رئيس وزراء لبنان: انفجار بيروت كشف عوراتنا ويجب تحقيق العدالة

أكد رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية، حسان دياب، أمس، أنه لن تكون هناك عدالة حقيقية فى لبنان إذا لم تتحقّق العدالة الحقيقية فى انفجار مرفأ بيروت، الذى تحل اليوم الذكرى السنوية الأولى لحدوثه، بسبب إفلات المسؤولين عنه من العقاب نتيجة المواءمات والحصانة السياسية.
وقال دياب إن انفجار مرفأ بيروت «كشف عورات البلد»، وأضاف: «سنة مرت على ذلك الزلزال الذى ضرب بيروت وكل لبنان، فى 4 أغسطس انفجر أحد عنابر الفساد المتراكم، وكانت نتائجه مدمرة على جميع المستويات، خسرنا شهداء وأصيب الآلاف ودُمرت منازل ومؤسسات، ترك جروحا عميقة فى النفوس والوجدان وفى واقع البلد». وتابع: «لقد كشف انفجار 4 أغسطس عورات البلد، انكشف جانب من الفساد الذى ينهش لبنان وظهرت معالم الدولة العميقة، دولة الفساد، ليتبين أن العنبر رقم 12 يختصر صورة الواقع اللبنانى الذى يقوم على اجتماع مكونات وعناصر الإفساد التى استسلم البلد لإرادتها وقوة سطوتها، لن تكون هناك عدالة حقيقية فى لبنان إذا لم تتحقق العدالة الحقيقية فى انفجار مرفأ بيروت».
ورغم مرور عام، لم توجه أصابع الاتهام بشكل مباشر إلى أى مسؤول لبنانى كبير فى الانفجار الذى أودى بحياة 217 شخصا وأصاب 6 آلاف، ودمر مناطق كبيرة فى بيروت، وقال دياب: «لا يمكن للبنانيين الشعور بالأمان إذا لم تنكشف الحقائق الكاملة لتلك الكارثة التى لا يمكن تجاوز آثارها الإنسانية والنفسية والاجتماعية، فضلا عن الدمار الذى أصاب العاصمة ومحيطها، ولا يمكن أن تنكشف الحقائق الكاملة لتلك الكارثة من دون أجوبة واضحة على أسئلة جوهرية: من أتى بهذه المواد؟ ولماذا؟ كيف ولماذا بقيت 7 سنوات؟ كيف حصل الانفجار؟». وأكد أنه «على مدى عام كامل لم يبرد جرح الوطن، ولم تجف دموع الثكالى وذوى الشهداء، ولم تتوقف آلام الجرحى، ولاتزال آثار الدمار شاهدة على الكارثة».
وأشار دياب إلى أن «تحقيق العدالة يبدأ بكشف الحقيقة ومحاسبة المسؤولين عن تلك الكارثة، وبحماية دماء الشهداء وبلسمة جراح المصابين والمتضررين»، وحذر من أن «لبنان يمر بمرحلة خطيرة جدا تهدد مصيره ومستقبل أبنائه، وعلى الجميع إدراك أن العدالة الحقيقية هى حجر الزاوية فى حماية لبنان من السقوط».
وأجبر الانفجار حكومة دياب على الاستقالة، لكنها ظلت فى تسيير الأعمال مع فشل محاولات تشكيل حكومة جديدة، حتى قبل تلك المهمة نجيب ميقاتى قبل أيام، وقالت منظمة «هيومن رايتس ووتش»: إن الرئيس اللبنانى، ميشال عون وحسان دياب ومسؤولين لبنانيين كانوا على علم بمخاطر نترات الأمونيوم قبل انفجارها فى مرفأ بيروت، ولم يتصرفوا.
وفى الوقت نفسه، انعقد، أمس، المؤتمر الثالث للدول المانحة للبنان برعاية فرنسا، وحددت الأمم المتحدة حاجات لبنان إلى 350 مليون دولار، حسب الرئاسية الفرنسية. ولم تنجح الضغوط الدولية على الطبقة السياسية منذ انفجار بيروت فى تسريع ولادة حكومة يشترط المجتمع الدولى أن تضم اختصاصيين، وتجرى إصلاحات جذرية مقابل الدعم المالى.
ومنتصف الشهر الماضى، أعلن رئيس الحكومة السابق سعد الحريرى اعتذاره عن عدم تشكيل حكومة جديدة بعد 9 أشهر على تكليفه، بعدما حالت الخلافات السياسية الحادة مع رئيس الجمهورية دون إتمامه المهمة، وأكد الحريرى أمس أنه: «لا حقيقة دون تحقيق دولى أو رفع الحصانات من أعلى الهرم إلى أدناه فيما يتعلق بالمسؤولين عن انفجار مرفأ بيروت».