«ملّى الإسكندرية» في ذكرى نياحة البابا شنودة: يكفيه رفض زيارة القدس بدون المسلمين

قالت قيادات قبطية في الإسكندرية، إن البابا شنودة الثالث المتنيح، والذي تحل ذكرى نياحته التاسعة اليوم الأربعاء، والمتنيح في السبت 17 مارس 2012 عن عمر ناهز 88 عام، كان سفيراً لمصر في الخارج وتحولت الكنيسة في عهده من المحلية إلى العالمية نتيجة التحرك على كافة المستويات والمحافل الدولية.
قال محسن جورج، عضو المجلس القبطى الملي التابع لكاتدرائية الاقباط الارثوذكس في الاسكندرية، أن البابا شنودة الثالث كان علامة فارقة في تاريخ مصر، وكان ذهبى الفم، وشخصية وطنية خالصة حتى النخاع، وظهر ذلك جلياً في مواقفه وتصريحاته ولعل أهما، رفضه زيارة القدس المحتلة في فلسطين بدون المسلمين، قائلاً: أنه لن يزور القدس بدون المسلمين ليجسد اسمى معانى الوطنية المصرية.
وتابع:«يكفى في ذكراه التاسعة مقولته الشهيرة،«إن مصر وطن يعيش فينا وليس وطن نعيش فيه»، مشيرا إلى أن الباب شنودة كان شخصية جامعة وأطلق عليه الجميع «بابا ومحبوب العرب»، كونه كان يتمتع بحضور كبير على المستويين المصرى والعالمى، فضلاً عن كونه سفيرا لمصر في الخارج بالإضافة إلى حرصه على التوسع في تدشين الكنائس في بلاد المهجر، حيث توسعت في عهده الكنيسة بشكل كبير جداً.
وقال «جورج»، ل«المصرى اليوم»، إن المتنيح قاد الكنيسة بطريركاً أكثر من أربعين سنة وقبلها أكثر من عشر سنوات أسقفاُ للتعليم، وكان دارساً ومدرساً في الكلية الاكليريكية، وحياته كانت غنية وممتلئة بالثمار، مشيراً إلى أنه على الجانب الديني كان البابا شنودة بارعاً بالكتاب المقدس وكان محب ودارس في الكتاب المقدس وكثيراً ما رأيناه في الصور أمامه الكتاب المقدس مفتوحاُ يقرأ فيه أو يدرس أو يبحث عن شيء واهتم بالكتاب المقدس أعظم اهتمام.
بدوره قال كريم كمال رئيس اتحاد اقباط من اجل الوطن، أنه على الرغم من مرور تسعة سنوات على رحيل البابا شنودة الثالث، البطريرك ال117 في سلسلة البطاركةً الجالسين على الكرسي المرقسي السكندري منذ تأسيسه على يد القديس مرقس الرسول، إلا انه مازال يعيش في وجدان وقلوب كل مصري وعربي، وهذا لم يحدث من فراغ حيث تميز عهده الذي امتد إلى أكثر من أربعة عقود.
وأضاف «كمال»، ل«المصرى اليوم«، أنه على الجانب الوطني حول المتنيح مقولته الشهيرة»مصر وطن يعيش فينا وليس وطن نعيش فية«إلى واقع ملموس، حيث غرس حب الوطن في كل الأجيال التي تربت على يده بجانب قيامه الدائم بالدفاع عن مصر في كل المحافل الدولية، حيث كان له صوت مسموع في كل أرجاء العالم لانه لم يكون رئيس كنيسة فقط ولكنة كان قائد ديني مؤثر على المستوى المحلي والإقليمي والعالمي.
وأوضح أنه كان أيضاً صاحب العبارة الشهيرة، بأنة لا يقبل التدخل في الشأن المصري تحت مسمى حقوق الاقباط، وكان دائما يقول الاقباط في مصر ليسوا أقلية ولكنهم جزء من النسيج الوطني واستحق عن جدارة لقب «بابا العرب» لدفاعة الدائم عن حقوق الشعب الفلسطيني، وظل ذلك جليا في رفضه زيارة القدس المحتلة قبل تحريرها.
وعلي المستوى الكنسي، قال أن الكنيسة تحولت في عهده من كنيسة محلية إلى كنيسة عالمية، تتواجد في كل قارات العالم ونهض بالرهبنة والتعليم الكنسي وأسس المستشفيات الخيرية التي تخدم جموع الشعب المصري بلا تفرقة.
اقرأ للمزيد :
«البابا شنودة والدته صعيدية».. أول رد من رئيس «أقباط من أجل الوطن» على تامر أمين
في ذكرى تجليسه.. إنجازات كنُسية ل«بابا العرب شنودة الثالث» طوال 40 عامًا من القيادة
الرهبان يطيبون جسد البابا شنودة بمزاره بدير الأنبا بيشوي في ذكراه التاسعة (صور)