لا وجه للمقارنة.. الجيش الأوكراني لا يضاهي روسيا في القوات والعتاد والخبرة

تدافع القوات الأوكرانية عن وطنها ضد غزو على ثلاث جبهات من جيش روسي أكبر حجما وأفضل تسليحا وأكثر خبرة قتالية اكتسبها من الانغماس مؤخرا في الحرب الأهلية في سوريا.
وضربت الصواريخ الروسية المدن الأوكرانية اليوم الخميس، وأفادت أوكرانيا بتدفق أعداد كبيرة من القوات عبر حدودها من روسيا وروسيا البيضاء وعلى سواحلها على البحر الأسود وبحر آزوف.
ولا يزال هدف روسيا غير واضح، لكن من الجلي أن العاصمة كييف هدف رئيسي للغزو، حيث قال الرئيس فلاديمير بوتين إنه يعتزم «السعي لنزع السلاح ومنع التعصب القومي في أوكرانيا».
وقال بن باري الخبير العسكري في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية «القيادة العسكرية الروسية سترغب في التحرك بسرعة كبيرة، خاصة لعزل كييف ثم الاستيلاء عليها، وذلك بهدف منع بناء دفاع أوكراني متماسك، وأيضا إذا أمكن، تعطيل حركة جنود الاحتياط الأوكرانيين».
وقال مستشار رئاسي أوكراني إن القوات الروسية استولت على مطار هوستوميل إلى الشمال الغربي من العاصمة، وهو أمر قال باري إنه سيمكنها من جلب عتاد إضافي، بما في ذلك مركبات مدرعة خفيفة، لتكثيف الهجوم.
وأشارت تقديرات الولايات المتحدة إلى أن روسيا كان لديها أكثر من 150 ألف جندي يحتشدون حول حدود أوكرانيا عشية الغزو، بالإضافة إلى عشرات الآلاف من المقاتلين المدعومين من روسيا في المناطق الانفصالية بشرق أوكرانيا.
ووفقا لتقرير التوازن العسكري الصادر عن المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية الأسبوع الماضي، يبلغ العدد الإجمالي للأفراد العاملين في القوات المسلحة الأوكرانية نحو 196600.
لكن على الرغم من تمتعها بدوافع أقوى في الدفاع عن وطنها وتسليحها مؤخرا بطائرات مسيرة تركية وصواريخ أمريكية وبريطانية مضادة للدبابات، يقول المحللون إن القوات الأوكرانية ليست بمأمن من الهجمات الجوية والصاروخية. وتملك البحرية الأوكرانية في مواجهة القوة الغاشمة لأسطول البحر الأسود الروسي سفينة حربية واحدة وعشرات من زوارق الدورية.
* الثابت في مواجهة المتحرك
بعد حوالي ثمان سنوات من القتال ضد القوات الانفصالية، اكتسبت القوات الأوكرانية خبرة القتال في خنادق ثابتة على غرار ما شهدته الحرب العالمية الأولى.
وعلى النقيض من ذلك، أظهرت القوات الروسية التي تدخلت لدعم الرئيس بشار الأسد في سوريا أنها قادرة على التحرك بسرعة عبر مسافات كبيرة، وكذلك كفاءة كبيرة في تشييد الجسور العائمة لعبور الأنهار، وتنسيق المناورات البرية مع غارات المقاتلات التقليدية والطائرات المسيرة.
وقالت المعارضة السورية إن القوات الجوية الروسية نفذت عشرات الآلاف من الضربات الجوية في سوريا والتي راح ضحيتها الآلاف من المدنيين. كما يقول باري إن عشرات الآلاف من جنود الجيش الروسي شاركوا في الحرب السورية كما نفذت عناصر من العمليات الخاصة الكثير من العمليات هناك.
واكتسب الجنود الروس خبرة واسعة في حرب المدن بالقتال جنبا إلى جنب مع مقاتلي جماعة حزب الله اللبنانية التي تدعم الأسد أيضا، وهو الأمر الذي قد يكون ذا قيمة إذا اندلعت معارك في المدن الأوكرانية الكبرى.
وقال محللون في شركة جينس للاستخبارات الدفاعية إن روسيا استفادت أيضا من التدخل في سوريا باستخدام أسلحة جوية وبرية وبحرية جديدة، من بينها الجيل الأحدث من مقاتلات سو-57 وصواريخ كاليبر.