب غض النظر عن المصالح الفردية أو الشخصية والمضى معا نحو تحقيق المصلحة العامة للدولة.
وأكد الجندى، في بيان له، أن الحوار الوطنى فرصة جديدة لدعم الحياة السياسية والحزبية في مصر، بما يحقق في النهاية الوصول إلى آليات تنفيذ خطوات الإصلاح السياسى والذى بدأ في مصر منذ تولى الرئيس السيسى مقاليد الحكم، الذي آمن بدور الأحزاب والقوى السياسية في المشاركة بتحمل المسؤولية الوطنية للنهوض بالدولة.
وحول مستهدفات الحوار الوطنى، أشار الجندى إلى أن هناك أولوية قصوى للجانب الاقتصادى على مائدة الحوار الوطنى، وذلك في ظل الأزمات الاقتصادية العالمية التي يمر بها العالم جراء الحرب الروسية الأوكرانية، ومن قبلها أزمة كورونا، والتى كانت لها تداعيات اقتصادية سلبية أثرت على اقتصاديات دول عظمى، الأمر الذي يجعل للمحور الاقتصادى أولوية على طرح الحوار الوطنى للوصول من خلاله إلى إيجاد حلول يمكن اتباعها لتخفيف العبء من على كاهل المواطن لاسيما محدود الدخل المتأثر بسرعة بأى تخبط اقتصادى.
وطالب الجندى الأحزاب وكافة القوى السياسية بضرورة صياغة مسودة نهائية يتضمن فيها أولويات المشكلات التي توجد في المجتمع ومحاولة فتح باب نقاش موسع حولها يأتى بنتائج يتم الاستفادة منها في مواجهة التحديات والتداعيات التي تمر بها مصر، فضلًا عن وضع المواطن محور أولى للمناقشة والعمل على تفنيد المشكلات الحيوية التي تواجهه بما سينعكس في النهاية على تحقيق الصالح العام.