إبراهيم عيسى: لو 30 يونيو اتكرر 30 مرة الشعب هيختار نفس القرار    الأوقاف تعلن افتتاح 21 مسجدا الجمعة القادمة    ب800 جنيه بعد الزيادة.. أسعار استمارة بطاقة الرقم القومي الجديدة وكيفية تجديدها من البيت    يوسف الحسيني: إبراهيم العرجاني له دور وطني لا ينسى    سؤالًا برلمانيًا بشأن عدم إنشاء فرع للنيابة الإدارية بمركز دار السلام    سعر الذهب اليوم بالمملكة العربية السعودية وعيار 21 الآن ببداية تعاملات الثلاثاء 7 مايو 2024    مصر للطيران تعلن تخفيض 50% على تذاكر الرحلات الدولية (تفاصيل)    برلماني يطالب بإطلاق مبادرة لتعزيز وعي المصريين بالذكاء الاصطناعي    القومية للأنفاق تبرز رحلة بالقطار الكهربائي إلى محطة الفنون والثقافة بالعاصمة الإدارية (فيديو)    العمل العربيَّة: ملتزمون بحق العامل في بيئة عمل آمنة وصحية كحق من حقوق الإنسان    أسعار النفط ترتفع عند الإغلاق وسط ارتباك حول الهدنة في غزة    5 شهداء.. قصف إسرائيلي لمنزل في رفح جنوب قطاع غزة    في المساء مع قصواء يناقش مصير الهدنة بين إسرائيل وحماس    3 مراحل حاكمة للاتفاق الذي وافقت عليه "حماس"    الشرطة الإسرائيلية تعتقل ثلاثة متظاهرين في تل أبيب وتقول «المظاهرات غير قانونية»    عاجل - تبادل إطلاق نار بين حماس وإسرائيل قرب بوابة معبر رفح    «الصحة العالمية» تحذر من أي عملية عسكرية في رفح: تفاقم الكارثة الإنسانية    اللواء سيد الجابري: مصر الوحيدة اللي مكملة في حل القضية الفلسطينية.. فيديو    أوروبا تبتعد.. كريستال بالاس يضرب مانشستر يونايتد برباعية ويحقق ما لم يحدث تاريخيا    عملية جراحية في الوجه ل أسامة جلال    شعرت بالقلق.. ندى مرجان لاعبة طائرة الزمالك بعد الفوز بالبطولة الأفريقية    هل تقدم كابونجو كاسونجو بشكوى ضد الزمالك؟ اللاعب يكشف الحقيقة    نجم بيراميدز يخضع لعملية جراحية    كريم شحاتة: كثرة النجوم وراء عدم التوفيق في البنك الأهلي    لأول مرة.. كواليس جديدة في أزمة أفشة وسر ضربة جزاء كهربا    بعد بيان الزمالك.. جهاد جريشة: لا يستحقون ركلة جزاء أمام سموحة    "يا ليلة العيد آنستينا وجددتي الأمل فينا".. موعد عيد الأضحى المبارك 2024 وأجمل عبارات التهنئة بالعيد    مائلا للحرارة على القاهرة الكبرى والسواحل الشمالية.. الأرصاد تتوقع حالة الطقس اليوم    كان وحداني.. أول تعليق من أسرة ضحية عصام صاصا    مصرع شاب التهمته دراسة القمح في قنا    محافظة الإسكندرية: لا يوجد مخطط عمراني جديد أو إزالة لأي مناطق بالمدينة    غدًا.. انطلاق قطار امتحانات نهاية العام لصفوف النقل والشهادة الإعدادية بالوادي الجديد    ياسمين عبد العزيز باكية: أنا بعشق أحمد العوضي    "معلومات الوزراء" يكشف طريقة استخدام التكنولوجيا المتطورة في العرض الأثري بالمتحف الكبير (فيديو)    أقسم بالله مش خيانة..ياسمين عبد العزيز: فيه ناس مؤذية ربنا يجبلي حقي    فرح حبايبك وأصحابك: أروع رسائل التهنئة بمناسبة قدوم عيد الأضحى المبارك 2024    ياسمين عبدالعزيز عن أزمتها الصحية الأخيرة: كنت متفقة مع العوضي إني أحمل بعد "اللي مالوش كبير"    صدقي صخر يكشف مواصفات فتاة أحلامه: نفسي يبقى عندي عيلة.. فيديو    دعاء في جوف الليل: اللهم اجعل كل قضاء قضيته لنا خيرًا    لا تأكل هذه الأطعمة في اليوم التالي.. نصائح قبل وبعد تناول الفسيخ (فيديو)    حي شرق الإسكندرية يعلن بدء تلقى طلبات التصالح فى مخالفات البناء.. تعرف على الأوراق المطلوبة (صور)    تعرَّف على مواصفات سيارات نيسان تيرا 2024    بالأسماء، إصابة 16 شخصا في حادث الطريق الصحراوي الغربي بقنا    في 7 خطوات.. حدد عدد المتصلين بالراوتر We وفودافون    حظك اليوم برج الميزان الثلاثاء 7-5-2024 على الصعيدين المهني والعاطفي    ياسمين عبد العزيز: «كنت بصرف على أمي.. وأول عربية اشتريتها ب57 ألف جنيه»    رغم إنشاء مدينة السيسي والاحتفالات باتحاد القبائل… تجديد حبس أهالي سيناء المطالبين بحق العودة    هل يحصل الصغار على ثواب العبادة قبل البلوغ؟ دار الإفتاء ترد    برلماني: موافقة حركة حماس على المقترح المصري انتصار لجهود القاهرة    بعد الفسيخ والرنجة.. 7 مشروبات لتنظيف جسمك من السموم    للحفاظ عليها، نصائح هامة قبل تخزين الملابس الشتوية    كيفية صنع الأرز باللبن.. طريقة سهلة    أستاذ قانون جنائي: ما حدث مع الدكتور حسام موافي مشين    في 6 خطوات.. اعرف كيفية قضاء الصلوات الفائتة    صانع الدساتير يرحل بعد مسيرة حافلة، وفاة الفقيه الدستوري إبراهيم درويش    مائدة إفطار البابا تواضروس    أمينة الفتوى تكشف سببا خطيراً من أسباب الابتزاز الجنسي    عقوبة التدخل في حياة الآخرين وعدم احترام خصوصيتهم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



«المصري اليوم» ترصد تأثيرها على الإنتاج الزراعى.. التغيرات المناخية تهدد الأمن الغذائى (ملف)
نشر في المصري اليوم يوم 13 - 12 - 2021

خطر التغيرات المناخية أصبح واقعا يهدد مصر، ويقلل من النمو فى قطاعات إنتاجية مهمة، وعلى رأسها الزراعة.
«المصرى اليوم» تفتح هذا الملف الخطير المهدد للأمن القومى، وتحذر من عدم التحرك السريع للمواجهة، خصوصا مع انخفاض إنتاج محاصيل المانجو والزيتون بنسبة 25%، بجانب زيادة استهلاك المياه 8%، ومرشحة للزيادة.
وفى وسط زراعات المانجو والزيتون كانت «المصرى اليوم» شاهدا على الكارثة، حيث ضرب مرض العفن الأسود المحصول وانتشرت فيه الحشرات، ما يؤدى لانخفاض الإنتاج وخسارة الفلاحين العائد المنتظر.
خطر التغيرات المناخية لم يعد مجرد ملف مستقبلى على طاولة المفاوضات الدولية، التى تسهم فيها مصر بنصيب وافر وفاعلية، لكنه تحول إلى واقع، الفلاحون أول الخاسرين فيه، خصوصا مع تأكيد الخبراء أن البلاد ستفقد 15% من أجود أراضى الدلتا.
«المانجا» أولى الضحايا.. والفلاح الخاسر الوحيد
على بعد 15 كم من مدينة الإسماعيلية باتجاه الجنوب اعتاد أهالى قرية «عين غصين»، فى شهر أغسطس من كل عام، الخروج من منازلهم إلى أراضيهم لجمع محصول المانجو، ترى المزارعين ما بين كهل تخطى الستين عاما وفتاة عشرينية وشاب ثلاثينى وأطفال دون العاشرة، يتنقلون بخفة بين أشجار المانجو، يقطفون ثمار الفاكهة بحرص ويجمعونها داخل أقفاص خشبية، لم تفارقهم فرحتهم طوال الأعوام الماضية، إلا أن المشهد تغير منذ الخمسة أعوام الماضية فلم تعد تستقبلك روائح المانجو من داخل المزارع الخضراء وانخفضت إنتاجية المحصول بسبب التقلبات المناخية.
زراعة أشجار المانجو مهنة توارثها أبناء قرية «عين غصين»، أبا عن جد، وطوال الأعوام الماضية اعتمد الأهالى على جمع محصول المانجو باعتباره مصدر دخلهم الوحيد، فينتظرون جمع المحصول كل عام، لتسديد ديونهم وتدبير نفقات زواج أبنائهم.. «المصرى اليوم» انتقلت إلى القرية المشهورة بزراعة المانجو وتحدثت مع عدد من المزارعين، الذين أكدوا غياب دور الإرشاد الزراعى فى توعية المزارعين بالتقلبات المناخية والتوصيات اللازمة لحماية محصولهم من التلف، وانتشار فطر العفن الأسود أو الهبابى الذى تسبب فى قلة الازدهار وتدهور الأشجار وانخفاض كمية الإنتاج إلى 70%.
إبراهيم درويش، مزارع، من أبناء قرية عين غصين، طالما لاحقته الأزمات المستمرة من محصول المانجو كل عام، إلا أن هذا العام وصفه ب«الأسوأ» على الإطلاق بسبب انخفاض إنتاجية محصوله ما يقارب من 70%، الأمر الذى تسبب له فى خسائر فادحة.
قال إبراهيم: «بزرع المانجو من 50 سنة فى قرية عين غصين التى يقطنها ما يقارب من 50 ألف نسمة، جميعهم يشتغل فى زراعة المحصول الأشهر بالمحافظة، كانت الدنيا كويسة لغاية من 5 سنين فاتت وبدأت الأحوال الجوية تتغير وارتفعت حرارة الجو فى شهرى فبراير ومارس، والمزارع راجل بسيط ميعرفش يعنى إيه تغيرات مناخية ورغم وجود أكثر من جمعية زراعية بالقرب من الجناين إلا أنه مفيش مرشد زراعى واحد كان بيعدى علينا وهما شايفينا غرقانين ومش لاقيين حد يساعدنا».
