داء الرياضيين ونساء «الثلاثين»: آلام الكاحل.. «التعقيد» يسبب «الالتواء»

مفصل الكاحل أحد أكبر مفاصل الهيكل العظمى، وهو الذى يساعد على توازن الجسم وخاصة أثناء الحركة، وقد يصل ألم الكاحل إلى منع البعض من المشى، فهو يؤثر على أى جزء منه سواء فى قدم واحدة أو كلتيهما، وهناك عدة أسباب لهذا الألم الذى قد يصيب أى فئة عمرية، ولكن بالتأكيد فإن الرياضيين هم الأكثر عرضة للإصابة خاصة فى العشرينيات من العمر، بينما يصيب النساء بعد سن الثلاثين، فكيف يمكن الحماية من إصابة الكاحل.
يقول الدكتور أشرف عبدالعزيز، استشارى جراحة العظام، ل«صحتك بالدنيا» إن الكاحل هو المفصل الذى يصل بين القدم والساق، ويعد تكوينه معقدًا، حيث يشتمل على مفصلين، وتقوم الأربطة على ربط العظام مع بعضها وتسمح بالحركة، ولذلك نجد الكاحل أكثر عرضة للإصابة بسبب هذا التعقيد، وعند إصابة هذه الأربطة يحدث «الالتواء» الذى يعد من أكثر الأسباب الشائعة لألم الكاحل، فعندما يحدث تمدد، سواء فى واحد أو أكثر من أربطة الكاحل، يؤدى ذلك إلى قطع جزئى أو كلى بها، مسببًا ألم الكاحل.
وأضاف عبدالعزيز: «يأتى القطع بسبب اضطرار الكاحل إلى التحرك خارج وضعه الصحيح، أو الطبيعى، ويمكن أن يسبب ألم الكاحل إصابة أى من عظام الكاحل أو الأربطة أو الأوتار وأنواع عديدة من التهاب المفاصل، ومن أكثر الأسباب شيوعًا لألم الكاحل التهاب أو تمزق الأوتار، مثل وتر العرقوب، وحدوث إصابات أو تمزق بالأربطة القريبة من الكاحل، والكسور، والنقرس، وتشوه أو التهاب المفاصل، والتواء الكاحل، فضلًا عن ارتداء أحذية غير مناسبة».
وأوضح أن الألم هو العرض الرئيسى الذى يشكوه مريض التواء الكاحل، خاصة عند حمل أوزان ثقيلة على القدم المصابة، بل الألم عند لمس الكاحل نفسه، إضافة إلى التورم الذى يبدو كأنه كدمة، مشيرا إلى أنه إذا كانت العلامات والأعراض حادة، كحدوث ألم أو تورم بالكاحل، مع ظن حدوث التواء، فقد يكون الشخص مصابًا بتلف كبير فى الأربطة أو كسر العظم بالكاحل أو الجزء السفلى من الساق، وهنا لابد من التوجه فورا إلى الطبيب.
وأكد استشارى جراحة العظام أن آلام الكاحل لا تصيب فئة بعينها، فجميع الفئات العمرية معرضة له، ولكنه أكثر انتشارا عند الرياضيين بسبب إصابات الملاعب خلال اللعب والتدريبات، ويصيب منهم من هم فى عمر العشرينيات، كما أن النساء بعد سن الثلاثين من أكثر الفئات المعرضة للإصابة، ويحدث الألم نتيجة الوقوع المفاجئ.
ولعلاج ألم مفصل الكاحل يجب تحديد السبب الرئيسى له، وذكر الدكتور أشرف عبدالعزيز أنه كلما كان الاكتشاف والتشخيص مبكرا، كان ذلك أفضل فى العلاج وأسرع فى الشفاء، وقال: فى بعض الأحيان قد يحتاج الكاحل للراحة المنزلية المؤقتة لكى يتعافى وينتهى الألم، ولكن إذا لم يختف الألم مع الراحة وتم إهماله، هنا يتفاقم الوضع ويصاب المريض ب«خشونة فى مفصل الكاحل»، والتى قد تؤثر على قدرته فى المشى وممارسة حياته بشكل طبيعى، وهنا يحتاج المريض إلى عمل فحوصات وأشعات، سواء سينية أو مقطعية أو حتى الرنين المغناطيسى، وفقًا لدرجة الخطورة.
وأضاف: يكون العلاج إما دوائيًّا، كمسكنات للتورم والالتهاب، وبعض المضادات الحيوية، أو جراحيًّا فى الحالات الخطرة التى لا تستجيب للعلاج الدوائى، ومنها كسور الكاحل، التى تعتبر أكثر الكسور تعقيدا، وتختلف حدتها من حالة لأخرى، حيث قد تقتصر على الشرخ أو الكسر وقد تصل إلى الكسر المفتوح، علاوة على أنها تتشابه مع أعراض التواء الكاحل إلى حد كبير، وهى تورم الكاحل والشعور بألم شديد فى الكعب بالإضافة الى تغير لونه إلى الأزرق، ومن الحالات التى تحتاج أيضًا إلى تدخل جراحى التهاب العظام والغضروف، حيث يتم تثبيت الشظية فى العظام عن طريق الشرائح والمسامير.
ووجه عدة نصائح للتقليل من آلام الكاحل، منها إراحة القدم وعدم الضغط عليها، وعدم حمل أى أشياء ثقيلة، والحفاظ على رفع القدم المصابة على وسائد، أو أية وسيلة أخرى، واستخدام العكاز أثناء المشى، فضلًا عن استخدام كمادات مثلجة حال وجود ورم، وتناول مسكنات تخفف من الألم والتورم، ولكن تحت إشراف الطبيب، علاوة على ضرورة ارتداء أحذية مناسبة، وتجنب ذات الكعب العالى منها للسيدات، واتباع نظام غذائى صحى لتجنب السمنة، وشرب المياه بكثرة، خاصة حال إذا كان النقرس هو السبب، مع تجنب الكحوليات والسكريات قدر المستطاع.