منذ أن وعيت على الدنيا وأنا أعرف أن القاهرة عاصمة مصر، وأن الناس فى كل أنحاء العالم يقصدون المنتجعات والمناطق السياحية مع عائلتهم للراحة بعد عناء العمل طوال العام، أو للاحتفال بمناسبة عيد الزواج أو ميلاد ليستمتعوا بهواء البحر المنعش والهدوء!.. وأن الرؤساء فى كل أنحاء العالم يحكمون من «المقر الرسمى» فى عواصم بلادهم وبجانبهم أعضاء الحكومة وكبار رجال الدولة، رغم أن الطقس فى أغلب الأحيان غير مشمس وغزير الأمطار والثلوج.. إلا فى مصر.. أتابع بدقة أخبارها فألاحظ أن الرئيس يحكمها من منتجع شرم الشيخ على بعد أكثر من 500 كيلومتر، بعيداً عن كل المسؤولين فى مصر.. هكذا قرر الحاكم أن تكون شرم الشيخ مقراً له رغم كل القصور الرئاسية فى القاهرة، والقاعات المكيفة التى تتبع رئاسة الجمهورية!!.. ومن الغريب انتشار ملاعب الجولف بأعشابها الخضراء فى وقت انتشرت فيه المناطق العشوائية بشكل رهيب.. وانهارت مؤسساتنا التعليمية والصحية والإنشائية والحجة أننا أصبحنا 80 مليونا!! ويتعللون قائلين: يا حرام الحكومة حاتجيب منين، تسرق يعنى؟! وأنا على ثقة أنه لا أحد يجرؤ أن يسأل كم تبلغ تكاليف الإقامة والتنقلات فى شرم الشيخ.. طبعاً الأمر عادى فحسابات رئاسة جمهورية مصر العربية حسابات مجهولة بلا حدود!! باريس.. فرنسا [email protected]