المانجو من المحاصيل الزراعية التى تتطلب عددا كبيرا من العمالة بأجرة يومية تفوق قدرات المزارعين فى «عين غصين»، الأمر الذى دفع أصحاب المزارع إلى العمل بأيديهم فى محاولة للاستغناء عن العمالة وتوفير يوميتهم، فهناك ترى الشباب والأطفال والشيوخ والسيدات كتفا بكتف لا يشغلهم سوى إنقاذ محصولهم من التلف.
لم يقف عدم استكمال تعليمها حائلا أمام منى فتح الله حسين، السيدة الخمسينية، فهى تحرص طول الوقت على مشاهدة فيديوهات على السوشيال ميديا تخص المجال الزراعى تساعدها فى الحصول على معلومة عن التغير المناخى وطرق التصدى له.
قالت منى: «موجة الحر الشديدة التى تعرضنا لها فى شهر مارس والصقيع فى شهر يناير من العام الماضى أضر محصولنا كثيرا، فبدأنا نسأل عن سبب تغير الفصول والعوامل الجوية، وطلبت من ابنى إنه يخلينى أتفرج على فيديوهات زراعية، رغم أن ده دور وزارة الزراعة إنها توعى المزارع بتأثير البرودة القارسة أو الحر الشديد على المحاصيل، وتصرف له الأدوية من خلال الجمعيات الزراعية، إلا أن ذلك لا يحدث وأصبحت محاصيلنا فريسة سهلة للتغير المناخى».
حالة من الحيرة والمتاهة يقع فيها مزارعو المانجو، بسبب العشوائية فى رش المبيدات الحشرية فلا يعلم أحد منهم المبيد الأنسب لمكافحة الحشرة القشرية التى تهاجم محصولهم، وتحدث عنها الحاج عبدالرحمن درويش، صاحب مزرعة مانجو قائلا: «تعد الحشرة القشرية من أخطر الأمراض التى تصيب المحصول، وهى تمتص العصارة من الورقة، ومن المعروف أن ورق المانجو مصنع الغذاء للثمرة، وتفرز طبقة تغطى الورقة بأكملها وتتسبب فى موت جنين المانجو وتقضى على المحصول، وبسبب العشوائية فى رش المبيدات داخل المزارع لمحاربة الحشرة القشرية فإن جميع محاولاتنا باءت بالفشل وسيطرت الحشرة على المحصول».
والتقط أحمد بدر مزارع، طرف الحديث قائلا: «كل مزارع يجتهد من نفسه ويرش مزرعته بأكثر من نوع على أمل القضاء على الحشرات والآفات، الأمر الذى يكلفه عشرات الآلاف من الجنيهات، ولدينا أكثر من مزارع تعرض للحبس بسبب الديون التى تراكمت عليهم واضطروا لبيع أرضهم منعا للحبس، ويوجد فى السوق العشرات من المبيدات المختومة ومكتوب عليها تحت إشراف وزارة الزراعة ولا ندرى الأنسب منها».
وناشد بدر وزير الزراعة بمساندة المزارعين والرفق بحالهم وتقديم يد العون لهم، من خلال توفير مرشدين زراعيين يوفرون المعلومة للمزارع ويتابعون مراحل نمو المحاصيل وتحديد المبيدات اللازمة مثلما كان يحدث فى الماضى، فمحصول المانجو من المحاصيل الهامة الذى يصدر إلى 50 دولة.
ولفت عبدالرحمن درويش، مزارع، إلى انتشار الأسمدة المغشوشة فى الأسواق التى ساهمت فى تراجع المحصول، فتجد لون قشرة المانجو الخارجية أصفر إلا أنها لم تنضج من الداخل، مشيرا إلى أن غياب الرقابة من وزارة الزراعة والتفتيش على الأسواق ساعد على الغش وانخفاض إنتاجية المحصول.
واستكمل قائلا: «اشترينا دواء ب60 ألف جنيه وفى الآخر طلع مغشوش، إحنا بسبب مصاريف الأودية والمبيدات وناس باعت أراضيها عشان تسدد المعلمين فى السوق، بسبب الآفات المنتشرة، وكل سنة بنرش ونبيدها ونلاقيها رجعت تانى، كل ما يطلع دوا نجيبه لدرجة إننا استنفدنا فلوسنا على الرش، ومحدش سأل الفلاحين ده خسر محصول المانجو ليه».
وتساءل: «هنصرف منين بعد ما خسرنا فلوسنا فى المحصول، الفلاح آخر شخص المسؤول يبحث عن مشاكله، إحنا اكتسبنا خبراتنا بالفطرة، حياتنا وروحنا فى الأرض ورثناها عن أهلنا، وفهمنا الفلاحة منذ نعومة أظافرنا، ولو هنبيع الأرض هنروح فين وهى مصدر رزقنا ورزق ولادنا».
