استقبل مطار شرق القاهرة العسكرى، مساء أمس الأول، المصريين العائدين من أفغانستان، إلى أرض الوطن، تنفيذًا لتكليفات الرئيس عبدالفتاح السيسى. ويمثل العائدون الجالية المصرية من البعثة الأزهرية المصرية ومسؤولى السفارة المصرية بأفغانستان، حيث تواجدت البعثة المصرية فى أفغانستان منذ 2009، وتمت العودة من خلال المؤسسة العسكرية عبر رحلة لإحدى الطائرات استغرقت عدة ساعات حتى وصلت لأرض الوطن. يذكر أن عددًا من الدول، بينها مصر، بدأت فى إعادة مواطنيها من أفغانستان عقب سيطرة حركة طالبان على الحُكم، وانسحاب القوات الأمريكية. من جانبه، قال أحد المصريين العائدين من أفغانستان: «أتقدم بخالص الشكر للرئيس عبدالفتاح السيسى والقوات المسلحة من أجل التواصل مع جميع المختصين بدءًا من تواجدنا بمطار كابول حتى عودتنا إلى أرض الوطن». ووجّه الدكتور نظير عيّاد، أمين عام مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر، الشكر للدولة ومؤسساتها المختلفة لدورها فى تأمين عودة البعثة الأزهرية من أفغانستان بعد التطورات الأخيرة التى شهدتها والتى كانت يمكن أن تمثل خطرًا على تواجدهم هناك، وأكد أن الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، يتابع عودة مبعوثى الأزهر بشكل مستمر، كما أن وكيل الأزهر كان يتواصل بشكل يومى للاطمئنان على تطورات عودتهم. وأضاف «عيّاد» أن بعثات الأزهر الشريف إلى دول العالم يمثلون جزءًا مهمًا من الدور الدى تقوم به مصر وأزهرها الشريف فى نشر الفكر والمنهج الوسطى بين جميع شعوب العالم ومواجهة كل فكر منحرف من شأنه أن ينال أو يؤثر على الاستقرار والسلم العالمى، خاصة أن الأزهر سيظل حريصًا على أداء رسالته التى تكفل بها على مرّ تاريخه فى أن يكون مصدر إشعاع ينهل من علومه كل طلاب العلم من كل بقاع الأرض. إلى ذلك، قال عدد من أعضاء مجلسى «النواب والشيوخ» إن توجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسى بعودة الجالية المصرية من أفغانستان انعكاس لحرص الدولة على حياة المصريين باعتبارهم «ثروة»، وعلى رأس الأولويات. وأكد علاء عابد، رئيس لجنة النقل والمواصلات بمجلس النواب، أن توجيهات الرئيس تؤكد أن مصر تحافظ على أبنائها فى الخارج والداخل، غير أن التحرك السريع للدولة تجاه أبنائها المصريين فى أفغانستان ليس بالأمر الجديد الذى يبرهن على اهتمامها بكل مواطن مصرى، حيث تم من قبل نقل المصريين من ليبيا فى أكثر من مرّة، والتحرك نحو نقل المصريين العالقين فى بداية جائحة كورونا وعودتهم بسلام إلى أرض الوطن، ما أدّى إلى زيادة ثقة المصريين فى القيادة السياسية. وأضاف أحمد بهاء شلبى، عضو مجلس النواب عن حزب «حماة وطن»، أن توجيهات الرئيس تؤكد امتلاك الدولة للقدرة والقوة التى تمكنها من حماية مواطنيها فى أى مكان فى العالم، باعتباره على رأس أولوياتها، كما أن حرص القيادة السياسية على حياة المواطن باعتباره «خطا أحمر»، ليس بجديد على المصريين، مؤكدًا أنه رغم الأحداث المتسارعة فى أفغانستان وصعوبة الأوضاع الإنسانية فى «كابول»، والذى جعل العديد من الدول تعجز عن إجلاء رعاياها حتى هذه اللحظة، إلّا أن مؤسسات الدولة، كعادتها، قادرة على إنجار الصعاب فى ظل حرص الرئيس عبدالفتاح السيسى على الحفاظ على أمن وسلامة جميع المصريين فى الداخل والخارج. وأشاد محمد المنزلاوى بجهود الدولة وتجهيز القوات المسلحة طائرة عسكرية لعودة الجالية المصرية والبعثة الأزهرية ومسؤولى السفارة المصرية من أفغانستان، وتابع: «الرئيس السيسى لا يتوانى لحظة فى الحفاظ على أمن وسلامة المصريين فى الداخل والخارج.. التاريخ والواقع أكدا للمصريين بجميع اتجاهاتهم وانتماءاتهم السياسية والشعبية والحزبية أن حياة جميع المصريين وأمنهم وسلامتهم تأتى فى مقدمة اهتمام الرئيس والقوات المسلحة الباسلة والشرطة الوطنية وجميع أجهزة الدولة». وأوضح مصطفى الكحيلى، عضو مجلس الشيوخ، أن مشهد عودة المصريين من أفغانستان فى هذا التوقيت، يدعو للفخر والاعتزاز بالدولة وقيادتها الحكيمة، ويؤكد أن مصر دولة كبيرة وقادرة على فعل ما يظنه البعض مستحيلا فى أحنك الظروف، كما أنها لا تنسى أبدًا أبناءها، وتقدر حياتهم الغالية. وكان الرئيس عبدالفتاح السيسى أصدر توجيهات بعودة الجالية المصرية من الأراضى الأفغانية، ووجّهت القيادة العامة للقوات المسلحة أوامرها بإرسال طائرة عسكرية لإعادة الجالية المصرية، والبعثة الأزهرية ومسؤولى السفارة المصرية من أفغانستان، على متن طائرة عسكرية مصرية، وذكرت القوات المسلحة أن التجهيزات جاءت على أعلى مستوى بتوفير تأمين طبى وإدارى لنقلهم.
