ازدادت المخاوف من دخول دولة تشاد لحالة من عدم الاستقرار وذلك عقب إعلان الجيش التشادي وفاة الرئيس إدريس ديبي متأثرا بجراح اصيب بها على خط الجبهة في معارك ضد المتمردين في شمال تشاد . ديبي الذي تولي الحكم في تشاد منذ أكثر من 30 عاما لعب دورا كبيرا في محاولة حل عدد كبير من القضايا الأفريقية إبان فتره توليه رئاسة الاتحاد الافريقي خلال عام 2016، وهناك حالة من الغموض حاليا على مستقبل هذه الدولة التي تقع وسيط محيط من المشاكل سواء في ليبيا شمالا وإقليم دارفور شرقا ودولة افريقيا الوسطي إضافة إلى المخاطر التي تمثلها حركة بوكو حرام الإرهابية التي تنشط في المنطقة جنوبتشاد وشمال نيجيريا . وتستبعد السفيرة مني عمر مساعدة وزير الخارجية السابقة للشؤون الافريقية أن تتدهور الأوضاع الأمنية في تشاد وتحولها إلى الحالة الصومالية، وإستطردت قائله «من الواضح أنه تم تدارك الوضع سريعا في تشاد وتمت السيطرة على الأوضاع وذلك بعد اعلان اغلاق الحدود وتولي إبن الرئيس الراحل إدريس ديبي رئاسة المجلس العسكري الذي سيتولي مقاليد الحكم في تشاد في الفترة الانتقالية . وأشارت السفيرة مني عمر إلى أن تشاد شهدت منذ فترات طويله هجمات متعددة من جماعات مسلحة قادمة من ليبيا أو إقليم دارفور السوداني، لافته إلى أن هناك إمتداد قبلي بين تشاد واقليم دارفور والرئيس التشادي الراحل سبق أن تزوج من الاقليم وذلك حتي يؤكد على الوحدة بين تشاد والسودان . وتوقعت السفيرة مني عمر أن يسارع المجتمع الدولي بدعوة التشاديين لإجراء إنتخابات رئاسية في اسرع وقت وألا يستمر المجلس العسكري في الحكم فترة طويلة، كما توقعت أن يكون للإتحاد الافريقي دور ايضا لمساعدة الشعب التشادي في تحقيق الاستقرار في تشاد . وأعلنت القوات المسلحة التشادية تشكيل مجلس انتقالي برئاسة محمد إدريس ديبي نجل الرئيس الراحل (37 عاما)، لإدارة البلاد. وأعلن الناطق باسم القوات المسلحة التشادية الجنرال «آزيم بيمراندو أجونا» أن المجلس الوطني الانتقالي اتخذ جميع الإجراءات لضمان السلام والأمن والاستقرار في البلاد. وتشهد تشاد أوضاعا إقتصادية بالغة الصعوبة وهناك حالة من التذمر من جانب الشعب التشادي تجاه تلك الأوضاع، ويثار التساؤل في الوقت الراهن عن مستقبل الحكم في تشاد عقب مقتل ديبي , وهل ستستمر سيطرة قبيلة الزغاوة التي ينتمي لها ديبي في السيطرة على مقاليد الحكم في إنجمينا أم سيشهد هذا البلد الافريقي صراعا بين القبائل المختلفة للتمرد على سيطرة الزغاوة على السلطة في تشاد . كما يثار التساؤل عن موقف حركات التمرد التشادية وهل ستقبل الدخول في العملية السياسية بشكل سلمي في تشاد وإنهاء عملياتها العسكرية خاصة في شمال تشاد بالقرب من الحدود الليبية . وبالرغم من تأكيد باريس على أهمية «الانتقال السلمي» في تشاد بعد وفاة ديبي «الصديق الشجاع» لفرنسا، إلا أنه لم يتضح حتي هذه اللحظات الدور الذي ستلعبة فرنسا في تشاد في الفترة المقبلة وهل ستدعم محمد إدريس ديبي إبن الرئيس السابق الذي يترأس المجلس العسكري خلال الفترة الانتقالية التي ستمتد لمدة 18 شهرا . جدير بالذكر أن الرئيس إدريس ديبي إستمر في حكم تشاد لأكثر من 30 عاما حيث أطاح بدعم من فرنسا بالرئيس التشاد ي السابق حسين حبري من السلطة، ثم عيّن رئيساً لجمهورية تشاد في 28 فبراير 1991 بعد إقرار الميثاق الوطني وفاز في الانتخابات الرئاسية في 1996 و2001 و2006 و2011 و2016 , وجاء مقتل ديبي عقب إعادة انتخابه لولاية سادسة بحصوله على 79,32 % من الأصوات في الاقتراع الرئاسي الذي جرى في 11 أبريل الجاري وفق ما أعلنته السلطات التشادية الإثنين. وطبقا للمتحدث باسم حمله إدريس ديبي كان مقررا أن يلقي الرئيس الراحل خطابا إلى المواطنين بعد إعلان نتائج الاقتراع الأولية، لكنه فضل التوجه إلى جبهة القتال الذي تخوضه قوات الجيش ضد مسلحي «جبهة التغيير والوفاق في تشاد» المتمردة، بعد اقتحام مجموعات منهم، في 11 أبريل الجاري، حدود البلاد. وفي يوم الانتخابات، هاجم متمردون أحد مراكز حرس الحدود وتقدموا مئات الكيلومترات داخل الأراضي التشادية عبر الصحراء.