يشير الارتفاع المفاجئ لحالات إصابة فيروس كورونا المستجد (كوفيد - 19) فى الماضى وظهور متغيرات جديدة كل فترة، إلى عدم القدرة على التنبؤ بالفيروس، وفى الوقت الذى تم فيه تصنيف المتغير B.1.617.2 لفيروس كورونا، والمعروف باسم «متغير دلتا»، بأنه متغير مثير للقلق (VoC)، واعتبره العلماء أنه كان السبب الرئيسى فى الموجة الثانية فى الهند.. لا يزال يواصل العلماء والمهنيون الطبيون النظر فى الطبقات العديدة لمتغيرات «كوفيد-19» من أجل الاستعداد لموجات محتملة آتية، ولكن يظل السؤال: ما سبب القلق بشأن متغير دلتا؟ بحسب تقرير نشره موقع «تايمز أوف إنديا»، يحمل متغير دلتا الشفرة الجينية لطفرتين أخريين: E484Q وL452R، ولهذا يصبح من السهل جدًا اختراق جهاز المناعة البشرى والأعضاء، بالإضافة إلى ذلك، نظرًا لأن المتغيرات الجديدة تميل إلى تغيير بنية البروتين الشائك، فهو أكثر كفاءة فى ربط نفسه بالخلايا البشرية المضيفة ويتكاثر بسرعة، مما يتسبب فى ضرر أكبر من سلالة كوفيد الأصلية. هذا الأمر يجعل البعض يتساءل: من هو الأكثر عرضة للحماية من متغير دلتا؟.. فى حين أن الأفراد غير الملقحين أو الذين تم تطعيمهم جزئيًا أو الأشخاص الذين يعانون من أمراض مصاحبة موجودة مسبقًا هم أكثر عرضة لخطر متغير دلتا، تكشف دراسة حديثة عن قائمة الأشخاص الذين قد يكونون محميين من المتغير المثير للقلق. وفقًا للدراسة التى أجراها باحثون من المجلس الهندى للبحوث الطبية، والمعهد الوطنى للفيروسات، وقسم جراحة الأعصاب، ومستشفى القيادة (القيادة الجنوبية)، وكلية الطب بالقوات المسلحة «بونى»، فقد تعافى مرضى «كوفيد -19» الذين تلقوا إحدى أو كلتا جرعتى لقاح استرازينيكا، فوفقا للدراسة تتمتع لقاحات (Covishield) المعروف باسم «أسترازينيكا» بأقصى قدر من الحماية ضد متغير دلتا لفيروس كورونا. أخذت الدراسة فى الاعتبار الاستجابات المناعية ل 5 فئات من الناس، هم: فئة أخذت جرعة واحدة من اللقاح، وفئة أخذت الجرعتين، وثالثة تعافت بالفعل من مرض «كوفيد -19 »، بالإضافة إلى أخذهم جرعة لقاح، أما الفئة الرابعة فقد تعافت من فيروس كورونا المستجد، بالإضافة إلى تلقيهم جرعتى اللقاح، أما الفئة الأخيرة فهى المصابة ب«كوفيد - 19» بالفعل. وفقًا للدراسة، فإن الحالات المتقدمة ومرضى فيروس كورونا المستجد «كوفيد - 19» المتعافين الذين تلقوا جرعة واحدة أو جرعتين من اللقاح يتمتعون بحماية أعلى نسبيًا ضد «متغير دلتا»، مقارنة بأولئك الذين لم يصابوا مطلقًا وتم تطعيمهم بالكامل. وقالت الدراسة: «إن التطعيم المسبق يؤدى إلى مرض أقل حدة ضد العدوى اللاحقة، ويقدم دليلًا على أن كلا من الاستجابة المناعية الخلطية والخلوية تلعب دورًا مهمًا فى الحماية». وطرحت الدراسة سؤالا عن مدى فاعلية اللقاحات ضد «متغير دلتا» وسلالات كوفيد الأخرى.. فوفقًا لدراسة ICMR، أدى بحث العلماء إلى ابتكار لقاح آمن وفعال لفيروس كورونا المستجد (كوفيد - 19) وتوافر 18 لقاحًا، حصلت على تصريح الاستخدام فى حالات الطوارئ. وقد أظهرت اللقاحات المتاحة ضد «كوفيد -19» فاعلية تتراوح بين 51% و94% ضد السلالة الأصلية D614G فى المرحلة الثالثة من التجارب السريرية. تتضمن الاستجابة المناعية لعدوى SARS-CoV-2 التنشيط المناعى الفطرى والاستجابات النوعية للمستضد للخلايا البائية والتائية، على وجه الخصوص، ولكن لايزال يتم استكشاف المركبات العضوية الناشئة حديثًا فى الأفراد الذين تم تلقيحهم. على سبيل المثال فاعلية AZD1222، الذى تم الإبلاغ عنه بنسبة 70% فى المملكة المتحدة والبرازيل، وصلت إلى 22% فقط فى جنوب إفريقيا». وعلى الرغم من أن الحكومة طلبت من المرضى الذين تعافوا من «كوفيد- 19» تأجيل التطعيم 3 أشهر، تشير الدراسة إلى أنه يمكن زيادة الحماية الطبيعية بجرعة واحدة من اللقاح ضد متغير دلتا. تقول الدراسة: «المتابعة طويلة المدى للمشاركين يمكن أن تساعد فى فهم تأثير العدوى الطبيعية والتطعيم على الحماية طويلة المدى من فيروس كورونا المستجد والتى تقدمها لقاحات أسترازينيكا، من المهم تتبع الإصابات الشديدة للبحث عن التغييرات غير المتوقعة، لنفهم تأثير المتغيرات الجديدة أو المركبات العضوية التى تعمل على ضعف المناعة التى يسببها اللقاح. وقد أظهرت البيانات أكثر من مرة أنه إذا أصيب الأفراد بالعدوى بعد التطعيم، فقد تمت حمايتهم من الأمراض الشديدة». وعلى الرغم من ذلك، طمأنت الدراسة بأن الصورة ليست قاتمة، فهناك أشياء يمكن لأى شخص القيام بها لحماية نفسه من متغيرات كوفيد الجديدة، مثل المحافظة على التباعد الاجتماعى وارتداء الكمامات، مؤكدة أن التكتيك الديناميكى للوقاية من الإصابة يتمثل فى مواصلة كافة الإجراءات الاحترازية والتطعيم فور توافره، حيث إن التطعيم هو الطريقة الوحيدة لاكتساب بعض المناعة ضد العدوى أو لتقليل خطر العدوى الشديدة.
