تحرش وعنف أسرى وتنمر.. «مدرسة الروابى» يعرض مشاكل المراهقات

«تنمر، تحرش، عُنف أسرى»، جميعها أشياء تحدث للفتيات فى مُجتمعاتنا، وفى الأغلب مسكوت عنها، وذلك يعود للمفاهيم والعادات الخاطئة التى تربينا عليها، وهى أن التنمر ليس إلا مزحة، والتحرش يوصم المعتدى عليها وليس الجانى، والعنف الأسرى بالطبع هو تربية أو من باب «إكسر للبنت ضلع يطلع لها 24»، حتى بات جانب كبير من المجتمع يتعايش مع الانتهاكات التى تتعرض لها النساء، وبالأخص المراهقات اللاتى لا يستطعن حتى التعبير عما حدث لهن.
«مدرسة الروابى للبنات»، مسلسل أردنى، من 6 حلقات، يُعرض على منصة Netflix، ويُناقش جانبا كبيرا من تلك القضايا المحظورة، وليس مُجرد قصص فرعية تأتى وسط سياق كبير، ولكنها القصة الرئيسية، التى يُجسدها ممثلات عربيات فى عُمر المراهقة.
فى بداية التسعينيات، أحدث المسلسل المصرى «ضمير أبلة حكمت» ضجة فى الأوساط، والذى به، وكان يُناقش أيضًا مشاكل المُراهقين والمراهقات، والعالم الذى يواجه الطلاب فى المدارس، يبدو أن تلك القضايا مازالت تجذب المشاهدين، ومازال بها آلاف الحكايات التى تُحكى، وما يترتب عليها من آثار نفسية، قد تستمر مع الشخص طوال حياته. «التحرش» كان ضمن إحدى قصص المسلسل، وجسد جانبا من الواقع اليومى الذى نعيشه فى الشارع، مكان العمل، وأحيانًا فى التجمعات العائلية، وتعرضت إحدى فتيات المسلسل لتحرش جنسى، ثم وضعها من حولها فى دور المذنبة، وبدأوا إقناعها بالصمت، ووصمها، وعلى الجانب الآخر دعمتها صديقاتها.
تنمر قد يُدمر حياة إنسان، هذا ما يتعرض إليه أغلبية الأطفال والمراهقين فى المدارس، وهو ما جسدته «مريم»، بطلة المسلسل، التى تتعرض لتنمر شديد يصل إلى الضرب والعنف، ونقلها إلى المستشفى فى إحدى المرات التى اعتدت عليها زميلاتها، فقط بدافع الغيرة.
تواصلت «المصرى اليوم» مع الناقد الفنى طارق الشناوى، والذى قال عن المسلسل: «مسلسل جرىء، وعندنا العرب أى شىء ينتقد حاجة فيهم خاصة لو متعلقة بالفتيات بتغضب جزء كبير منهم، وعندنا فكر قديم أن قضايا المرأة خليها فى بيتنا وماتخرجش».
وأضاف: «من 20 سنة المخرجة اللبنانية ياسمين سعدة أخرجت فيلما عن ختان البنات وأحدث غضبا شديدا، مع أنها مشكلة كبيرة وسطنا هى فقط سلطت عليها الضوء ولكن الناس ثارت وشافت إنها بتفضح المستور».
وعن أهمية تسليط الدراما الضوء على قضايا المرأة: «طالبان لما مسكوا الحكم أول خطاب لهم كان على أن المرأة مش هيمنعوها من العمل، ولكن هيفرضوا عليها الحجاب وهما مش المفروض يفرضوا عليها أى حاجة، ولكن عملوا كده عشان خوفهم من العالم، لأن الآن بقى المؤشر الذى يحدد العالم من خلاله الدولة دى رايحة على فين، هو معاملتها للمرأة».
وأنهى حديثه قائلًا: «المسلسل ممتع وجذاب ومهم على كل المستويات».
ولاقى المسلسل شهرة واسعة على مواقع التواصل الاجتماعى، تحديدًا الصفحات الإلكترونية الخاصة بالبنات، وباتوا يتداولون يوميًا مواضيع الحلقات. وقالت دينا علاء: «المسلسل حلو جدًا وصادم»، وكتبت مريم حمدى: «الرسالة كويسة ومحترمة»، ومنة البوشى: «بيقلب المواجع».
المسلسل بطولة ركين سعد، أندريا طايع، نور طاهر، جوانا عريضة، سلسبيلا، يارا مصطفى، وإخراج تيما الشوملى.