عاصفة غضب فى الكونجرس الأمريكى.. واتهام «فيسبوك» بتأجيج العنف والإدمان

وجَّه أعضاء في الكونجرس الأمريكى انتقادات ل«فيسبوك»، واتهموا رئيسها التنفيذى مارك زوكربيرج بالسعى الحثيث لجنى الأرباح والتعامل باستخفاف مع سلامة المستخدمين، وطالبوا الجهات التنظيمية بالتحقيق في اتهامات موظفة سابقة بالشركة بأنها تلحق الضرر بالأطفال وتؤجج الانقسامات.
وفى جلسة للجنة الفرعية للتجارة بمجلس الشيوخ، دعت مقدمة البلاغ فرانسيس هوجين إلى الشفافية بشأن الطريقة التي تغرى بها «فيسبوك» المستخدمين لتمديد مدد بقائهم على الموقع.
وقالت هوجين، الموظفة السابقة بالشركة التي تبلغ قيمتها حوالى تريليون دولار: «طالما ظلت فيسبوك تعمل في الخفاء، وتخفى أبحاثها عن التدقيق العام، فستبقى بمنأى عن المساءلة». وأضافت: «تعرف قيادة الشركة كيف تجعل فيسبوك وإنستجرام أكثر أمانًا، لكنها لن تقوم بالتغييرات اللازمة لأنها تقدم أرباحها الفلكية على الناس. هناك حاجة إلى إجراء من الكونجرس».
وأشارت إلى سلسلة من الروابط بين التفاعل على الموقع وتأجيج العنف المميت في ميانمار وإثيوبيا، والتجسس من قبل الصين وإيران.
وعندما سأل أحد أعضاء مجلس الشيوخ عما إذا كان يتم استخدام «فيسبوك» من قبل «قادة استبداديين أو إرهابيين» في جميع أنحاء العالم، أجابت أن مثل هذا الاستخدام للمنصة يحدث «بالتأكيد»، وأن «فيسبوك» مدرك تمامًا لذلك.
وكان عملها الأخير في «فيسبوك» مع فريق مكافحة التجسس التابع للشركة، والذى تقول إنه «عمل بشكل مباشر على تتبع المشاركة الصينية على المنصة ومراقبتها، على سبيل المثال، سكان الإيجور في جميع أنحاء العالم».
وفى مارس، كشف موظفو الأمن في «فيسبوك» أن قراصنة صينيين استهدفوا نشطاء الإيجور والصحفيين الذين يعيشون خارج البلاد بحسابات «فيسبوك» وبرامج ضارة مزيفة.
كما لاحظ فريق هوجين أن «الحكومة الإيرانية تقوم بالتجسس على جهات حكومية أخرى»، على حد قولها.
وألقت هوجين باللوم على «النقص المستمر في عدد العاملين لدى فيسبوك في مكافحة التجسس وفريق الإرهاب»، ودوره في الانتشار المستمر لمثل هذه التهديدات.
وكشفت هوجين عن أنها هي التي قدمت وثائق استندت عليها صحيفة «وول ستريت جورنال» في تحقيق، واستخدمتها جلسة في الكونجرس، عن الضرر الذي يُلحقه إنستجرام بالفتيات في سن المراهقة. وشبهت مواقع التواصل الاجتماعى بالمواد المسببة للإدمان مثل التبغ والمخدرات.
وانتقد أعضاء الكونجرس من الحزبين الرئيسيين في واشنطن الشركة، مع تزايد الأصوات المطالبة بإصلاحات تنظيمية.
وقال السيناتور الجمهورى، دان سوليفان، إنه يشعر بالقلق إزاء الطريقة التي يؤثر بها فيسبوك والشركات التابعة له مثل إنستجرام على الصحة العقلية للأطفال. وأضاف: «أعتقد أننا بعد 20 عامًا من الآن سننظر إلى الوراء وسنتساءل جميعًا: ما الذي كنا نفكر فيه بحق الجحيم؟».
وقال رئيس اللجنة، السيناتور الديمقراطى ريتشارد بلومنتال، إن «فيسبوك» تعلم أن منتجاتها تقود للإدمان، وطالب بمثول الرئيس التنفيذى للشركة زوكربيرج للإدلاء بشهادته أمام اللجنة. كما طالب لجنة الأوراق المالية والبورصات ولجنة التجارة الاتحادية بالتحقيق مع شركة «فيسبوك».
وقال بلومنتال: «أطفالنا هم الضحايا. المراهقون الذين ينظرون إلى أنفسهم في المرآة اليوم يشعرون بالشك وانعدام الأمن. يتعين على مارك زوكربيرج أن ينظر إلى نفسه في المرآة».
ورغم الانتقادات، قفز سعر سهم «فيسبوك» 2.2% وصولًا إلى 333.43 دولار، أمس الأول.