تفاقمت أزمة المهاجرين على الحدود الأوروبية في كل من جنوبإيطاليا، وعلى الحدود بين بولندا وبيلاروسيا، وسط تهديدات أوروبية بفرض المزيد من العقوبات على بيلاروسيا، التي تتهمها بروكسل بدفع المهاجرين لاختراق الحدود البولندية، ومنها إلى دول غرب أوروبا، في حين نقلت وكالة «رويترز» ووكالة «فرانس برس»، عن مسؤولين لم تُذكر هويتهم قولهم، مساء أمس الأول، إن 628 مهاجرًا، غالبيتهم مصريون من الشباب والصغار، وصلوا إلى جنوبإيطاليا خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، في عواصف شديدة بينما كانوا في قارب صيدهم تعثر قبالة ساحل كالابريا ليلة السبت الماضية، مع حلول فصل الشتاء، بحثًا عن حياة أفضل في أوروبا. وأنقذ خفر السواحل الإيطالى 303 أشخاص، بينهم صبيان وشبان، كانوا متكدسين في قارب صيد قبالة حافة إيطالياالجنوبية، واقتيدت المجموعة، وكانت بالكامل تقريبًا من المصريين، إلى الشاطئ إلى ميناء روتشيلا يونيكا القريب، وبعد ساعات تم نقل نحو 212 أغلبهم مهاجرون مصريون وسوريون من قارب ثانٍ إلى روتشيلا يونيكا، وعلى مسافة أبعد نحو جنوبإيطاليا، وصل 113 مهاجرًا، بينهم ما لا يقل عن 8 نساء، إلى جزيرة لامبيدوزا في البحر المتوسط على دفعتين. وذكرت وسائل إعلام محلية أن بعض القادمين تونسيون، وقال مسؤولون إيطاليون إن معظم المهاجرين الذين يسعون للوصول إلى إيطاليا وسط البحر المتوسط، يغادرون من ليبيا أو تونس، وإن عددًا متزايدًا يتجه نحو الشواطئ الأوروبية على طريق تركيا. ووصل إلى إيطاليا منذ بداية العام الحالى 57833 مهاجرًا مقابل 31213 في الفترة نفسها من 2020، و9944 فقط في 2019. وشهدت إيطاليا زيادة كبيرة في وصول قوارب المهاجرين في الأسابيع الماضية، وستزيد أحدث موجة الضغط على حكومة رئيس الوزراء الإيطالى ماريو دراجى، للتوصل إلى اتفاق مع الشركاء بالاتحاد الأوروبى بشأن كيفية التصدى لتدفق المهاجرين. وكان دراجى حث المسؤولين الأوروبيين خلال مؤتمر باريس حول ليبيا، الجمعة الماضى، على ضرورة زيادة التنسيق الأوروبى لمواجهة موجات الهجرة التي تتدفق على بلاده وعلى الدول الأوروبية الأخرى. وقال في مؤتمر صحفى بجوار الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون، والمستشارة الألمانية المنتهية ولايتها أنجيلا ميركل: «الشىء المؤكد هو أن عمليات وصول المهاجرين المستمرة إلى إيطاليا تجعل الوضع في غاية الصعوبة». وفى الوقت نفسه، دعت بولندا حلف شمال الأطلسى «ناتو» إلى اتخاذ «خطوات ملموسة» لحل أزمة المهاجرين العالقين على الحدود مع بيلاروسيا، وقال رئيس الوزراء البولندى، ماتيوش مورافيتسكى، إن بلاده وليتوانيا ولاتفيا قد تطلب إجراء مشاورات بموجب البند الرابع من معاهدة «ناتو»، مشيرًا إلى احتمال فرض المزيد من العقوبات الأوروبية على بيلاروسيا بما في ذلك «الإغلاق الكامل للحدود»، وأضاف مورافيتسكى أن بولندا وليتوانيا ولاتفيا ربما تطلب إجراء مشاورات بموجب البند الرابع من معاهدة الحلف، وبموجب هذا البند يمكن لأى دولة عضو أن تطلب إجراء مشاورات إذا رأت أن وحدة أراضيها أو استقلالها السياسى أو أمنها عرضة للتهديد. وصرح مورافيتسكى بأن قادة الاتحاد الأوروبى سيناقشون فرض المزيد من العقوبات على بيلاروسيا، وقال: «سنناقش بالتأكيد المزيد من العقوبات بما في ذلك الإغلاق الكامل للحدود». من ناحية أخرى، أفادت الشرطة البولندية بأن نحو 50 مهاجرًا اخترقوا التحصينات على الحدود مع بيلاروسيا واقتحموا البلاد قرب قرية ستارزينا، في الوقت الذي يزداد فيه التوتر بين البلدين، وأعلنت اعتقال 22 مواطنًا عراقيًا في وقت لاحق. وأضافت الشرطة أنها تعرضت لهجوم من المهاجرين. وبحث وزراء خارجية الاتحاد الأوروبى خلال اجتماعهم، أمس، توسيع العقوبات المفروضة على بيلاروسيا بسبب حملتها القمعية ضد معارضى الرئيس البيلاروسى لوكاشنكو الذي يحكم البلاد منذ 3 عقود. وبعدما التقى مسؤول السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبى، جوزيب بوريل، مع وزير الخارجية البيلاروسى فلاديمير ماكى، أكد بوريل أنه أثار مع ماكى مسألة «الوضع الإنسانى المتردى على الحدود مع الاتحاد الأوروبى»، وأضاف أن «الوضع الحالى غير مقبول ويجب أن ينتهى. لا يجب استخدام الناس على أنهم أسلحة»، وأعرب بوريل عن قناعته بأن أزمة المهاجرين غير الشرعيين على الحدود البيلاروسية لا يمكن حلها بواسطة بناء جدار فاصل بينها وبين دول الاتحاد، بينما أكد الوزير البولندى أن أي عقوبات على مينسك ستكون «نتائجها عكسية».