من جانبه أوضح المهندس الزراعى محمد جاد أن ارتفاع درجات الحرارة أدى إلى «إجهاد حرارى»، بمعنى زيادة البخر من سطح التربة والنتح من الأشجار، وهو ما يؤدى إلى فقد الرطوبة من داخل النبات وسقوط الثمار، بجانب أن الأصناف الجديدة مثل الكيت والكنت والنعومى التى تم استيرادها من جنوب إفريقيا وأمريكا جلبت معها بعض الأمراض التى لم تكن موجودة من قبل.
وأشار جاد إلى أن الحشرات القشرية تنتشر على أوراق شجر المانجو، وتركز ضررها فى إفرازها لكميات كبيرة من الندوة العسلية والتى تؤدى إلى انتشار فطر العفن الأسود أو الهبابى على المناطق المصابة، وتؤدى إلى تقليل القدرة على التمثيل الضوئى، وبالتالى قلة الإزهار وتدهور الأشجار، ومن الممكن أن تغطى كل الشجرة بالسواد والحشرة تمتص عصارة النبات وتؤدى إلى اصفرار الأوراق وسقوطها قبل الأوان، مؤكدا أن الحشرة تتسبب فى العديد من الأمراض الكفيلة بمنع الإنتاج وعدم قدرة الأشجار على التزهير والقيمة التسويقية للثمار. ونصح المزارعون بالالتزام بعدة نصائح، أهمها التقليم وتفتيح الأشجار وعمل تهوية، ودخول الشمس قدر الإمكان بالأشجار، والرش بالمركبات الحشرية الجهازية، والعمل بالحسبان مكافحة البيض وتوقيت الفقس.
من جانبه علق الدكتور محمد القرش، معاون وزير الزراعة، خلال تصريحات صحفية، أن شهر مارس شهد ارتفاعا كبيرا فى درجات الحرارة خلال شهر مارس على غير المتوقع بسبب التغيرات المناخية والذى كان له تأثير على المحصول، مشيرا إلى أن إصابة بعض أشجار المانجو ب«العفن الهبابى» تعود إلى إهمال أشجار المانجو لوقت طويل.
«داود»: ارتفاع الحرارة يهدد 15٪ من أراضى الدلتا
قال الدكتور محمد داود، الخبير الدولى ومستشار الموارد المائية بهيئة البيئة- أبوظبى، فى تصريحات خاصة ل«المصرى اليوم»، إن الدراسات العلمية الحديثة تؤكد أن الارتفاع فى درجات الحرارة وانخفاض معدلات الهطول المطرى وزيادة معدلات التصحر وتملُّح الأراضى والجفاف وزيادة الاستهلاك المائى للمحاصيل المتوقعة نتيجة التغيرات المناخية، سوف تؤثر على المساحة الزراعية والإنتاجية للمحاصيل الزراعية فى مصر.
وأشار داود إلى أن الارتفاع فى درجة الحرارة سوف يتسبب فى زيادة الآفات وأمراض النبات والتأثير على إنتاج الغذاء، بجانب نقص الإنتاجية الزراعية لبعض المحاصيل، وكذلك إلى تغيرات فى النطاقات الزراعية البيئية، إذ سيؤدى ارتفاع درجة الحرارة إلى تحرُّك إنتاج الحبوب الشتوية إلى الشمال، حيث تتفق هذه المناطق فى درجة حرارتها مع الاحتياجات الفسيولوجية لتلك المحاصيل.
وتابع داود: «أشار أحد النماذج لتقييم تأثير التغيرات المناخية على الزراعة فى مصر إلى أن إنتاجية محصول القمح ستقل بنسبة 9% إذا ارتفعت درجة الحرارة درجتين مئويتين، وسيزداد الاستهلاك المائى لهذا المحصول حوالى 6.2% بالمقارنة بالاستهلاك المائى له تحت الظروف الجوية الحالية، فى حين سيصل معدل النقص إلى 18% إذا ارتفعت درجة الحرارة 4 درجات مئوية، ينما ستقل إنتاجية الذرة الشامية بنسبة 19% بحلول منتصف هذا القرن إذا ارتفعت درجة الحرارة 3.5 درجة مئوية، وذلك بالمقارنة بالإنتاجية تحت الظروف الجوية الحالية، وسيزداد استهلاكها المائى بنحو 8%».
والتغييرات المناخية تمس العديد من الجوانب الاقتصادية والاجتماعية والبيئية، بالإضافة للتأثير على مجالات الموارد المائية والزراعة، الأمن الغذائى والطاقة والصحة، والمناطق الساحلية والبحيرات الشمالية، بالإضافة إلى مخاطر تواجهها 12 - 15 % من أراضى الدلتا الأكثر خصوبة، نتيجة الارتفاع المتوقع لمنسوب سطح البحر، وتداخل المياه المالحة، الذى يؤثر على جودة المياه الجوفية.
