جدد عشرات المستوطنين المتطرفين، أمس، اقتحام المسجد الأقصى المبارك فى القدسالمحتلة، فى تأكيد على مساعى تل أبيب للفصل بين المسجد وانتهاكاتها بحق المقدسيين، وعدوانها الأخير على قطاع غزة، وهو عكس ما تطالب به «حماس» وحركات المقاومة الفلسطينية، وكانت «حماس» أكدت أن الهدنة المتفق عليها تشمل تنازلات إسرائيلية بشأن المسجد الأقصى وحى الشيخ جراح، ووقف تحركات المستوطنين لطرد 4 عائلات فلسطينية من منازلهم بالحى الذى لا يزال يقع تحت الحصار الإسرائيلى المشدد. واستأنفت جماعات المستوطنين اقتحام باحات المسجد الأقصى، بحماية قوات الاحتلال، التى اعتدت على المصلين فجرا، واعتقلت 6 بينهم حارس فى «الأقصى»، وقال شهود عيان إن عشرات من جنود الاحتلال اقتحموا ساحات المسجد الأقصى، لتأمين اقتحامات المستوطنين، واعتدوا على المصلين بالضرب المبرح، وأضافوا أن قوات الاحتلال منعت المصلين دون سن ال45 عاما من دخول الأقصى، وشددت إجراءاتها العسكرية على أبواب المسجد، ودققت فى هويات المصلين الداخلين إليه، وأخلت محيط المسجد القبلى من المصلين، وانتشرت داخله وفى محيطه لتسهيل اقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى، فى حين زعم متحدث باسم الشرطة زيارة المستوطنين بأنها عادية مقررة بعد عطلة بدأت فى 3 مايو الجارى، خلال شهر رمضان. واعتبرت الهيئة الإسلامية- المسيحية لنصرة القدس والمقدسات، اقتحام المسجد الأقصى إصرارا إسرائيليا على المساس بحرمة المسجد، وبث مزيد من التوتر فى المسجد، وقال أمين العام الهيئة، حنا عيسى، إن اقتحام المستوطنين للأقصى وبعد 3 أسابيع من إغلاق ساحات الحرم أمام الاقتحامات عقب الهبة الشعبية الفلسطينية فى الضفة الغربية وأراضى عام 1948، بمثابة صب الزيت على النار، وإشعال أجواء التوتر فى المدينة وبين المصلين فى المسجد، مؤكدا أن الأقصى المبارك خط أحمر، ويجب على سلطات الاحتلال أن تعى هذه الرسالة جيدا. ومن جانبه، حذر الناطق الرسمى باسم الرئاسة الفلسطينية، نبيل أبو ردينة، الحكومة الإسرائيلية من العودة إلى مربع التصعيد والتوتر، من خلال عودة اقتحامات المستوطنين المسجد الأقصى، واستمرار حصار حى الشيخ جراح، وسياسة الاعتقالات المستمرة بحق الفلسطينيين، وحمل أبو ردينة، حكومة الاحتلال مسؤولية تخريب جهود وقف العدوان، خاصة جهود مصر المستمرة مع الأطراف كافة لتثبيت الهدنة، والإعداد لإعادة إعمار قطاع غزة مع المجتمع الدولى، وطالب «أبو ردينة» الإدارة الأمريكية بالتدخل السريع منعا لسياسة الاستفزازات والتصعيد الذى تحاول الحكومة الإسرائيلية جر المنطقة إليه مجددا، وأكد أن المعركة الأساسية كانت فى القدس، وما زالت مستمرة، والاحتلال ما زال يستمر فى دعم المتطرفين، متحديا الجهود العربية والدولية المبذولة لوقف العدوان. وأدانت وزارة الخارجية والمغتربين استمرار اقتحامات قوات الاحتلال وشرطته والمستوطنين المتطرفين باحات المسجد الأقصى، مما يؤكد أن دولة الاحتلال ما زالت متمسكة بمشروعها التهويدى للمسجد عبر تكريس تقسيمه الزمانى وصولا لتقسيمه المكانى، واعتبرت الوزارة، فى بيان، أن الاقتحامات استفزاز فظ لمشاعر المسلمين واستمرار للعدوان على شعبنا، وعلى مدينة القدس ومقدساتها، وتشكل استخفافا بالمواقف الدولية التى واكبت العدوان الأخير، والتى طالبت إسرائيل بوقف اعتداءاتها على القدس والمسجد الأقصى. وقالت: «إن حكومة الاحتلال تحاول تجاهل السبب الرئيسى لهبة جماهير شعبنا بعيدا عن احتلالها للقدس، وعن إجراءاتها العدوانية التى تستهدف المدينة المقدسة ومقدساتها ومواطنيها»، وأكدت فى بيانها «أن محاولات القفز عن اعتداءات الاحتلال المتواصلة ضد القدس ومقدساتها ومواطنيها تفرغ المواقف والجهود الدولية الرامية لتثبيت وقف إطلاق النار وإعادة إحياء عملية السلام من مضمونها، ولا تساعد فى إيجاد بيئة مناسبة لإعادة المفاوضات بين الجانبين».