«معبد إسنا» يعود إلى خريطة السياحة الثقافية بعد تطوير «خنوم» ووكالة الجداوى

وكالة الجداوى.. واحة تراثية مصرية تعود لتعلن عن نفسها من جديد بعدما طالتها يد التطوير لتغدو إضافة رائعة لمعبد إسنا المجاور، وليكتمل رونقه استعدادا لاستقبال زواره مجددا بعد سنوات غابت فيها مدينة إسنا عن الخريطة السياحية الثقافية فى مصر.
محمد عثمان رئيس لجنة تسويق السياحة الثقافية، أكد أنه طوال سنوات مضت امتنعت المراكب السياحية عن التوقف فى إسنا بعدما فقدت مقاصدها الأثرية قدرتها على الجذب السياحى، حيث طالتها سياسات الإهمال والتهميش مما كان له أثره السلبى البالغ على موارد المدينة وأهلها، مضيفا أن الحكومة أولت عنايتها بالمنطقة وبالتعاون مع هيئة المعونة الأمريكية التى ساهمت فى تطوير وإعادة تأهيل معبد إسنا.. وشمل التطوير وكالة الجداوى الأثرية التى يتجاوز عمرها مائتى عام، وكانت ملتقى للتجار القادمين من إفريقيا، كما شمل التطوير شارع السوق المجاور الذى أعيد رصفه بمكونات بيئية مناسبة، بينما تضمنت أعمال الترميم التى استمرت نحو عامين ترميم وتدعيم أساسات وأعمدة وحوائط وأسطح الوكالة، وكذلك الأسقف الخشبية والأرضيات الداخلية، وإحلال التربة وكذلك ترميم الشبابيك والأبواب والوجهات، ودعم نظم الإضاءة بتقنيات متطورة، فضلا عن تطوير الموقع العام وإعادة تأهيل المرافق الخارجية والداخلية فى إطار إعداد مشروع تطوير الأثر الذى يتكون من طابقين، الأرضى به حوانيت لعرض السلع، والعلوى كان يستخدم لمبيت التجار. وتطل الوكالة على معبد الإله خنوم المعروف بمعبد إسنا، كما شمل التطوير أيضا إعادة تأهيل معصرة الزيوت التى تعد أقدم معصرة فى مصر، ويشار إلى أنها امتداد تاريخى لمعصرة من عهد الفراعنة.
وأوضح عثمان، أن اهتمام السلطات الأمريكية بدعم وتطوير المنطقة يعد مؤشرا هاما، يعطى دلالات إيجابية عن استعدادات جادة لبدء توافد السياح الأمريكان بكثافة أكبر، مشيرا إلى أن السائح الأمريكى هو سائح ثقافى من طراز رفيع وعالى الإنفاق، حيث يوازى معدل إنفاقه 4 أضعاف ما ينفقه السائح الأوروبى، فضلا عن أنه يتميز بطول فترة إقامته التى تتراوح بين 10 و12 يوما، يضاف إلى ذلك ارتفاع قيمة الرسوم التى يدفعها، وهو ما يمثل فوائد متعددة للسياحة المصرية. وقال إن معبد إسنا ووكالة الجداوى أصبحا عامل جذب سياحى مهما بعد انتهاء مشروع تطويرهما، مما يعزز الإقبال والتميز على المقاصد السياحية الثقافية التى باتت تشمل العديد من المقاصد والمزارات، على رأسها طريق الكباش بعد تطويره والعديد من الاكتشافات الأخيرة، مثل مقابر العساسيف ومقابر ذراع أبو النجا، وهى المقاصد التى باتت تعزز فرصا متعددة تروج للسياحة الثقافية خلال الفترة القادمة.
وأكد عثمان، أن المعونة الأمريكية ساهمت بفاعلية فى برنامج تدريب طلبة المدارس فى مشروعات للتنمية المستدامة، تستهدف إنتاج بعض السلع التى تمتاز بها المنطقة، فضلا عن رفع الوعى بأهمية استقبال السائح والاهتمام به، وكذلك دعم جهود تنظيم مجموعات التقوية وعمل مسابقات للطلبة فى نحو 19 مدرسة. ومن المقرر التعاون مع طلبة التعليم المتوسط بدءا من أكتوبر القادم، فضلا عن العمل على تجهيز فصل لغات لإعداد المتدربين من الطلبة على العمل فى المراكب السياحية لاصطحاب السياح ومرافقتهم، لتكون رسالة وعى للأهالى تدعم قدراتهم لترك انطباع إيجابى، وتحسين الصورة الذهنية عن مصر عامة ومنطقة إسنا خاصة لدى الوافد الأجنبى.