فى أيام معدودة استطاع المسلسل الكورى «Squid Game» أن يتصدر فى عدد من دول العالم وليس كوريا الجنوبية فقط، رغم توالى التحذيرات من متابعته بسبب احتوائه على مشاهد عنف كثيرة وإطلاق مخاوف من تقليد المراهقين بعض مشاهده. ووفقًا لموقع «Flix Patrol» الذى يتتبع إحصائيات أهم المنصات فى العالم، فالمسلسل الذى يعرض عبر منصة «نتفليكس» هو الأول فى عشرات البلدان، بما فى ذلك الولاياتالمتحدة كأول عمل درامى كورى جنوبى تمت مشاهدته مؤخرا، لترتفع أسهم الشركة المنتجة للمسلسل بأكثر من 70% خلال جلسات التداول الماضية، إلى جانب تصدره فى المملكة المتحدةوكوريا الجنوبية، وحتى فى الدول العربية ومصر حظى المسلسل بمتابعة وتفاعل كبيرين، وبدأ انتشار «كوميكس» عنه عبر السوشيال ميديا لتعكس شعبية العمل الدرامى الذى عُرف عربيًا باسم «لعبة الحبار» منذ بدء عرضه فى 19 سبتمبر الماضى. لقطات من مسلسل «Squid Game» المسلسل الذى تقوم فكرته على قتل الخاسرين داخل لعبة يُفترض أنه يُعرض وفقًا للتصنيف العمرى «+18» إلا أن ذلك لم يمنع انتشار تحذيرات من خطورته على المراهقين أيضًا وليس الأطفال فقط، لدرجة دفعت الفنانة أيتن عامر للتحذير من متابعته، مؤكدة وصول تنبيهات لها من قبل مدرسة أبنائها بسبب المسلسل أو متابعته عبر المنصة. وتدور أحداث مسلسل «Squid Game» المكون من 9 حلقات حول مجموعة من الأشخاص يشاركون فى سلسلة من الألعاب المميتة للفوز بجائزة مالية قدرها 45.6 مليار وون، 38.5 مليون دولار أمريكى، ويستعرض فى أحداثه المجتمع غير العادل الذى يحصل فيه الفائز على كل شىء مع انتشار الخداع والعنف. ورغم تصدر المسلسل عالميًّا، فإن نقادًا ومتخصصين من كوريا الجنوبية كان لهم ردود أفعال أخرى، فقال سيداربوج سايجى، الأستاذ المساعد فى الدراسات الكورية ودراسات شرق آسيا فى جامعة بوسان الوطنية، إن هناك تنافرًا بين الكبرياء الكورية بأن هذا العرض الكورى يهيمن على «نتفليكس» فى جميع أنحاء العالم، وعدم الارتياح لما يبدو أن المسلسل يكشفه عن كوريا. وتابع: «يحب الكوريون أن يكونوا رقم 1، لكن رقم 1 على حساب نشر غسيلك القذر أمر مختلف إلى حد ما»، وأوضح أن كوريا الجنوبية قدمت أيضًا فيلم «parasite»، الحائز جائزة الأوسكار لعام 2020، والذى ركز أيضًا على موضوعات عدم المساواة، داخل المجتمع الكورى، وربما يكون قد زاد من هذا الانزعاج. من جانبه، علق الناقد الفنى الكورى الجنوبى «جونج دوك هيون»، لصحيفة «كوريا توداى»، بأن المسلسل يستخدم الألعاب كموضوع، لكنه يدرس المجتمع والرأسمالية من خلال تلك الألعاب، وتابع أنه «كان السبب وراء بقاء شخصية (كى-هون) التى جسدها الممثل (لى جونج جيه) على قيد الحياة ليس أنه اتخذ قرارات بنية حسنة، بل لسبب حسن حظه، وهذا هو واقعنا». وأضاف جونج: «القواعد بسيطة فى مجتمعنا، وهناك رابحون وخاسرون.. لكن المشكلة ليست فيمن يربح أو يخسر، إنها البيئة التى يحصل فيها الفائز على كل شىء، ويبقى الخاسر بلا شىء».
