أشهرها السلات والجابوري والأوتم والملمودة.. تسجيل أكلات «حلايب وشلاتين» بموسوعة الأغذية

بهدف توثيق الأكلات الشعبية الشهيرة المتوارثة عبر العصور بمنطقة «حلايب وشلاتين» جنوب البحر الأحمر، وتسجيل عناصرها ومكوناتها وكيفية إعدادها وتجهيزها وحمايتها من الاندثار بدأ وفد علمي من المركز القومي للبحوث زيارة مدينة شلاتين.
«القومى للبحوث» يسجل أكلات «حلايب وشلاتين» فى موسوعة الأغذية
وعقد الوفد اجتماعًا مع اللواء إيهاب رشاد، رئيس المدينة، وعدد من مشايخ القبائل للتعرف على الأكلات الشعبية الشهيرة لدى سكان المنطقة لضمها لموسوعة «توثيق الغذاء المصرى» ضمن موسوعة رصد تاريخ الأطعمة التراثية فى مصر، وتوثيق العناصر الغذائية بها، وطرق تحضيرها، إضافة إلى إبراز مخاطر اندثار هذه الثقافات الغذائية بمختلف المناطق الجغرافية.
«القومى للبحوث» يسجل أكلات «حلايب وشلاتين» فى موسوعة الأغذية
وقال الدكتور مجدى محمد أحمد، رئيس موسوعة الأغذية بالمركز القومى للبحوث، إن الزيارة تهدف إلى توثيق الأغذية الشعبية الشهيرة بمنطقة حلايب وشلاتين والانتقال لمختلف القرى والتجمعات البدوية ولقاء السكان ومشايخ القبائل وتصوير كيفية التجهيز لهذه الأكلات الشهيرة ضمن فكرة المشروع الخاص بتوثيق الأغذية الشعبية.
وأكد عدد من مشايخ القبائل خلال الاجتماع مع وفد المركز القومى للبحوث أن أهم الأكلات التى تشتهر بها منطقة حلايب وشلاتين وجبة «السلات» والجابورى والأوتم.
«القومى للبحوث» يسجل أكلات «حلايب وشلاتين» فى موسوعة الأغذية
ووجه رئيس المدينة بتقديم الدعم اللازم لتنفيذ المشروع وتوثيق مراحل طهى الأكلات بالتنسيق مع مشايخ القبائل لتسجيلها فى الموسوعة والتى تمثل أهم العادات والتقاليد لأهالى حلايب والشلاتين.
«القومى للبحوث» يسجل أكلات «حلايب وشلاتين» فى موسوعة الأغذية
وأكد الدكتور أسامة غزالى، الباحث فى تراث حلايب وشلاتين، أن منطقة جنوب البحر الأحمر مازالت تحتفظ بعاداتها وتقاليدها فى الطعام، مستخدمين أدوات من البيئة الطبيعية للتجهيز والإعداد، ومن أهم الوجبات والأكلات من لحوم الضأن والعصيدة والاوتم والجبنة والجابورى أو القابورى، وبالرغم من ارتفاع أسعار اللحوم الحية سواء من لحوم الضأن من الخراف أو من لحوم الجمال والماعز إلا أن هناك تمسكا من أبناء القبائل على أن تضم الأكلات لحوما من الضأن والماعز والجمال.
وأكد آدم سعد الله أحد مشايخ الشلاتين، أن وجبة «السلات» أشهر الأكلات فى المنطقة، ولايزال الأهالى يحافظون عليها ويحرصون على تناولها وتقديمها لضيوفهم، وتعد هذه العادات والتقاليد المتوارثة منذ مئات السنين وتحرص عليها هذه القبائل.
«القومى للبحوث» يسجل أكلات «حلايب وشلاتين» فى موسوعة الأغذية
وأوضح أن مراحل تجهيز وجبة «السلات» تبدأ من الذبح وحتى انتهاء مراحل الاستواء والأكل وتكون بتناول لحوم الضأن والماعز، حيث تتم تربية هذه الحيوانات لدى معظم السكان، ويتم اختيار الخروف كثيف اللحم وذبحه وسلخه وفصل اللحم عن العظم، وتشبه طريقة تجهيز (السلات) طريقة تجهيز (الكباب) فى المطاعم الحديثة، حيث يتم اختيار الخروف أو ذكر الماعز الجدى بعد تسمينه لعدة أشهر وذبحه وتقطعيه لأرباع، وتقطيع الأرباع لقطع صغيرة بعد فصلها عن العظام، وتوضع هذه اللحوم بعد تقطيعها لقطع صغيرة على أحجار الجرانيت والصوان والبازلت لتكون سريعة الاستواء ثم توضع طبقة أخرى من الأخشاب وقطع الفحم المشتعلة بالنيران.
وأشار إلى أن عملية التسوية فى وقت يتراوح ما بين 40 دقيقة وساعة حتى تكتمل عملية التسوية، وتكون جاهزة للأكل وتكون هذه الوجبة خالية من أى دهون بهذه الطريقة.
كما تعد وجبة «الأوتم»، دائمة ورئيسية على مائدة الطعام، ويتم إعدادها وتجهيزها بكمية دقيق مغموس فى الماء داخل إناء يوضع على النار مع تقليبه باستمرار، وبعد تسويته يضاف إليه لبن الإبل.
وتأتى وجبة «الكسرة»، وهى عجينة تسوى فى تراب ساخن وتسمى «الملمودة» وتغطى بالجمر حتى يستوى أحد جانبيها ثم تقلب على الجانب الآخر حتى تستوى تماما وتصبح صالحة للأكل باللبن أو غيره، فهى بمثابة الخبز عندهم وتسمى القبورية، حيث توضع العجينة على بعض الحجارة وتغطى بالجمر حتى تستوى تماما بدون أن نقلبها.
وتعد فطيرة «الجابورى» من أشهر الأكلات والتى يطلق عليها (بيتزا العبابدة) لشبهها فى المكونات والشكل بالبيتزا التى تقدم بالمطاعم ويتم تحضير فطيرة الجابورى من الدقيق والماء، وتتم عملية العجن وتقطيع العجين لقطع صغيرة يتم فردها لتتشكل على هيئة فطيرة، ثم تدفن العجينة بحفرة مليئة بالأخشاب الموقدة لمدة 20 دقيقة، ثم يتم تقليب الفطيرة على الناحية الثانية بعد استواء الناحية الأخرى ويتم تقديمها ساخنة.
كما تعد وجبة «العصيدة» من أهم الأكلات الرئيسية التى يتم تناولها ويتم تجهيزها من الدقيق والماء والعسل واللبن، وتحتوى على قيمة غذائية متكاملة.