الإمارات تبهر العالم ب«متحف المستقبل»

إنجاز جديد تشهده الإمارات خلال أيام قليلة، بافتتاح متحف المستقبل، بعد غد الثلاثاء، ليضيف التاريخ نجاحا عالميا تتفرد به وسط صراع دائم لمواكبة التكنولوجيا، وآخر ما توصلت إليه تقنيات الذكاء الاصطناعى.
يفتتح نائب رئيس دولة الإمارات، حاكم دبى، محمد بن راشد آل مكتوم، المتحف، بحضور عدد كبير من المسؤولين عن المتحف، الذى يعتبر معلمًا علميًا عالميًا جديدًا تقدمه الإمارات للعالم، ليكون منصة لدراسة المستقبل وتصميم أفكاره، وخلق نقاشات علمية معمّقة حول اتجاهاته فى كافة القطاعات العلمية والتنموية والإنسانية.
ويشكل المتحف معرضا دائما لاستعراض جوانب مختلفة من مستقبل البشرية، وأهم التقنيات التى تنتظرها فى العقود المقبلة، ومركزا فكريا عالميا، يعمل مع مجموعة من الشركاء الدوليين والمؤسسات البحثية المتخصصة.
ويوظف المتحف، عبر أقسامه، أحدث تقنيات الواقع الافتراضى والمعزز، وتحليل البيانات الضخمة والذكاء الاصطناعى، والتفاعل الآلى البشرى، للإجابة عن العديد من الأسئلة المتعلقة بمستقبل الإنسان، والمدن والمجتمعات البشرية، والحياة على كوكب الأرض، والفضاء الخارجى، كما يضم منصة لعرض واختبار ابتكارات شركات التقنية الرائدة العالمية، ومكانا لعقد شراكات مع كبريات الجامعات ومعاهد الأبحاث العالمية.
فنيا، يعتبره الكثيرون أجمل مبنى على وجه الأرض، وهو بالفعل إحدى أكثر الأيقونات المعمارية ابتكارا وتفردا فى العالم، من خلال تصميم ملهم، ذى دلالات رمزية وفنية وفلسفية وتاريخية، يجمع بين جمال الشكل وانسيابيته، وصمم هيكله الخارجى على شكل «عين»، فى إشارة للرؤية المستقبلية، فالمتحف هو العين التى ترى الغد، ويتألف من 7 طوابق بارتفاع 77 مترا، دون وجود أى أعمدة فى داخله، ما يجعله معجزة عمرانية.
واجهة المتحف تمتد على مساحة 17.600 متر، ومضاءة ب 14 ألف متر من خطوط الإضاءة، ومزينة باقتباسات ملهمة لنائب رئيس دولة الإمارات حاكم دبى، بالخط العربى، ومن بينها: «المستقبل سيكون لمن يستطيع تخيله وتصميمه وتنفيذه.. المستقبل لا ينتظر.. المستقبل يمكن تصميمه وبناؤه اليوم».
ويستقطب معرض «المستقبل اليوم» المقام فى «متحف المستقبل»، بدبى، أكثر من 50 عارضًا من الشركات الرائدة والجامعات والمصممين الذين يرسمون ملامح المستقبل، ويقدمون نظرة عامة عما يمكن أن تحمله إلينا السنوات العشر المقبلة. ويهدف المعرض وغيره من التجارب المبتكرة التى يحفل بها «متحف المستقبل» مثل تجربة العيش على متن محطة فضائية، أو فى مختبر إعادة تأهيل الطبيعة، إلى فتح آفاق تصور الجمهور عن الحاضر والمستقبل، وإشراكه فى تجربة ملهمة مفعمة بالإيجابية فى بناء غد أكثر إشراقًا.
ويخصص «متحف المستقبل» منصة خاصة للأطفال بعنوان «أبطال المستقبل»، وصممت خصيصا لمن هم دون سن العاشرة، وتهدف تلك المنصة إلى تحفيز عقول الصغار على استكشاف أمور جديدة عن أنفسهم وعن العالم من حولهم.
ويتضمن المستوى الأول من تلك المنصة مجموعة من النشاطات التى تركز على ست مهارات يحتاجونها لاكتشاف المستقبل هى: الفضول، والإبداع، والثقة، والتواصل، والتعاون، والتفكير النقدى، مقدّمةً مزيجا من الألعاب اللامحدودة والتحديات التى تتطلب مهارات حل المشاكل والتعاون.
جدير بالذكر أن إحدى الرسائل المهمة، التى من أجلها أنشأت دولة الإمارات العربية «متحف المستقبل» بدبى، هى قيادة الحراك العلمى والمعرفى إقليميا، وجمع نوابغ العرب من المحيط إلى الخليج، بهدف حشد وتوجيه طاقاتهم الإبداعية لصناعة مستقبل أفضل لشعوب المنطقة.