تدرس الحكومة البريطانية مشروعا واعدا بالشراكة مع المغرب لربط أوروبا بإفريقيا عبر نفق تحت البحر يربط جبل طارق بمدينة طنجة المغربية. ويشير ملف المشروع إلى أن مضيق جبل طارق، الذى يقع تحت السيادة البريطانية، سيكون مركزا لنفق على مسافة 28 كيلومترا بين البلدين. ولا يقتصر بحث تنفيذ المشروع على فكرة «نفق» مغمور ومدعوم فى قاع البحر على غرار النفق الذى يربط بريطانيا بفرنسا، حيث يجرى أيضا بحث إمكانية أن يكون المشروع جسرا معلقا على دعامات ثابتة، أو جسرا معلقا على دعامات عائمة. ولا توجد معلومات رسمية حول النّفق البحرى أو توقيت البناء وتكلفته ومهندسه، لكن ثمة تقارير إعلامية فى بريطانيا طرحت اسم المهندس الإيطالى جيوفانى لومباردى، الذى حفر أطول نفق للسكك الحديدية فى العالم فى جبال الألب السويسرية. ويجرى الحديث عن زيارة قريبة لرئيس الوزراء البريطانى بوريس جونسون للمغرب قريبا لبحث مشروع الربط القارى عبر جبل طارق. وتزيد الحماسة لأن جونسون، حين كان وزيرا للخارجية البريطانية، نظم الحوار الاستراتيجى الأول بين بريطانيا والمغرب فى 5 يوليو 2018 فى لندن، بمشاركة وزير الخارجية المغربى ناصر بوريطة، بهدف تعزيز التعاون السياسى والاقتصادى والثقافى والأمنى. وأشار السفير البريطانى السابق بالرباط، توماس ريلى، فى مقابلة مع جريدة «إسبانيول» فى أغسطس الماضى، إلى أن هناك العديد من الفرص للربط بين المغرب وجبل طارق، ويجب الاستفادة منها فى مختلف المجالات. ويأتى المشروع البريطانى المغربى كبديل لمشروع إسبانى مغربى متعثر، استغرق التفكير فيه أكثر من 40 عاما دون نتيجة، حتى إن إسبانيا بدأت مرحلة تجريبية سابقة بحفر معبر تحت الأرض بطول 600 متر فى مدينة قادس جنوب الأندلس، وما يزيد قليلاً عن 200 متر فى المغرب، وتم إغلاقه بعد ذلك بعامين بسبب الفيضانات ومشاكل الصيانة. وتشير صحيفة «إسبانيول» إلى أنّه مباشرة بعد تشكيل اللجنة المشتركة المغربية الإسبانية عام 1979، تم إنشاء الجمعية الإسبانية لدراسات الاتصالات الثابتة عبر مضيق جبل طارق (SEGECSA)؛ وهى شركة عامة تعتمد على التنمية لتوحيد القارتين عن طريق خط السكك الحديدية. كما عقدت اجتماعات مشتركة كل 6 أشهر، ولكن منذ عام 2010 لم تكن هناك اجتماعات. وبعد مرور 15 عامًا من الدراسات وجمع البيانات والاستكشافات والاجتماعات، جرى التّفاهم على أنّ النفق سيكون بطول 28 كيلومترًا تحت سطح البحر على عمق 300 متر يربط بونتا بالوما (طريفة) مع مالاباطا (طنجة)، بحيث تستغرق كل رحلة عبور 30 دقيقة.