«علام»: تدريب الفلاحين على الزراعة الذكية «ضرورة»
أكد الدكتور مجدى علام، مستشار برنامج المناخ العالمى وأمين عام اتحاد خبراء البيئة العرب، أن التغيرات المناخية تهدد بانخفاض كبير فى نظم الإنتاج الزراعى وتدهور النظم البيئية، مع عواقب مباشرة على الأمن الغذائى، وعلى سبل عيش الأجيال القادمة، مشيرا، فى تصريحات خاصة ل«المصرى اليوم»، إلى ضرورة إجراء مزيد من الأبحاث عن المنتجات الغذائية المعروفة والابتكار فى طرق استخدامها لمواجهة آثارها السلبية على الأمن الغذائى.
وشدد علام على أهمية وضع برنامج للتكيف مع التغيرات المناخية لأن الأبحاث أكدت أنها أصبحت ضيفا مستداما معنا، ويجب أن تلتفت إليها الجهات المسؤولة وأصحاب القرار والمزارعون والمصدرون، وتغيير الممارسات الزراعية التقليدية من خلال وسائل الإعلام وإرسال رسائل نصية على مدار الساعة للمزارعين توجههم بالإجراءات الواجب اتبعاها مع محاصيلهم الزراعية.
الاتجاه إلى الزراعة الذكية مناخيا إحدى التوصيات الهامة التى أشار لها الدكتور مجدى علام، لأنها النهج الذى يساعد على توجيه الإجراءات اللازمة لتحويل وإعادة توجيه النظم الزراعية، لدعم التنمية بصورة فعالة وضمان الأمن الغذائى فى وجود مناخ متغير.
وتابع: «الاتجاه إلى الزراعة الذكية مناخيا يهدف لمعالجة الثلاثة أهداف الرئيسية وهى: زيادة مستدامة فى الإنتاجية الزراعية والدخل، التكيف وبناء القدرة على التكيف مع تغير المناخ، وخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحرارى، حيثما كان ذلك ممكنا، وهو ما أكد عليه الرئيس عبدالفتاح السيسى من خلال زراعة الصوب لأن زراعة 100 ألف صوبة نحصل منها على إنتاج 600 ألف فدان».
وأكد علام أهمية تعريف المزارعين بالممارسات الجديدة للتكيف مع تغير المناخ وتدريبهم وإقناعهم بهذه التقنيات الحديثة من خلال تجارب ميدانية حقيقية على أرض الواقع، بحيث يشاهدون تطبيق النظام بالفعل ويتحققون من جدواه وسهولة تطبيقه، فهذه التجارب الميدانية يمكن أن تجرى فى مواقع إنتاجية تختار بالتنسيق بين الجهات المعنية، ودعوة أكبر عدد ممكن من الشركات والمزارعين لصقل خبراتهم فى هذا المجال.
289
ألف فدان مساحة الأراضى المزروعة من المانجو
2
مليون طن إنتاجية مصر
من المانجو سنوياً
53
ألف فدان صادرات مصر
من المانجو سنويًا
90
ألف فدان مساحة المانجو المزروعة
فى الإسماعيلية
مزارعو الزيتون: غاب الإرشاد الزراعى.. فانخفضت الإنتاجية وننتظر دورات تثقيفية لمواجهة التحديات المقبلة
على بعد 900 كم من القاهرة تقع «واحة سيوة» التى تبلغ مساحتها 1088 كم، ويسكن فيها ما يقارب من 35 ألف نسمة، طالما ارتبط اسم الواحة بأشجار الزيتون تلك الشجرة الصامدة التى تقاوم التقلبات المناخية الصعبة ويعتمد عليها اقتصاد معظم دول حوض البحر الأبيض المتوسط، وينتجون حوالى 10 ملايين طن ثمار يستخدم منها مليون طن ثمار كزيتون مائدة والباقى لاستخراج 2 مليون طن زيت، يستهلك معظم الإنتاج من قبل الدول المنتجة.
مع حلول شهر سبتمبر من كل عام كان يستعد أهالى واحة سيوة لجمع محصول الزيتون الذى يبدأ فى شهر سبتمبر، ويمتد لأواخر يناير من كل عام، إلا أن التغيرات المناخية تسببت فى خفض إنتاجيته هذا العام لتقتصر مدة جمعه على 45 يوما، الأمر الذى أدى إلى اختفاء الزيتون من الأسواق وتضاعف سعره ليصل إلى 13 جنيها للكيلو الواحد بدلا من 6 جنيهات العام الماضى.
ويشكو المزارعون فى الواحة من أن دورة قطف الزيتون المتعارف عليها والتى تكون عبارة عن محصول غزير فى عام يعقبه محصول ضعيف فى السنة الأخرى لم يعد أمرا ثابتا بسبب تغير المناخ.
قال عمر أبوسليم، أحد المزارعين بسيوة: «يرتبط الزيتون بمناخ محدد حتى يستطيع أن ينمو خضريا بشكل جيد، ولا يثمر إذا انقلب المناخ ولم يوفر له درجة الحرارة الملائمة أثناء فترة السكون الشتوى الضرورية لتشكل الأجزاء الزهرية فى البراعم، والتغيرات المناخية التى حدثت الموسم السابق أثرت على إنتاجية الزيتون بشكل كبير جدا، ليس على مستوى الواحة فقط، وإنما على مستوى العالم، فالمعتاد أن شجر الزيتون ينتج 100% من إنتاجيته، والعام التالى نحصل منه على 50% فقط، لكننا حصلنا منه على 10% فقط من الإنتاجية بسبب التغيرات المناخية».
