بعد ساعات من زيادة أسعار السجائر، وإعلان شركة «ايسترن كومباني» أسعار السجائر الجديدة التي يبدأ تطبيقها من اليوم الأربعاء 14 يوليو 2021، انتقدت جمعية مكافحة التدخين ومرصد مكافحة التدخين، لجوء شركات التدخين لاستخدام تلك الزيادة البسيطة في الدعاية لمنتجاتها بالمخالفة للقانون الذي يمنع الدعاية لجميع منتجات التبغ سواء بشكل مباشر أو غير مباشر. وقال الدكتور عصام المغازي، رئيس جمعية مكافحة التدخين والدرن وأمراض الصدر، ومدير مرصد مصر لمكافحة التبغ، إننا نشجع أي زيادة في أسعار السجائر لأنه يعقبه انخفاض في الاستهلاك، لكن هذه الزيادة بسيطة وسوف تستغلها الشركة في الدعاية على أساس أنها تدعم التأمين الصحي وتحسن صورتها. وانتقد المغازي، التصريحات الإعلامية المنسوبة أمس لرئيس الشركة بمناسبة صعود فريق الشرقية للدخان الدوري الممتاز، حيث طالب جميع المدخنين بتشجيع الفريق، مشيرا أن شركات التبغ تعيش عصرها الذهبي حاليا، وأنه رصد دعاية مباشرة وغير مباشرة في السوشيال ميديا والمولات ومحطات البنزين وبعض وسائل الإعلام، للترويج لمنتجات التبغ بالمخالفة للقانون، منتقدا في ذات السياق الوجه القبيح لهذه الصناعة التي وصفها ب«المميتة» والتي تقتل سنويا 8 مليون نسمة على مستوى العالم منهم مليون نتيجة التدخين السلبي. وأشار، أن مصر تٌعتبر واحدة من أكثر الدول ذات المعدلات المرتفعة في استهلاك التبغ حيث أن ما يقرب من ربع الشعب المصري من البالغين يستهلكون التبغ (22.8%)/ وهذه النسبة تتضاعف بين الرجال البالغين لتصل إلى حوالي 45%/ يُقدر عدد الوفيات المتعلقة بالتدخين في مصر بنحو 170 ألف حالة وفاة سنويا)، منوها أن جهود الدولة لمكافحة التبغ شهدت تراجعا خطيرا منذ دخول أولى منتجات التبغ المسخن رسميا إلى السوق المصري في يناير الماضي، حيث قامت الشركة المنتجة بالترويج بطرق مختلفة مخالفة للقوانين لنشر منتجات جديدة تحت ادعاء أنها اقل ضررا. ووفقا لدراسة أعدتها منظمة الصحة العالمية والمعهد الوطني الأميركي للسرطان فإن التدخين يكلف العالم أكثر من تريليون دولار سنويا، وتفوق تكلفته بكثير الإيرادات العالمية للضرائب على التبغ، التي قدرتها منظمة الصحة العالمية بنحو 269 مليار دولار في عامي 2013 و2014. وقال رئيس جمعية مكافحة التدخين والدرن وأمراض الصدر، إن صحة الإنسان تمثل أولوية قصوى لدى القيادة السياسية وتمثل ذلك في المبادرات الرئاسية الرائدة التي تستهدف الكشف المبكر وعلاج الامراض غير السارية كأمراض السكر والقلب والأوعية الدموية والسرطان، تلك الأمراض التي هي القاتل الرئيسي للمصريين، وأثبت علمياً بان استهلاك التبغ هو عامل الخطورة الرئيسي لها، وبالتالي لا يجب أن تحكمنا مقولة «المال يتحدث "money talks" حيث يتم المبالغة في القيمة الاٌقتصادية لصناعة السجائر وعائدات الضرائب وما شابه ذلك، ونغض الطرف عن الوجه القبيح لهذه الصناعة المميتة. يذكر أن هاني أمان العضو المنتدب والرئيس التنفيذي للشركة الشرقية للدخان، ذكر في تصريحات إعلامية مؤخرا عن الأهمية الاقتصادية لصناعة الدخان في مصر، وأنها تدر للدولة أكثر من 70 مليار جنيه وبذلك تصبح المصدر الأول أو الثاني للدخل في مصر مع قناة السويس وقريبا سوف تحتل المركز الأول منفردة.
