مشاهير القراء مع رمضان (3).. الشيخ محمد الطوخي في القدس والبرتغال

«بلد الأزهر الشريف» هكذا اشتهرت مصر بين الدول الإسلامية، وذاع صيت حملة كتاب الله في ربوع العالم، يرتلون القرآن ويجودونه، فتهفو الأذان وتخشع القلوب لسماعهم.
وفي شهر رمضان الكريم يسافر أبناء الكنانة حملة كتاب الله العزيز لمختلف دول العالم، كسفراء لمصر من أجل إحياء ليالي رمضان، ومن بين السنوات الأكثر إزدهارا في هذا الشأن، سنة 1992، حيث أوفدت مصر 54 قارئا لإحياء الشهر الكريم في أوروبا وأمريكا وأسيا.
جريدة «اللواء الإسلامي» التقت بالشيخ محمد الطوخي قبل سفره، وتحدث عن ذكرياته في الدول التي سافر إليها، وأوضح كيف يقضي المسلمون ليالي رمضان في الخارج؟
تلقى الشيخ المبتهلين وقاريء مسجد السلطان أبوالعلا، الشيخ محمد الطوخي، دعوة من دولة الإمارات لإحياء ليالي رمضان في أبوظبي، وفي نفس الوقت رشحته وزارة الأوقاف للسفر إلى الدنمارك.
الشيخ المأذون -كما يسمونه- لا يكتفي بتلاوة القرآن والابتهالات في الدول التي يذهب إليها وإنما يشارك المسلمين في أفراحهم ويعقد قران أبنائهم!
ففي رمضان عام 1991، أحيا الشيخ الطوخي ليالي الشهر الكريم في العاصمة البرتغالية لشبونه، كان يسهر مع المسلمين من بعد التراويح وحتى السحور، وفي النهار يختتم الصلوات بابتهالات ومدائح نبوية تشد آذان الحاضرين وتطرب لها قلوبهم.
يذكر شيخ المبتهلين أن العاصمة البرتغالية فيها صحوة إسلامية، حتى إن المركز الإسلامي هناك لا يخلو من مئات المسلمين الذين يترددون عليه يوميا، وفيها إقبال متزايد على دخول الإسلام وبالذات النساء البرتغاليات اللاتي يتزوجن من شباب مسلم.
ويقول الشيخ الطوخي: إن وجه الغرابة أنك لا تدعو للإسلام وإنما يأتيك مخترا مقتنعا ويطلب تعليمه مبادئ الإسلام.
ومن ضمن الذكريات الرمضانية في البرتغال للشيخ الطوخي أنه عقد قران شاب إفريقي أسلم وتزوج من فتاة مغربية، حاولت أسرة الشاب منعه من الدخول في الإسلام ولكنه أصر وقال: لن أتحول عن الإسلام حتى لو دفعت حياتي فداء له.
أما عن زيارة الشيخ الطوخي للقدس في العام الماضي عن سفره للشبونه في البرتغال، أي عام 1990، فيقول: «قضيت في القدس شهر رمضان وكنت أتلو وأبتهل. كان إمام وخطيب المسجد الأقصى يصحبني في زياراته لتجمعات المسلمين».
يضيف الشيخ الطوخي عن زياراته للقدس: «إن المسلمين في الأراضي المحتلة متعطشون لمن يحيى ليالي رمضان معهم. لقد كانت الأسر الفلسطينية تتنافس في دعوتي للإفطار معهم ويطلبون مني التبرك بقراءة القرآن في منازلهم.. كانوا يدعونني لأفراحهم ويطلبون مني عقد قران أبنائهم، وبالفعل أجريت أكثر من عقد قران خلال إقامتي».
يذكر أن الشيخ محمد الطوخي قد أتم حفظ القرآن في كتاب قريته على يد الشيخ عبدالعليم محجوب وكان له من العمر 11 عاما ثم عين قارئا للقرآن في مسجد السلطان أبي العلاء في 1948 خلفا للشيخ عبدالعظيم زاهر، وفي نفس العام كانت الإذاعة المصرية قد نقلت شعائر صلاة الجمعة من مسجد السلطان أبي العلاء في حضور الملك فاروق، ومنذ ذلك الحين اعتمد الشيخ الطوخي قارئا بالإذاعة المصرية، ثم سجلت له الإذاعة ما يقرب من 22 ابتهالا دينيا وعشرة موشحات دينية ثم تسعة تواشيح على الموسيقى منها، ماشي بنور الله، وأطلب بطاعته رضاه، وسبحان من يقضي وصوت قضائه في الخلق.
قام الشيخ الطوخي بإحياء ليالي رمضان في نحو 36 دولة بعضها كان بدعوة من حكام هذه الدول وفي ضيافتهم، ومنها المملكة العربية السعودية في ضيافة الملك فيصل والمغرب في ضيافة الملك الحسن الثاني والأردن بدعوة. وفي ضيافة الملك حسين وإيران بدعوة وفي ضيافة شاه إيران محمد رضا بهلوي والجزائر في ضيافة الشاذلي بن جديد وأوغندا بدعوة وفي ضيافة الرئيس عيدي أمين، فضلا عن زياراته في المراكز الإسلامية بمعظم العواصم الأوروبية.
وكان الشيخ الطوخي عضوا في الكثير من لجان التحكيم بمسابقات حفظ القرآن الكريم بمعظم الدول الإسلامية، وكان الشيخ الطوخي قد أنجب سبعة أبناء، ثلاث بنات وأربعة أولاد هم أحمد مرتضي والشريف حسن وموفق وأبوالعلاء. وقد أنشأ مسجدا في بلدته وسماه مسجد أسماء الله الحسنى.