وأكد أبوسليم أن الخسائر من محصول الزيتون تحملها أصحاب المزارع ومصانع المخللات والزيوت، فإنتاجية 10% من المحصول لم تغط مصاريف الزراعة أو العمالة والأسمدة وغيرها من الاحتياجات، واضطر أصحاب المصانع إلى الاستغناء عن عدد كبير من العمالة.
وانتقد أبوسليم غياب الإرشاد الزراعى رغم أهمية خاصة للمزارع البسيط لمعرفة طرق التكيف مع التغيرات المناخية، واكتسب أغلب المزارعين خبرتهم من الطبيعة والفطرة، وطالب بعقد الندوات لتوعية الفلاحين بكيفية التعامل مع المناخ أو أشجار الزيتون بداية من الشهر الجارى لأن عملية التزهير تبدأ من منتصف الشهر القادم لأحد أصناف الزيتون المبكر.
وذكر عبدالله كويلة، أحد أصحاب مزارع الزيتون، أن زراعة الزيتون تعانى من عدة مشاكل تؤدى إلى تدهور زراعته مثل ارتفاع تكاليف عمليات الخدمة بما فيها جنى المحصول لارتفاع أجور اليد العاملة ونقصها، وانتشار الآفات المختلفة بشكل خطير وسريع، الحشرية منها والفطرية والفيروسية دون إجراء المعالجة الجذرية لها، وارتفاع تكاليف المكافحة.
وأكد كويلة أن زراعات الزيتون تعد حلا اقتصاديا فى ظل التقلبات المناخية وتراجع ربحية الأراضى الصحراوية فى المحاصيل التقليدية والبستانية، بسبب أزمة مياه الرى بشرط تبنى الدولة حلولا لمواجهة التطرف المناخى، أهمها اختيار أصناف شتلات مناسبة للبيئة ومقاومة للتغيرات المناخية، والدعم الفنى وإنشاء صناعة خاصة بالتخليل واستخلاص الزيوت، لضمان التسويق والربحية بالقيمة المضافة.
أكد الدكتور أحمد موسى، الحاصل على درجة الدكتوراة عن بحثه فى زراعات الزيتون من جامعة المنيا، أن أشجار الزيتون يلزمها عدد من ساعات البرودة (عندما تنخفض الحرارة عن 7.2 درجة مئوية) من أجل تحفيز تكون البراعم الزهرية، فإذا لم تتوفر هذه الساعات ستنمو أشجار الزيتون خضريا، فقط ولن تعطى أزهاراً أو ثمارا.
وأوضح موسى أن عدد ساعات البرودة التى يحتاجها الزيتون تتراوح ما بين 200- 600 حسب الصنف، وهو الأمر الذى يجب الانتباه له عند اختيار مكان البستان وصنف الزيتون الذى سيزرع فيه، حيث إن عدد العناقيد الزهرية المتكونة على الشجرة يتناسب طرديا مع كمية وعدد ساعات البرودة خلال فصلى الخريف والشتاء، وعدم استيفاء الأشجار لهذه الاحتياجات من البرودة يؤدى إلى أن تنمو الشجرة خضريا ولا تعطى حاصلا، وهذا ما يفسر نمو أشجار الزيتون خضريا بقوة فى المناطق الاستوائية وقلة إثمارها.
وشدد موسى على أن المراكز البحثية يجب أن يكون لها دور فى توعية وتثقيف المزارعين من خلال مركز بحوث الصحراء ومركز البحوث الزراعية، وعمل دورات لمواجهة التحديات المقبلة، وقد يصعب على تلك المراكز طرق أبواب جميع المزارعين على مستوى محافظات الجمهورية، خاصة أن لكل محافظة طبيعة بيئية خاصة بها، إلا أنه يمكن نشر التوعية بالتكيف مع التغيرات المناخية من خلال إقامة الحلقات النقاشية وفيديوهات قصيرة على اليوتيوب لا تتعدى مدتها الخمس دقائق لتوصيل المعلومة بشكل علمى صحيح إلى المزارع، وطبع منشورات علمية مثل التى يصدرها مركز البحوث الزراعية توزع فى المساجد ومراكز الشباب والقرى المختصة بالزراعة، وهو الأمر الذى سيجبر المزارعين على المعرفة والمتابعة.
وتابع موسى: «لو ظهر النهارده مرض على شجرة لازم أصوره وأتحدث مع المزارعين عن أطواره وكيفية علاجه وهل متوافر أم لا من أجل توصيل المعلومة بشكل بسيط وصحيح».
