طوفان من المهاجرين على الحدود بين بيلاروسيا وبولندا: دفعوا 15 ألف دولار للعبور لأوروبا

تعيش الحدود بين بيلاورسيا وبولندا وليتوانيا تدهورا حادا، حيث ظهرت طوابير غفيرة من الأشخاص المهاجرين (معظمهم من الأكراد) على الطريق السريع في منطقة جرودنو، التي كانت تتحرك نحو الحدود البولندية. وقبل الوصول إلى نقطة التفتيش، تحول المهاجرون غير الشرعيين المحتملين إلى الغابات حيث حاولوا اقتحام بولندا عبر الأسوار، وهناك مهاجرون يريدون الوصول إلى ألمانيا من خلال بولندا، فما اختار عدد من المهاجرين بيلاروسيا كنقطة عبور، لكنها ليست إشارة سياسية من مجموعة «مينسك».
ونقلت وكالة «بلتا» البيلاروسية، أن أغلب المهاجرين أكراد، ولم تخف لجنة الحدود الحكومية في بيلاروسيا أنها على علم تام بما يحدث.
ونظم المهاجرون أنفسهم في مجموعات كبيرة من أجل استبعاد التشريد القسري من جانب الجانب البولندي، فضلا عن لفت انتباه المجتمع الدولي إلى الإجراءات التي اتخذتها بولندا، وأوضح حرس الحدود البيلاروسيون أنهم «لا يستبعدون الأعمال الاستفزازية التي يقوم بها الجانب البولندي بهدف تبرير استخدام القوة ضد اللاجئين».
وحاول اللاجئون استخدام المجارف والمقصات للأسلاك الشائكة، فيما استخدمت قوات الأمن البولندية الطيران لممارسة الضغط النفسي. وبالإضافة إلى ذلك، تم رش الغاز المسيل للدموع على الأشخاص الذين يلتمسون الحماية، وفقا لموقع «كوميرسانت».
وأعلنت السلطات البولندية نقل وحدات مكافحة الإرهاب التابعة لوزارة الداخلية إلى الحدود البيلاروسية، وكتبت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا في قناتها «تيليجرام»: «الآن سيتذكر السياسيون البولنديون الذين يقسمون بلوكاشينكا (الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو) ويتهمون مينسك بمشاكل مع المهاجرين العراقيين، كيف تم تدمير العراق، بمشاركة من وارسو». لماذا لا نقبل اليوم على الأقل أكبر عدد من «العراقيين الممتنين» الذين لم يحلم أسلافهم بمثل هذه الحياة، وبناء بلدهم، حتى اقتحم الديمقراطيون الوقحون هناك؟.
وفي مايو الماضي بدأت زيادة حادة في عدد المهاجرين من الشرق الأوسط وأفريقيا الذين يرغبون في عبور حدود ليتوانيا وبولندا بصورة غير قانونية من بيلاروسيا، وفى أغسطس الماضي أدت الاشتباكات على الحدود البيلاروسية الليتوانية إلى مقتل المهاجر الأول- وهو مواطن عراقي، ومن ثم ألغيت الرحلات الجوية المباشرة إلى مينسك من العراق.
ويصل عدد اللاجئين الأكراد فقط في بيلاروسيا إلى نحو 3 آلاف شخص، وهناك عرب وأفغان، فضلا عن الأكراد الإيزيديين ومن كردستان العراق، وكذلك من سوريا، ودفع أغلبهم نحو 15 ألف دولار من أجل الوصول إلى أوروبا.