القرش كان يتذوق طعم الجثة.. لجنة علمية تكشف تفاصيل غرق سائح سويسري أثناء رحلة غوص

كشفت الدراسة العلمية التي أعدتها لجنة من باحثي البيئة من جمعية الحفاظ على البيئة بالبحر الأحمر، وجهاز محميات البحر الأحمر، والخاصة برصد ومتابعة سلوك أسماك القرش بمنطقة شعاب الفنستون بمرسي علم، بعد ظهور سمكة القرش التايجر بالمنطقة وغرق سائح سويسري الجنسية، حيث توصلت اللجنة البيئية بعد المناقشات التي تمت مع مرشدي الغوص، الذين تواجدوا بالموقع لتحديد ملابسات الحادث أن وفاة الغواص كانت ناتجة في الأساس من حادثة غوص، وليس من هجوم سمكة قرش، والدليل على ذلك هو المشاهدة العينية لعدد من الغواصين للجثة كاملة قبل هجوم سمكة القرش.
وتابعت اللجنة أن أحد الغواصين المحترفين رأى في اليوم الثانى من الغرق سمكة القرش النمرى وهى تقوم بقضم الجثة للغريق، موضحة أن سمكة القرش قامت بعض الجثة واقتطاع الذراع اليمنى وجزء من الكتف بعد غرقها بأكثر من 18 ساعة، وبمقارنة القطع الناتج عن عضة سمكة القرش وكذلك شهود العيان، فإن الهجوم تم على جثة المتوفي من سمكة قرش نمري اختلفت أراء مرشدى الغوص الذين رآوه رؤيا العين في حجمها، والذى تراوح طبقا للأقاويل بين 4-5 مترات.
وتضمن تقرير اللجنة إنه من الواضح أن هجوم سمكة القرش النمري كان لهدف اختبار الجثة إذا كانت تمثل غذاء له من عدمه، وبالقطع ليس لهدف التغذية، وهذا الأهم وليس أدل على ذلك أن القرش قام بعضة واحدة على الجثة، ولو كانت لغرض التغذية فكان من المفترض قيامه بالهجوم والعض مرات عديدة، حيث إن هذا النوع والحجم من القرش يمكن أن يأكل ما يزيد عن 40-50 كجم في الوجبة الواحدة، بل إن الاحتمال الأكبر أن يكون القرش قام بالعض ولما لم يستطعم اللحم البشري لفظ الجزء الذي قام بقطمه.
وانتهت اللجنة أن «الوفاة كانت نتيجة لحادث غوص وأن الحادثة لا تتعدي قيام قرش نمري بتذوق الجثة بقضم جزء من الضحية، وعلى الأرجح أنه لفظها أي أن الهجوم لم يكن لهدف التغذية وبالتالي فإن سلوكه كان طبيعيًا» .
وأوصت اللجنة باستئناف الأنشطة البحرية بالموقع (غوص فقط)، خاصة أنه من الواضح أن كافة الأنشطة على الحيود المرجانية تتم بشكل غير مستدام واستخدام مفرط وغير منظم، نتيجة لازدياد أعداد المراكب وأحجامها وزيادة معدلات الاستخدام وبما فاق بكثير قدرة مواقع الغوص الاستيعابية، وسلوك بعض العاملين في مجال صناعة الغوص بالقيام بتغذية أسماك القرش بقصد أو بدون قصد مثل إلقاء مخلفات المطابخ وبقايا الطعام بل وتفريغ الصرف الصحي في المياه بالقرب من مواقع الغوص، بالإضافة لازدياد أنشطة الصيد الجائر وندرة الطعام لأسماك القرش، وبالتالى سهولة انجذابها لمواقع الغوص، مما يتوقع معه تعدد حوادث أسماك القرش على الغواصين.
واقترحت اللجنة الدعوة لوضع خطة إدارة لمواقع الغوص، وتبني مؤتمر يضم العلماء وممثلي قطاع حماية الطبيعة وجمعية الحفاظ على البيئة وغرفة الغوص والأنشطة البحرية لوضع آلية ملائمة لإدارة مواقع الغوص بالبحر الأحمر وبما يضمن استدامتها وتلافى بقدر الإمكان التعرض لحوادث هجوم من أسماك القرش.