رئيس قسم بحوث الزيتون ل«المصرى اليوم»: عدد المرشدين الزراعيين غير كاف وصعوبة فى استخدام الفلاحين للإنترنت
قال الدكتور محمد عبدالشكور، رئيس قسم بحوث الزيتون وفاكهة المناطق شبه الجافة بمركز البحوث الزراعية، إن إجمالى المساحة المزروعة فى مصر حسب إحصائية وزارة الزراعة 260 ألف فدان زيتون، لكنها تصل إلى ما يقرب من 500 ألف فدان على أرض الواقع، مشيرا فى حواره ل«المصرى اليوم» إلى أن ما حصلوا عليه من إنتاجية الزيتون فى موسم 2020- 2021 يعادل 15% من إنتاجية كل عام بسبب التغيرات المناخية، الأمر الذى نتج عنه ارتفاع أسعار الزيتون لتصل إلى 17 جنيها للكيلو الواحد مقارنة ب7 جنيهات العام الماضى.
وأوضح الدكتور محمد عبد الشكور أن متوسط إنتاج الفدان من الزيتون حوالى 5 أطنان وتصل نسبة المساحة المزروعة بأصناف زيتون المائدة 80% يتركز معظمها فى منطقة الفيوم والبحيرة والظهير الصحراوى بالإسكندرية والإسماعيلية، بينما تصل نسبة المساحة المزروعة بالأصناف الزيتية 20% تنتشر فى معظم مناطق زراعة الزيتون عدا محافظة الفيوم.
وأشار عبدالشكور إلى أن التغيرات المناخية أثرت بشكل كبير على معظم المحاصيل الزراعية إلا أن الزيتون كان له النصيب الأكبر، بسبب عدم استيفائه درجات البرودة الكافية فى فترة الشتاء.
وحول المشروعات التى يقوم بها معهد البحوث الزراعية لتحسين السلالات من الزيتون حتى تتواءم مع التقلبات المناخية، أوضح عبدالشكور أن المعهد بدأ بالفعل فى التسعينيات من القرن الماضى فى مشروع تحسين وراثى للزيتون ونجح فى إنتاج سلالات جديدة خضعت للتقييم وأنتجت نسبة عالية من الزيوت وثمارا جيدة بالنسبة لمواصفات التخليل.
وتابع رئيس قسم بحوث الزيتون قائلا: «من المفترض أن هناك مشاريع نبدأ من خلالها تقييم السلالات الجديدة عن طريق زراعتها فى عدة مناطق مختلفة لأن كل محافظة تختلف عن الأخرى من حيث العوامل الجوية والتربة ومياه الرى، بحيث تكون كل سلالة جديدة تتوافق مع مكان معين ونختار الأفضل منها، وبالفعل استطعنا الحصول على محصول بمواصفات جيدة من بعض هذه السلالات رغم التغيرات المناخية».
وبشأن اتهامات المزارعين بغياب الإرشاد الزراعى، أوضح الدكتور محمد عبدالشكور أن عدم وجود فرص لتعيين مرشدين زراعيين حديثى التخرج بجانب تداعيات فيروس كورونا تسبب فى غياب الإرشاد الحقلى، وصعوبة تعامل عدد من المزارعين مع الإنترنت للتواصل مع توصيات معهد البحوث الزراعية بشأن التعامل مع الشجر والآفات وتحديد الأسمدة من خلال البرامج الإلكترونية (أبليكيشن) يتم تحميله على الهواتف الذكية، جميعها تحديات واجهت الزراعة بجانب التقلبات المناخية.
وطالب رئيس قسم الزيتون بمعهد المحاصيل الزراعية بإنشاء معهد بحوث الزيتون يشمل جميع ما يخص المحصول من زيوت وأمراض وطرق المكافحة وجميع التخصصات التى تخدم قطاع الزيتون بحيث يكون هناك حل جذرى لأى مشاكل تواجه زراعات الزيتون فى مصر.
«أبوصدام»:التغيرات المناخية تتسبب فى انتشار الحشرات الضارة بالمحاصيل
أكد حسين عبدالرحمن أبوصدام، نقيب الفلاحين، أن التقلبات المناخية تسببت فى حدوث ضرر كبير لأغلب أشجار الفاكهة ومعظم أنواع الخضروات، إلا أن أشجار المانجو كانت أكثر الأنواع تضررا مما قلل الإنتاجية وأدى إلى ارتفاع أسعارها محليا، فوصل الكيلو منها إلى 75 جنيها للكيلو الواحد.
وأضاف نقيب الفلاحين أن التقلبات المناخية غير المناسبة أثناء فترة تزهير لمعظم أشجار الفاكهة ونمو الخضروات تسببت فى أضرار كبيرة فى إنتاجية أغلب المحاصيل، ومنها محصول المانجو، بجانب أن التقلبات المناخية تسببت فى انتشار الأمراض والحشرات الضارة كالحشرة القشرية وحشرة المن وأمراض العفن الهبابى والبياض الدقيقى، الأمر الذى أدى إلى سقوط الأزهار وتساقط العقد فضعفت الإنتاجية. وبالنسبة لأشجار الزيتون أكد نقيب الفلاحين أن محصول الزيتون فى مصر تضرر ضررا بالغا هذا الموسم وانخفضت إنتاجيته انخفاضا كبيرا بسبب ارتفاع درجات الحرارة وقت تزهير وعقد الزيتون، لافتا إلى أن إنتاجية هذا العام انخفضت بأكثر من 50% عن الموسم السابق، مما أدى إلى ارتفاع أسعار الزيتون ومشتقاته.
