تلقى الرئيس عبدالفتاح السيسى، أمس، اتصالًا هاتفيًا من نظيره الروسى فلاديمير بوتين. وقال بسام راضى، المتحدث الرسمى لرئاسة الجمهورية، إن الاتصال تناول التباحث حول مجمل موضوعات العلاقات الثنائية بين البلدين، خصوصًا تلك المتعلقة بالتعاون فى قطاع السياحة. وأضاف «راضى» أنه تم خلال الاتصال التوافق على استئناف حركة الطيران الكاملة بين مطارات البلدين، بما فى ذلك الغردقةوشرم الشيخ، بعد التعاون المشترك الناجح بين الجانبين فى هذا الإطار، وبناء على ما توفره المطارات المصرية بالمقاصد السياحية من معايير الأمن والراحة للسياح الوافدين. وأعرب الرئيس السيسى عن ترحيبه باستئناف حركة الطيران بين البلدين، والتطلع إلى أن يمثل ذلك القرار قوة دفع فاعلة فى اتجاه مزيد من الارتقاء بالعلاقات الثنائية بين البلدين، ويعزز من حركة الأفراد والوفود السياحية المتبادلة بينهما. وأكد الرئيس الروسى حرص بلاده على تعزيز مختلف أوجه العلاقات الثنائية الوثيقة مع مصر، مشيدًا بالشراكة الممتدة بين البلدين الصديقين، والإنجازات الملموسة التى حققتها مصر فى مجالات التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وإقامة المشروعات القومية الكبرى وتحسين مناخ الاستثمار وتطوير البنية التحتية، مشيرا إلى أن روسيا تعول على دور مصر المحورى فى استقرار محيطها الإقليمى بأسره. وأضاف «راضى» أن الاتصال تناول كذلك التباحث حول تطورات عدد من أهم القضايا الإقليمية، وعلى رأسها تفاصيل الأوضاع فى ليبيا، فضلًا عن مستجدات ملف سد النهضة، وكذلك موضوعات التعاون الثنائى فى المجالات الاستثمارية، خاصة ما يتعلق بالمنطقة الاقتصادية لمحور قناة السويس، وكذلك محطة الضبعة النووية، وتم التوافق حول زيادة التنسيق المتبادل وتعزيز مسار العلاقات الثنائية على جميع المستويات، على نحو يعكس ثقل وأهمية البلدين وتاريخ التعاون المشترك لمواجهة التحديات التى تمس مصالح الدولتين والشعبين الصديقين، خاصةً فى ظل اتفاقية الشراكة الاستراتيجية الشاملة بينهما. فى سياق متصل، أعاد قرار استئناف الحركة السياحية الروسية إلى شرم الشيخوالغردقة الأمل من جديد فى زيادة الإشغالات فى الفنادق والقرى السياحية فى البحر الأحمر وجنوب سيناء، إذ كانت تمثل حركة السياحة الروسية ما بين 35 و45% من جملة السائحين بالبحر الأحمر. وقال حسام الشاعر، رئيس غرفة الشركات السياحية، إن الفنادق والقرى السياحية مستعدة لعودة السياحة الروسية بعمالة مدربة جيدا وبفنادق على أعلى مستوى وإجراءات احترازية ووقائية ضد فيروس كورونا وتطعيم العاملين باللقاح. وأوضح بشار أبوطالب، نقيب المرشدين السياحيين بالبحر الأحمر، أن تصريحات استئناف الرحلات بين روسيا والمنتجعات المصرية ستُحدث رواجًا سياحيًا ورفعًا للإشغالات بالفنادق، لأن سوق السياحة الروسية من الأسواق المهمة، وعودتها ستُنعش القطاع السياحى. وأضاف كامل أبوعلى، رئيس جمعية «مستثمرو البحر الأحمر» ل«المصرى اليوم»، أن استئناف حركة الطيران مع الجانب الروسى، خاصة الطيران العارض، سيأتى بأعداد متوسطة وفوق المتوسطة فى البداية نتيجة لاشتياق الروس لزيارة المقصد السياحى المصرى، متوقعًا أن تكون ذروة الأعداد فى سبتمبر المقبل. وأشار إلى أن المنتجعات والفنادق جاهزة، لكن حجم السوق الروسية، التى تعد السوق رقم 1 بالنسبة لمصر، يُقدر بما يقرب من 3 ملايين سائح، ما يعنى أننا فى حاجة لرفع معدلات الطاقة الاستيعابية للفنادق من 50% من إلى العمل بنسبة 80%. وقال علاء عاقل، رئيس لجنة تسيير أعمال غرفة الفنادق، إن عودة الرحلات السياحية ستكون تدريجية، متوقعا أن تبدأ ب4 طائرات لكل من شرم الشيخوالغردقة ومرسى علم، إلى جانب أن هناك عددا من الرحلات إلى القاهرة. وأضاف أن الفنادق حاليا تنقسم إلى فئتين: إحداهما استفادت من مبادرة 8% التى تتعلق بصيانة الفنادق، وهذه جاهزة للعمل، وهناك فئة أخرى لديها أيضا فرصة حاليًا للصيانة وإجراء عمليات إحلال وتجديد خلال الفترة المقبلة، موضحا أن المقصد السياحى المصرى فى المجمل جاهز لاستقبال السياحة الروسية التى تؤدى عودتها إلى تخفيف جانب من أعباء القطاع التى تكبدها خلال الفترة الماضية. وأوضح الدكتور مصطفى خليل، عضو مجلس الأعمال المصرى الروسى، أن استئناف الرحلات بالتأكيد أمر ايجابى جدًا لقطاع السياحة والسفر فى كلا البلدين، وطالب بضرورة أن تكون لدينا دراسة علمية ودقيقة لحجم الحركة الوافدة التى تستقبلها المقاصد المصرية حتى تتمكن من تقديم خدمات جيدة وبأسعار مناسبة. وقال طارق شلبى، رئيس جمعية «مستثمرو مرسى علم»، إن حجم إشغالات الفنادق حاليا يتراوح بين 10 و15%، واستئناف حركة السياحة الروسية من جديد يخفف من أعباء القطاع ويحافظ على حجم العمالة المتواجدة حاليا. ولفت «شلبى» إلى أنه من الصعب حاليا تقدير حجم الحركة الروسية الوافدة، خاصة مع الموجة الثالثة من كورونا، لكن يمكن التنبؤ بها مع استئناف الاتصالات مع منظمى الرحلات لحجز الغرف الفندقية.
