أهلًا بكم فى عالم سعاد مردم بك «روعة الانتظار» على «قارعة الحياة»

هل وجدت ذلك المفتاح.. مفتاح الباب السحرى الذى يقودك إلى عالم التسامح والتصالح مع نفسك ومع الآخرين.. سعاد مردم بك وجدت ذلك المفتاح بعد رحلة شاقة ومريرة ومعركة مضنية مع الحياة.. فهل تريد أن تستعير ذلك المفتاح لتبدأ مغامرة جديدة مع الحياة تكون أنت بطلها دون أن تستنزف إحساسك فى حرب خاسرة مع النفس.
إنها سنوات طويلة ربمّا نقف فيها أمام صراعات النفس، مُنتظرين نتيجة حتمية لانتهاء هذا الصراع. تطول سنوات الانتظار نقف فيها موقف المتفرج، مُتأملين حقيقة أن هناك نورًا ساطعًا يقف خلف باب، نلتفت فى كل الاتجاهات لعل المفتاح هو المنقذ لحلول السلام مع النفس..
فإليك مفتاح العالم السرى ل«سعاد مردم بك».. فأهلاً بك فى عالمها الفريد.. وأياً ما كان سواء وجدت السعادة أم لاتزال على قارعة انتظارها فيكفى أن تتلمس من تجربتها كيف تكون سعيدًا.
الفنانة التشكيلية السورية، سعاد مردم بك، تمنحك الفرصة لاستكشاف عالمها الفريد النفس البشرية، من خلال معرض والإبحار فى الوقت نفسه إلى غالمك أنت دون وعى منك.. فما بين العجز الذى يمثل ضياع المفتاح، وانتظار الأمل لايجاده، وقفت لوحات سعاد تنتظر على قارعة الحياة والمجهول.
«أضعتُ مفتاح».. هو العنوان الذى اختارته الفنانة سعاد مردم بك، لمعرضها الحالى المقام غدا الأحد، بجاليرى الزمالك للفنون، حيث تقول إن ضياع المفاتيح يضعنا أمام علامات استفهام، لكل منا أسئلته الخاصة التى يبحث فى أعماقه عنها.
البحث والانتظار هما الفلسفة التى استخدمتها مردم بك للبحث داخل النفس البشرية، والوقوف فى نقطة سمتها الانتظار للسير نحو الأمل والسلام الداخلى والاستقرار.
الابتعاد عن الرمزية وتوجيه الرسائل المباشرة من خلال المواجهة عبر اللوحات هى الطريق الأنسب لتوصيل الرسائل الفنية، والمفتاح هو الرمز المجازى لا يظهر فى لوحاتها بل كان الرسالة التى تأخذ الروح للبحث عن العمق والجذور، لتعطى بعدًا إضافيًا وطابعًا إنسانيًا للفكرة معبرا عن ثنائية الأمل واللأمل.
استعانت (سعاد) بمفردات أساسية للتعبير عن الفكرة، فسرتها مردم بك، فى عدة لوحات منها لوحة (الذئب)، تلك الفتاة التى ذهبت إلى جدتها وكانت تخشى تعرض الذئب لها، لكن هنا فى اللوحة ليلى روضت هذا الذئب التى يمثل الخوف من المجهول، وتجدها على ظهره تداعبه.
نجِد فى تلك اللوحة مفتاح العبور من مخاوفك نحو السلام الداخلى، كما فعلت ليلى فى ترويض خوفها.
لوحةٌ أخرى تعبر عن ذلك المفتاح، وهى لوحة (زهور عباد الشمس)، والتى تنتابك الحيرة وقت رؤيتها فهى لوحة تمثل الحياة بلونها البهيج والباهت الحزين، ومن هنا جسد ضياع المفتاح علامات استفهام عديدة.
(شجرة الزيتون الضخمة) التى تقف عارية من الأغصان بلا فروع وبلا زيتون، لتتساءل أين ذهب السلام والحلم، وأين هو الأمل؟
بهذا نجحت الفنانة السورية سعاد مردم بك، فى الوقف أمام النقطة البعيدة فى النفس البشرية ما بين الأمل وانتظاره وأنه لا سبيل سوى البحث فى الأعماق.
ويستمر المعرض حتى بداية فبراير المقبل يوميًا من الساعة 11 صباحاحتى 8 مساء باستثناء أيام الجمعة.
وسعاد مردم بك، ولدت فى دمشق لأب سورى من عائلة مردم- بييس، وأم كردية- ألمانية من عائلة اليوسف وهى فنانة معاصرة تستلهم عملها من أصولها الثقافية وماضيها بقدر ما هو تسليماتها الخيالية للملاحظات المعاصرة من الحياة اليومية فى الشرق الأوسط، وترعرعت مردم بك فى بيروت، درست الفلسفة فى الجامعة اللبنانية، وشاركت فى دراسات الفنون التشكيلية.