المصابون حائرون: أيهما أفضل.. المسحة أم التحاليل؟

يظل الاختيار الأصعب الآن بين المصابين بفيروس كورونا المستجد «كوفيد -19»، أو من يريد الاطمئنان بعدم إصابته فى ظل الانتشار السريع للفيروس فى موجته الثانية، هو (المسحة أم التحاليل؟)، وأيهما أفضل؟ ولا تتوقف التساؤلات عند هذا الأمر، بل تمتد إلى كيفية الوقاية من الفيروس أو مقاومته لو دخل الجسم.
يقول الدكتور محمد حسنى، أستاذ الباطنة والجهاز الهضمى، ل«صحتك بالدنيا»، إن المسحة تعد أفضل من التحاليل والتى لا تكون إلا مؤشرًا لقياس مستوى شدة الحالة المصابة من عدمها، موضحًا أن التحاليل المطلوبة هى «صورة دم كاملة ومعامل التجلط(الدى دايملر)، ونسبة مخزون الحديد فى الجسم «(الفيروتين)، وسرعة الترسيب»، فالتحاليل حتى لو ظهرت بنسب جيدة، لا تعنى أن الشخص خال من فيروس كورونا، لكن تعنى أن الأعراض ضعيفة والجسم قادر على مقاومتها، كما أن تلك النسب ترتفع حال وجود التهاب فى الجسم، ولا يشترط أن يكون فيروس كورونا.
وأضاف: «فى ظل الوباء لابد من إجراء المسحة مع التحاليل، والأفضل أيضًا إجراء الأشعة المقطعية، فهى أدق من المسحة والتحليل، فمن خلالها يستطيع الطبيب حسم إذا كان المريض لديه فيروس كورونا أم لا، حتى بعد الشفاء منها، وكذلك إذا كانت مسحته سلبية، فالمريض «درجات»، مريض بلا أعراض، بسبب تغلب الجهاز المناعى عليه، ومسحته إيجابية، وهذه تنطبق على معظم المسافرين للخارج، والمريض الثانى هو صاحب الأعراض الخفيفة، ويعانى منها لمدة يوم واحد أو يومين، مثلها مثل البرد العادى ثم يشفى دون أى آثار، وتحاليله تكون جيدة، والأشعة سليمة، لكن المسحة إيجابية، والمريض الثالث هو صاحب الحالة المتوسطة، وهو صاحب المسحة الإيجابية، والأشعة والتحاليل والأعراض تعززها».
فيما يرى الدكتور محمد بسيونى، أستاذ الميكروبيولوجيا الطبية والمناعة بطب المنيا، أنه من الضرورى عمل فحص لمعظم الناس فى مصر، خاصة كبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة، لكن من خلال آليات مختلفة، أى تفادى اعتماد طريقة واحدة فقط للكشف عن الإصابة، فتقنية فحص فيروس كورونا الحالى عن طريق مسحة الأنف PCR، يشوبها عيب كبير، رغم قدرتها على تحديد الإصابة بالعدوى المؤدية إلى مرض «كوفيد- 19»، وهذه التقنية تعتمد على مبدأ نعم أم لا، أى هل الشخص مصاب بالعدوى أم أنه سليم؟ لكن دون أن تكشف منسوب الفيروس أو مقدار شحنته فى جسم الإنسان.
وقال بسيونى: «يجب إجراء الفحص السريع لفيروس كورونا، لأنه يجرى عن طريق أخذ عينة دم من الإصبع، فيقدم بيانات أكثر تفصيلا، لكن الفحص الذى يجرى لكورونا المستجد فى الوقت الحالى، لا يشمل هذه الجوانب، والتى تحظى بالأهمية لأن شحنة الفيروس فى جسم الإنسان هى التى تحدد ما إذا كان قادرا بقوة على أن ينقل العدوى إلى غيره، وبوسع تحديد هذه الشحنة أن يساعد مسؤولى الصحة على تحديد الأشخاص، الذين يجدر بهم أن يخضعوا لعزل أكثر صرامة، إلى جانب تخفيف القيود عن المصابين الذين يحملون نسبة محدودة جدا من الفيروس».
وأضاف: «الاختبار السريع بالنسبة لبعض البلدان، ولا سيما المملكة المتحدة، كان مصدر الكثير من الإحباط والارتباك، والسبب كان يحيط بمدى فعالية اختبارات فيروس كورونا».
وعن فائدة الاختبار من عدمها، أوضح بسيونى أنه لا يوجد اختبار دقيق بنسبة 100٪، على الرغم من أن الاختبارات يمكن أن تؤدى بشكل جيد فى ظروف معملية مثالية، إلا أن الكثير من العوامل الأخرى فى الحياة الواقعية تؤثر على الدقة بما فى ذلك توقيت الاختبار، وكيفية أخذ المسحة، والتعامل مع العينة، فهناك دلائل من الصين تشير إلى أن ما يصل إلى 30 من كل 100 شخص مصاب بفيروس كورونا قد تكون نتائجهم سلبية، وذلك يعنى أن نتيجة الاختبار لشخص ما، لا تعتمد على دقة الاختبار فحسب، بل تعتمد أيضًا على المخاطر المقدرة للمرض قبل الاختبار، وتم وصف هذا بواسطة العلماء على أنه القانون القائل بأن «الحدس القوى أقوى بكثير من الاختبار الضعيف».
وتابع: «اختبارات المسحات تحدد بشكل صحيح 70٪ من المصابين ب«كوفيد -19»، و95٪ ممن لا يعانون من الفيروس، لذا إذا كانت لديك أعراض أقل وكانت نتيجة الاختبار سلبية، فيمكنك أن تطمئن إلى أنك لا تعانى بالفعل من «كوفيد- 19»، ولكن إذا كانت لديك أعراض نموذجية للفيروس، فمن الأسلم افتراض أنك مصاب بالمرض، حتى لو كانت نتيجة الاختبار سلبية، فالاختبار مهم للمساعدة فى فهم تفشى الفيروس، والسيطرة عليه لكن له قيودًا عند استخدامه لتوجيه عملية صنع القرار للأشخاص، وإذا كانت لديك أعراض قوية فيجب أن تفترض أنك مصاب بها حتى لو كان اختبارك سلبيًا».
وحول تقوية الجهاز المناعى، أشار الدكتور محمد بسيونى، أستاذ المناعة، إلى أن الجهاز المناعى نظام، وليس كيانًا، ولكى يعمل الجهاز المناعى بشكل جيد، ينبغى وجود توازن وانسجام بين أعضاء الجسم، وخط الدفاع الأول هو اختيار نمط حياة صحى، مثل عدم التدخين، وتناول نظام غذائى غنى بالفواكه والخضراوات، وممارسة الرياضة بانتظام والحفاظ على وزن صحى، وعدم تناول الكحوليات، والحصول على قسط كاف من النوم، وتقليل الضغط النفسى، مع تكرار غسل اليدين، وطهى اللحوم جيدًا، وتناول الأطعمة الغنية بالفيتامينات والمعادن، مثل الزنك والسيلينيوم والحديد والنحاس وحمض الفوليك والفيتامينات A وB6 وC وE التى لها تأثير على الاستجابة المناعية البشرية.