72 ساعة فقط، كانت كافية لرد هيبة «المعلم»، فى واقعة مؤسفة شهدتها مدرسة المستشار محمود برهام بقرية الملعب مركز بلقاس فى الدقهلية، إذ اعتدى مقاول بناء على مدرس بصفعه أمام الطلاب، فضلًا عن تمكين ابنه من ضرب المدرس بالحذاء داخل الفصل. محكمة جنح بلقاس فى الدقهلية قضت بحبس المتهم سنتين مع الشغل، وكفالة 3 آلاف جنيه، وتعويض مدنى مؤقت 15 ألف جنيه، لصفعه مدرسًا، وتقييده لنجله ليضربه بالحذاء داخل الفصل، بعد 72 ساعة من إحالة الواقعة من قبل النيابة العامة، إلى محاكمة عاجلة، لأهميتها. الواقعة تعود ليوم الأربعاء الماضى، إذ تلقى اللواء سيد سلطان، مدير أمن الدقهلية، إخطارًا من مأمور مركز بلقاس بورود بلاغ من مدير مدرسة المستشار محمود برهام للتعليم الأساسى بقرية الملعب دائرة القسم، باقتحام أحد أولياء الأمور، المدرسة، وضربه مدرسًا داخل الفصل، وتقييده لنجله ليضربه بالحذاء، وتم إغلاق المدرسة لمنع خروج الأب لحين وصول الشرطة. ضباط المباحث انتقلوا إلى مكان الواقعة على الفور، وتم ضبط المتهم واقتياده إلى ديوان مركز الشرطة، وتحرير محضر بالواقعة وأحيل للنيابة العامة للتحقيق. السيد شحاتة، مدرس الدراسات، الذى تعرض للاعتداء عليه، قال ل«المصرى اليوم»: «أنا متطوع بالمدرسة للعام الدراسى الثانى، وفوجئت بأحد تلاميذ الصف السادس الابتدائى فى الحصة الأولى وأثناء وجودى يشتم زميله بألفاظ نابية، فنهرته ولكنه أصر، وقال: (أنا مش خايف من حد)، فطلبت الإخصائية وأرسلت لها التلميذين لاستدعاء ولى الأمر». وتابع: «فى الحصة الثانية وأثناء عملى بفصل آخر، فوجئت بالتلميذ مع ولى أمره يقتحمان الفصل، والأخير قام بسبى بألفاظ نابية، وقال لابنه هين الأستاذ زى ما أهانك واضربه بالجزمة، وفوجئت بالولد خالع الحذاء ويحاول ضربى فعلًا فأمسكت يده، فإذا بوالده يقيد يدىّ ويقول لابنه اضربه على دماغه بالجزمة، وفعلًا ضربنى، فدفعته، فقام الأب بصفعى على وجهى أمام التلاميذ، وبعدها تجمع المدرسون وتم إبلاغ الشرطة والقبض على الأب». وبعد صدور الحكم، قال المدرس المعتدى عليه فى تصريحات ل«المصرى اليوم»: «القضاء أنصفنى وردّ كرامتى بسرعة المحاكمة والحكم العاجل، فالواقعة حدثت الأربعاء، والحكم صدر السبت، والحمد لله أقدر أرجع المدرسة وأكمل رسالتى». «شحاتة» أضاف: «يوم الواقعة وبعد إهانتى أمام تلاميذى، حسيت إن ضهرى اتكسر وإنى مش هقدر أقف على رجلىّ تانى، خاصة إن ده تانى عام لى فى التدريس، وكنت قررت إنى أترك المهنة، لكن بعد إنصاف القضاء لى حسيت إن البلد كلها فى ظهرى وإنى لازم أرجع وأردلهم الجميل، وأشتغل وأعلم تلاميذى بكل ثقة؛ فالوزارة لم تتركنى ولا النيابة ولا القضاء». وتابع: «الحكم ردّ اعتبار لكل المدرسين وليس لى فقط، وفيه إعادة لهيبة المدرس والمدرسة والتعليم». محامى المعلم أوضح أنه بعد القبض على ولى الأمر تمت إحالته لنيابة بلقاس للتحقيق، والتى استمعت لأقوال الابن وبعض التلاميذ على سبيل الاستدلال، كما استمعت لأقوال مدير المدرسة وفرد الأمن، وقررت النيابة العامة إخلاء سبيل الأب بكفالة 3 آلاف جنيه على ذمة القضية ثم إحالته لمحاكمة عاجلة. من جانبه، أكد على عبدالرؤوف، وكيل وزارة التربية والتعليم بالمحافظة، أنه تمت إحالة مدير المدرسة وفرد الأمن للتحقيق حول كيفية دخول ولى الأمر المدرسة والوصول للفصل والتعدى على المدرس، مشيرًا إلى أن الواقعة لن تمر مرور الكرام، وسيتم اتخاذ إجراء رادع تجاه التلميذ لعدم تكرار تلك الواقعة المؤسفة.
