شابان ينقذان 9 من أسرة سورية حاصرتهم النيران ب«عقار مدينة نصر» (فيديو وصور)

«إحنا لقينا النّاس واقفة بتتفرج».. كان هذا دافع سيف الدين هشام، وصديقه زياد هشام، الطالبين، للتوجه للطابق السابع بعقار سكنى بمدينة نصر بالقاهرة، مشتعل بالنيران، قال «الشهمان»، كما لٌقبا، إنهما أنقذا 3 سيدات بينهن «حامل»، و6 أطفال، جميعهم يحملون الجنسية السورية، من موت محقق.
مثل شباب صغير في سنّهما، «أكبرهما 18 عامًا»، نزل الصديقان من بيتهما وتوجها إلى مقهى لاحتساء مشروب ساخن يشعرهما بالدفء في ظل الطقس البارد، فكما قالا ل«المصرى اليوم»: «وإحنا في الطريق لمحنا دخانا متصاعدا ومش عارفين مصدره.. مشينا لحد ما وصلنا لعمارة فيها شقة بالدور السابع بتولع، بينما أعداد كبيرة من النّاس واقفة علشان تتفرج»، وأضافا: «قررنا دون ترتيب إننا نطلع علشان نشوف يمكن الشقة يكون فيها حد مش عارف يخرج ومحتاج مساعدة».
لقينا ناس بتصرخ جامد
«زياد»، الطالب بالصف الثانى الثانوى، قبل صعوده للعقار، فكر في الاتصال بالمطافئ، ففوجئ بأن «تليفونه فاصل شحن»، ولأن «الوقت ممكن ما يكونش في صالح صاحب الشقة»، قرر مع صديقه «سيف الدين»، الطالب بالفرقة الأولى بكلية السياحة والفنادق، الدخول للعقار.
الصديقان توجها إلى «الأسانسير»، كان مُعطلاً، فصعدا الأدوار السبعة على السلالم، وحين وصلا للطابق الأخير فوجئا بأن الحريق امتد لشقتين أخريين: «لقينا ناس بتصرخ جامد من شقة منهم ودا شجعنا إننا ننقذ النّاس».
جرأة الطالبين شجعت الآخرين
رغم كمية الأدخنة «اللى تخنق»، والموقف «الجديد عليهما»، تمكن «سيف الدين» و«زياد» من أن يكسرا باب شقة، لتفاجئهما النيران فيصاب «الأخير» بحرق بسيط، لكن لم يمنعه من استكمال مهمته الإنسانية.
جرأة وإقدام الطالبين شجعّت 3 من قاطنى العقار على مساعدتهما: «إدونا طفايات حريق»، فتمكنا بعد إخماد حريق بشقة من إنقاذ سيدة حامل رفقتها سيدة و3 أطفال: «كلهم كانوا محجوزين في البلكونة والنيران مولعة بالشقة كلها»، وعقب ذلك: «رحنا لشقة تانية كان الدخان مغطيها وفيها سيدة و3 أطفال مخنوقين وخرجناهم، ولما رحنا شقة تالتة وصلتها النار الحمد لله مكنش فيها حد».
كُتب عمرًا جديدًا للأسرة السورية
كُتب للأسرة المكونة من 9 أشخاص عمرًا جديدًا، بفضل مساعدة «سيف الدين»، و«زياد»، ووصلت سيارات الإطفاء بعد إخماد النيران، ونقلت سيارات الإسعاف عددا من الحالات للمستشفى لتلقى العلاج اللازم.
كان رب الأسرة السورية في عمله وقت اشتعال النيران، ويرجح أن سببها حدوث ماس كهربائى، ووجه الأهالى الشكر للشابين اللذين أصبحا مثار فخر بالنسبة لأسرتيهما.
«زياد»، الذي تعرضت شقته لحريق مروع قبل ذلك، كان وفق حديثه: «سببا لإطفائه النيران»، موجها وصديقه رسالة: «ياريت النّاس متقفش تتفرج، لإنهم ممكن ينقذوا أرواح».