أغنية «أصبح عندي الآن بندقية» أو «طريق واحد» عن القضية الفلسطينية

أصبح عندي الآن بندقية
إلى فلسطين خذوني معكم
إلى ربى حزينة كوجه المجدلية
إلى القباب الخضر والحجارة النبية
عشرين عاماً وأنا أبحث
عن أرضِ وعن هوية
أبحث عن بيتي الذي هناك
عن وطني المحاط بالأسلاك
أبحث عن طفولتي
وعن رفاق حارتي
عن كتبي.. عن صوري
عن كل ركن دافئ وكل مزهرية
إلى فلسطين خذوني معكم
يا أيها الرجال
أريد أن أعيش أو أموت كالرجال
أصبح عندي الآن بندقية
قولوا.. لمن يسأل عن قضيتي
بارودتي.. صارت هي القضية
لهذه الأغنية اسمان أما الأول فهو الذي اشتهرت به بين عموم المستمعين وهو «أصبح عندي الآن بندقية» أما الاسم الثاني فهو «طريق واحد»ولا يعرفه سوى قليلين وهذا الاسم مشتق من آخر بيت في القصيدة والذي يقول :«يا فلسطين طريق واحد...يمر من فوهة بندقية».
والقصيدة من كلمات الشاعر نزار قباني وألحان الموسيقار محمد عبدالوهاب وتغنت بها كوكب الشرق أم كلثوم وهناك تسجيل نادر لأغنية بصوت الاثنين معا أم كلثوم وعبدالوهاب ويبدو أن التقنية الفنية هي التي جمعت بين صوتيهما وهو تسجيل رائع يبدو كتالوج غنائي «دويتو» يمكن الاستماع إليها عبر هذا الرابط على«اليوتيوب».
وكانت إسرائيل بعد حرب 1967 قد احتلت ما تبقى من أرض فلسطين ،فانطلق الفدائيون يغيرون على الأراضي المحتلة، وكانوا الإسرائيليون يردون بدورهم على هذه الهجمات، واشتبك الطرفان في معارك كثيرة منها معركة الكرامة وقد جاءت هذه الأغنية في شهر مارس عام 1968، إثر معركة مخيم الكرامة شرقي نهر الأردن، حيث هاجمت قوات كبيرة من جيش الصهاينة قواعدالفدائيين هناك لكنها منيت بخسارة كبيرة حين فاجأها الفدائيون بالكمائن وحرب الشوارع وبذلك النصر صارت معركة الكرامة نقطة تحول كبيرة بالنسبة لحركة فتح خاصة والمقاومة الفلسطينية عامة وقد تجلى ذلك في سيل طلبات التطوع في المقاومة، مما يمثل بارقة أمل ودلالة مهمة على مقدرة العرب في خوض مواجهات أخرى متعاقبة مع العدو الإسرائيلي.
وكان الشاعر نزار قباني كتب هذه القصيدة «أصبح عندي الآن بندقية» وفي عام 1968 كتحية للكفاح الفلسطيني، وفي العام التالي غنت أم كلثوم هذه القصيدة من ألحان عبدالوهاب، ويغلب على لحن هذه الأغنية الطابع الحماسي والتحفيزي وقد غنى عبدالوهاب هذه الأغنية بمصاحبة فرقة موسيقية.
ورغم جمال الأغنية وما تمثله من توثيق غنائي لإحدى المحطات الساخنة في المواجهة مع الصهاينة إلا أنها سقطت من ذاكرة العرب ربما لأنه ليس هناك فيديو كليب يوثقها كاغان حماسية ووطنية أخرى في نفس الفترة، غير أن هناك وجه آخر يرتبط بهذه الأغنية وهي أن من يسمعها الآن يشعر بالأسي حيث لم تتغير الأوضاع منذ ذلك الحين في الأرض المحتلة فصارت وكأنها تعبر عن مأساة شعب كامل مازال محط استهداف وضحية لتغول الكيان الصهيوني وما يلقاه من دعم كبير من إحدى القوى العظمى كما أن الرأي العام العالمي بدا عاجزا عن المواجهة والردع هذا الكيان وربما لايعرف البعض أن آخرين تغنوا بهذه الأغنية من الفنانين، والفنانات العرب، منهم الفنانة الراحلة ذكرى.