وأكد أبوصدام أن أهم أصناف الزيتون التى تزرع فى مصر هى: العجيزى وزيتون التفاح والبيكول والكالاماتا، ويقدر عدد أشجار الزيتون فى مصر حاليا بنحو 65 مليون شجرة تمثل نحو 13% من إجمالى أشجار الفاكهة فى مصر تقريبا، 80% منها زيتون مائدة و20% أصناف زيتون زيتية موزعة فى عدة محافظات، أشهرها الوادى الجديد وسيناء والجيزة والفيوم والبحيرة وأسيوط والإسماعيلية والمنيا.
ولفت نقيب الفلاحين إلى أن شجرة الزيتون تنتج 3 كيلو فى العام الثالث من زراعتها ونحو 10 كيلو فى العام الرابع من زراعتها و20 كيلو فى العام السادس، وبعد 8 سنوات يصل إنتاجها حسب النوع ومكان الزراعة إلى أنتاج 70 كيلو تقريبا.
رئيس مركز تغير المناخ الزراعى: نخسر 25% من محاصيل العروات الشتوية بسبب تذبذب درجات الحرارة
ذكر الدكتور محمد على فهيم، رئيس مركز تغير المناخ الزراعى بوزارة الزراعة، أن مصر تخسر 25% من محاصيل العروات الشتوية بسبب تذبذب درجات الحرارة، وبرودة الجو خلال فصل الشتاء، كما تسببت موجات الصقيع فى خسارة عالمية تقارب 96 مليار دولار سنوياً، لافتاً إلى أن الإصابة تحدث خلال مرحلة نضج المحاصيل مثل الطماطم والفلفل والباذنجان، وبالتالى تتأثر الإنتاجية ويقل المعروض فى الأسواق، فيرتفع سعرها بشكل غير متوقع.
وقال فهيم، فى تصريحات خاصة ل«المصرى اليوم»، إن كل منطقة على سطح الأرض يميزها مناخ مميز مثل بصمة اليد ويحكمه الموقع الجغرافى والمسطحات المائية، وحدث خلال الثلاثين عاما الماضية تغير مناخى ما بين ضعيف إلى متوسط إلى قوى على حسب الموقع الجغرافى لكل منطقة، بسبب زيادة تركيزات غازات الاحتباس الحرارى فى الغلاف الجوى، وعندما انطلقت الثورة الصناعية فى حقبة الستينيات من القرن الماضى بدأت تحدث زيادة فى تركيز غازات الاحتباس الحرارى مما تسبب فى رفع درجة حرارة الأرض بما يعادل 1.1 درجة مئوية.
وتابع فهيم: «المحاصيل الزراعية مثل باقى الكائنات الحية لها بيئة ومناخ مميز وإذا انقلب المناخ تغير سلوك هذه النباتات، وفى الغالب بيكون تغير سلبى فعندما ترتفع درجات الحرارة تحصل مشكلة كبيرة للمحاصيل الصيفية وتزيد احتياجاتها المائية، وبالتالى إذا لم يوفر لها المزارع حاجتها المائية التى تتطلبها يحصل مشكلة فى الإنتاجية، كذلك فى حالة حدوث دفء فى فصل الشتاء يحصل مشكلة مع بعض الأشجار التى تتطلب عدد ساعات معينة من البرودة مثل المشمش والبرقوق والكمثرى والزيتون والمانجو وإذا لم تحصل على البرودة المحددة يحدث مشكلة لها فى تفتح البراعم والعقد والإزهار».
وأوضح رئيس مركز التغير المناخى بوزارة الزراعة أن أشجار المانجو استوائية لا تتطلب ساعات برودة، لكنها حساسة جدا وتتأثر بتذبذب درجات الحرارة أو الرياح الساخنة أو المحملة بالأتربة، وعندما حدثت الموجة الحارة فى شهر مارس الماضى أدى إلى تساقط ثمار المانجو أو عدم اكتمال نضجها وهو ما أثر على إنتاجية المحصول بشكل كبير.
واستكمل فهيم حديثه قائلا: «لكل محصول احتياجات مناخية معينة يتأقلم عليها وهى تعتبر المُثلى له، ولا يستطيع تقديم أعلى إنتاجية إذا تغيرت هذه الظروف تحدث مشكلة له فى أى مرحلة من مراحل النمو وتنخفض الإنتاجية، مثلما حدث لمحصول المانجو والزيتون والمشمش من انخفاض فى الإنتاجية هذا العام، ومحصول القمح فى عام 2018 تراجعت إنتاجيته بشكل لافت بسبب التغيرات المناخية».
وأوضح فهيم أن شجرة الزيتون هى الوحيدة التى لها دورات نمو معقدة ومتراكبة ومتشابكة، وهى دورة نمو ربيعية وصيفية وخريفية وسكون ظاهرى شتوى واستيفاء برودة وكسر طور السكون وبداية موسم نمو وانبثاق براعم زهرية خضرية زهرية وتلقيح وإخصاب وعقد، ورغم أن شجرة الزيتون من أشجار المناطق شبه الجافة ظاهرياً، إلا أن مقتله فى المناخ وليس التغذية أو أى عامل آخر.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.