«الوحى هو الإسلام، أما التراث فهو منجز بشرى».. بهذه الكلمات أكد الدكتور محمد عثمان الخشت، رئيس جامعة القاهرة، أن هناك فارقًا بين الوحى والتراث، لافتًا إلى أن الأول هو الإسلام متمثلًا في القرآن والسنة الصحيحة، وكلاهما إلهى المصدر، بينما يتمثل التراث في المنجز البشرى الذي نقدر بعضه ونرفض بعضه. وأضاف «الخشت»، في كلمته خلال النسخة الرابعة من معسكر قادة المستقبل الذي تنظمه الجامعة، أمس، أنه من الخطأ والجور على الدين أن نعد الاجتهادات الفقهية أو التفسيرية من أي نوع دينًا مقدسًا، ومن الخطأ دمج التراث في بنية وتكوين المقدس، مؤكدًا أن ما يدعو إليه في كتاب «نحو تأسيس عصر دينى جديد» لا ينال من الثوابت، لأن هذه الثوابت من القرآن والسنة الصحيحة المتواترة، وهى ليست جزءًا من التراث بل هي فوق التراث. وتابع: «نحن مسلمون فقط، ولسنا أشاعرة ولا شيعة ولا مرجئة ولا جهمية أو غيرها من الفرق العقائدية التي يدافع عنها البعض دفاع المشجع لأحد الفرق الرياضية»، مؤكدًا أن كل ما جاء بعد اكتمال الدين ليس دينًا وإنما محاولات بشرية قابلة للصواب والخطأ، وأن الكلمة الإلهية في الإسلام بدأت ب«اقرأ باسم ربك الذي خلق»، وانتهت ب«اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتى ورضيت لكم الإسلام دينًا»، حيث اكتمل الدين بإعلان إلهى، وهذه هي كلمته الأخيرة، وهنا أُغلقت دائرة الكلمات المقدسة، وبالتالى فإن كل ما جاء بعد ذلك في التراث ليس دينًا بل مجرد اجتهادات بشرية. وقال الدكتور سعد الدين الهلالى، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، إن تطوير العقل الجمعى المصرى يستلزم تعميم الوعى بمفهومه الشامل للدين دون خوف عليه، والانفتاح على الآخر فكريًا وعلميًا بالبعثات والسياحة الداخلية والخارجية دون فزاعة المؤامرة على الدين، بالإضافة إلى التمكين للخطاب الدينى المستوعب للآخر بالمشاركة لا بالمغالبة أو الاستعلاء، وتصحيح مساره من الاستعباد أو التجنيد إلى السيادة بالإبلاغ والتعليم، والاعتراف بالرشد الدينى للمواطن.