«شاكر»: نؤمّن احتياجات السوق من النظائر المشعة

أكد الدكتور محمد شاكر، وزير الكهرباء، أن مصر نجحت فى تحقيق عدد من الإنجازات فى القطاع النووى، ومنها تأمين احتياجات السوق المصرية من النظائر الطبية المشعة من خلال وحدة إنتاج النظائر المشعة التابعة لمجمع مفاعل مصر البحثى الثانى مثل اليود السائل المشع بنسبة تزيد على 97% ومولدات التكنيسيوم بنسبة تزيد على 65%.
وأضاف «شاكر»، خلال افتتاح المؤتمر العربى ال15 للاستخدامات السلمية للطاقة الذرية فى مدينة أسوان، بحضور أحمد أبوالغيط، أمين عام جامعة الدول العربية، والدكتور عمرو الحاج، رئيس هيئة الطاقة الذرية، أنه تم تدشين إنشاء وحدة منتجات اليورانيوم بهيئة الطاقة الذرية تمهيدًا لتوطين كل مراحل دورة الوقود النووى بعد تخصيبها فى إحدى الدول الأجنبية صاحبة السبق فى هذا المجال.
وشدد على أن مصر ترحب بالتعاون مع العرب لتوسيع مجالات التعاون وزيادة مساحة العمل العربى المشترك فى هذا المجال ودعمه بإمكاناتها وقدراتها، لما فى ذلك من نفع متبادل وتراكمى لهذا القطاع الحيوى، سواء فى مجال تبادل المعرفة وتنظيم الدورات وورش العمل، أو المجال التطبيقى للمشروعات النووية المشتركة وتجاوز العقبات، خاصة مع مشكلات الوباء العالمى (كوفيد-19) التى تحول دون سلاسة التجمعات والاتصال المباشر للأفراد.
واعتبر اللواء أشرف عطية، محافظ أسوان، أن استضافة المحافظة لمؤتمر الهيئة العربية للطاقة الذرية تعد إنجازا جديدا يضاف لإنجازات الدولة المصرية، للعمل على تحقيق أهداف استراتيجية التنمية المستدامة 2030.
وأكد الدكتور عمرو الحاج أن المؤتمر يعد منصة مهمة لتناول مجموعة متميزة من الأبحاث العلمية فى مجالات الاستخدامات السلمية للطاقة الذرية ومن خلاله وضع حلول للتحديات التى تواجه الكثير من الدول العربية، خاصة فى مجالات تحلية ومعالجة المياه وتنوع مصادر الطاقة، والمجالات الطبية فى التشخيص والعلاج، واستصلاح الأراضى، وإنتاج الطفرات الزراعية، وإنتاج النظائر المشعة، وبحوث المياه الجوفية، وبحوث الأمان النووى، والأمن النووى، ومعالجة النفايات المشعة.
وقال رئيس هيئة الطاقة الذرية، إن انعقاد المؤتمر فى ظل التحديات التى تواجه مجتمع البحث العلمى بالدول العربية والكساد الاقتصادى نتيجة جائحة كورونا، يظهر أهمية الاعتماد على الكفاءات المحلية فى دولنا العربية والاستثمار فى العنصر البشرى وفى تقوية التعاون الإقليمى بين الدول العربية لتحويل تلك التحديات إلى فرص متاحة للدول العربية بخصوصيتها ومواردها وشبابها وبزيادة التعاون بينها لتحقيق آمال وطموحات الشعوب فى حياة كريمة ومستقبل مزهر لشباب أمتنا العربية.
وقال الدكتور سالم حامدى، مدير عام الوكالة العربية للطاقة الذرية، إن الدول العربية تنبهت مبكرًا إلى أهمية الاستخدامات السلمية للطاقة الذرية، فبادرت منذ القمة العربية الأولى التى عقدت بالإسكندرية عام 1964 إلى الدعوة لتأسيس جهاز عربى يعنى بتطوير التعاون العربى فى مجال الاستخدام السلمى للطاقة الذرية، وتأسست اللجنة العربية للتعاون فى مجال الاستخدام السلمى للطاقة الذرية التى أدت إلى إعلان إنشاء الهيئة العربية للطاقة الذرية ومنذ نشأتها بذلت الهيئة جهوداً مكثفة للنهوض بالاستخدامات السلمية للطاقة الذرية فى الدول العربية وتعزيز التعاون بينها فى هذا المجال المهم.
وأشار أحمد أبوالغيط إلى أن الجامعة أولت اهتمامًا خاصًا لموضوع الاستخدامات السلمية للطاقة الذرية، حيث أصدر القادة العرب عددًا من القرارات تدعو إلى تنمية هذه الاستخدامات، ووضع برنامج عربى مشترك فى هذا المجال الحيوى، متابعًا: «الطلب على الكهرباء فى الدول العربية يمثل حوالى ثلاثة أضعاف المعدل العالمى، وتعتمد دولنا اعتماداً شبه كامل على النفط والغاز لتلبية متطلباتها، ويقدر حجم الاستثمارات فى المنطقة العربية خلال الفترة 2019-2023 بنحو تريليون دولار لتلبية احتياجات المنطقة، حيث ترتفع معدلات الطلب على الكهرباء بما يزيد على 4% سنويا».
وشدد أبوالغيط على أن التكفل بهذا الطلب المتزايد على الطاقة والتأقلم مع تغيرات المناخ فى المنطقة مستقبلاً يستوجبان وضع خطة مستقبلية تأخذ بعين الاعتبار هذه التحديات، وفى هذا الصدد ترتكز الرؤية العربية على محاور رئيسية أهمها تنويع مصادر الطاقة والاستفادة من ميزات المنطقة العربية وإمكانياتها الكامنة والعمل على الاستثمار فى قطاع الطاقة حتى يظل رافدا رئيسيا للدخل الوطنى، وإن تنويع مصادر الطاقة العربية يتضمن بشكل أساسى توليد الطاقة وتحلية المياه باستخدام الطاقة النووية. وفى هذا السياق، اتخذ المجلس الوزارى للكهرباء والمؤتمر العام للهيئة العربية للطاقة الذرية مجموعة من القرارات، تؤكد أهمية التنسيق بين الهيئات العربية المختصة وإقامة برامج وأنشطة دورية مشتركة، كما نظما بالتعاون مع الجهات العربية والدولية المعنية فى مجال الطاقة الذرية عدداً من الندوات والمؤتمرات فى هذا الصدد ولدعم القدرات العربية للتخطيط فى مجال تأسيس البنية التحتية وإنشاء المحطات النووية وغيرها من المجالات.