حالة من الأسى شهدها الشارع العربي الذي اعتصر حزنًا، إثر وفاة الطفل المغربي ريان، المعروف إعلاميًا ب«طفل البئر»، في الساعات القليلة الماضية، لم ينفصل عنها المشهد الفني؛ بل لفتت قصة الطفل العالق التي حبست أنفاس العالم لنحو 100 ساعة متواصلة من الترقب، على أمل انتشاله حيًا، أنظار فناني العالم العربي إثر وفاته الذي زلزلت الأرجاء لترتسم ملامح التعاطف مع الطفل في أعمال فنية ربما ستخلد ذكراه. حالة التعاطف التي سادت الشارع العربي، ألهمت بعض الفنانين فجسدوها في أعمال فنية بين جرافيتي وكاريكاتير؛ ففي صعيد مصر عكست ريشة المهندس الشاب زياد أحمد، حالة الألم التي خيمت على الشارع المصري عبر جرافيتي وضعه جنبًا إلى جنب رفقة جرافيتي الشهيد أحمد منسي، وطبيب الغلابة، لينضم ريان لقصص اضنت قلوب المصريين. جرافيتي للطفل المغربي ريان في محافظة سوهاج. رسمه زياد أحمد السمطي pic.twitter.com/ZUS987hqDH — El Fasla (@ElFasla) February 6، 2022 أما الكاريكاتير الفلسطيني، محمود عباس فاعتبر الطفل ريان أورام، رسولًا «جاء ليذكرنا أننا أمة واحدة.. ورحل»، مؤكدًا أن قلب العالم ظل عالقًا في تلك الحفرة، حيث سقط. في السياق ذاته عبر الجراح ورسام الكاريكاتير الفلسطيني، علاء اللقطة، عن تعاطف الملايين من مواطني الوطن العربي، مع مأساة الطفل في عدد من الرسوم الكاريكاتيرية؛ إذ جسد العالم العربي في صورة رجل قلبه الذي يقطنه يعتصر ألمًا. #كاريكاتير يا رب.. pic.twitter.com/45OAVUuQd0 — د. علاء اللقطة (@AlaaAllagta) February 4، 2022 وفي رسم كاريكاتيري آخر، أرفق معاناة الطفل بمعاناة أطفال سوريا وفلسطين، ليجسده في صورة ملاك التحق بشهيد انتفاضة الأقصى محمد الدرة، وأطفال سوريا التي نالت منهم الحرب. #كاريكاتير pic.twitter.com/D7Qa5zFlC8 — د. علاء اللقطة (@AlaaAllagta) February 6، 2022 كذلك جسد رسام الكاريكاتير الأردني، أمجد ريان كملاك صاعد إلى السماء. #مقابسات_إعلامية كاريكاتير أمجد رسمي @RasmiAmjad : ريان إلى السماء pic.twitter.com/LPzwG5AMLz — عبدالله الذبياني Althebiani (@abdullah_ATHE) February 6، 2022 خمسة أيام تخطف الأنفاس وفي غفلة من والديه سقط ريان أورام 5 أعوام، الثلاثاء، في بئر حفرت قبل 20 عامًا بطريقة بدائية، في منطقة ريفية جبلية محاذية لمنزلهم بإحدى قرى مدينة شفشاون شمالي المغرب، وعقب خمسة أيام مضنية استخرجته السلطات المغربية، وسط غموض حام حول حالته الصحية، قبل أن تعلن المملكة المغربية وفاته رسميًا مساء أمس السبت. خلال خمسة أيام خاطفة للأنفاس هي عمر بقاء الطفل في قاع البئر المظلمة، واجهت فرق الإغاثة صعوبات جمة في عملية حفر نفق موازٍ للوصول إلى الطفل نظرًا لطبيعة التربة؛ إذ لجأ المنقذون إلى الحفر اليدوي بسبب مخاوف انهيار ترب البئر وتعريض حياة الطفل العالق لمزيد من الخطر. العالم يراقب وراقب العالم الحادث المفجع لحظة بلحظة؛ إذ أثار مصير ريان حالة ترقب قصوى في المغرب وخارجها. وكانت فرق الإنقاذ فتحت نفقًا أفقيًا امتد إلى ثلاثة أمتار تقريبا للنفاذ منه لإخراج الطفل، بعد دراسة تقنية لمهندسين طوبوغرافيين وأخصائيي الوقاية المدنية لطبيعة التربة المحيطة بالبئر، بهدف تأمين جنبات الفتحة. وعملت الفرق من دون توقف خلال الساعات الأخيرة تحت أضواء كاشفة قوية، زادت من كآبة مسرح الحادث، بحسب صحفيي وكالة «فرانس برس». ولم يمنع البرد الكثير من الأشخاص من مواصلة تجمعهم في محيط الموقع طيلة الليل، بينما حاولت القوى الأمنية التي عززت انتشارها في المكان إبعادهم، ما أربك أحيانا عمل المنقذين والصحفيين. وفود لمراقبة مصير الطفل واحتشدت وفود من المغاربة على المنطقة الجبلية التي تغطيها أشجار الزيتون واللوز، تضامنا مع الطفل العالق ريان أو رغبة في التطوع لمد يد المساعدة للمنقذين، منذ تداول أنباء الحادث الذي خلف موجة تأثر وآمالا بنهاية سعيدة في المغرب وخارجه. ومنذ سقط في البئر لاقت محنته اهتمامًا واسعًا، وترقب الملايين حول العالم مصيره على أمل انتشاله حيًا، لكن القدر أبى أن يحفظ حياته بل اختطفها البئر عقب خمسة أيام مضنية. 100 ساعة في حفرة قطرها 30 سم وتفاصيل مضنية وحسب التقارير الطبية قضى الطفل نحو 100 ساعة داخل حفرة ضيقة في البئر لا يتجاوز قطرها 30 سم عانى خلالها من نزيف في رأسه بسبب ارتطامه بالصخور أثناء سقوطه، كما أظهرت المعاينات الطبية التي أجراها الفريق الطبي الذي دخل إلى النفق لاستخراج الطفل ريان، أنه كان يعاني من كسور في الرقبة والعمود الفقري. نهاية مؤسفة والسلطات تقرر هدم البئر وجرى انتشال ريان، عقب قرابة 100 ساعة أمضاها في قاع البئر، وبعد دقائق من انتشاله أعلن الديوان الملكي المغربي، وفاته. وقررت السلطات المغربية، اليوم الأحد، هدم البئر التي اختطفت حياة الطفل ريان خشية أن تزهق أرواحا ضحايا جدد.