بنى الرئيس الأمريكى، دونالد ترامب، إمبراطوريته الاقتصادية قبل وصوله للبيت الأبيض، على اسمه، واستخدم لاحقا هذا الاسم لتحقيق طموحاته السياسية. غير أن العلامة التجارية «ترامب» باتت فى خطر، ويواجه ترامب الكثير من الصعوبات لإنقاذها حين يغادر البيت الأبيض، بعدما باتت رديفًا لكل أنواع التطرف. وأوضحت ميليسا أرونتشيك، أستاذة الاتصالات بجامعة روتجرز فى نيوجرسى، أن «العلامة التجارية ترامب كانت قوية جدا» قبل أن يصبح رئيسًا، مضيفة أنها كانت «رديفة للترف» والثراء والنجاح. فمن الفنادق الفخمة إلى المنازل والأملاك الفاخرة مرورًا بملاعب الجولف، يتصدر اسم ترامب جميع المبانى التابعة لمنظمة ترامب التى تتخذ مقرا فى برج «ترامب تاور» على الجادة الخامسة فى نيويورك، لكن بعد أربع سنوات فى السلطة اتخذ فيها ترامب مواقف قصوى أثارت الجدل، وخصوصا الأسابيع الأخيرة التى شهدت هجوما عنيفا شنه أنصاره على مقر الكونجرس فى واشنطن، باتت أعمال عائلة ترامب فى خطر. ولخص تيم كالكينز، أستاذ التسويق فى كلية كيلوج لإدارة الأعمال فى جامعة نورث وسترن، الوضع بالقول، إن العلامة التجارية «ترامب» باتت «سامّة» لأنها ترتبط بالفوضى والعنصرية، مشككًا فى إمكانية ترميمها، نظرا إلى جسامة الأضرار التى لحقت بها. وتراكمت الأنباء السيئة لترامب منذ أعمال العنف التى شهدها مبنى الكابيتول، فقطعت شركات عديدة كل روابطها معه ومع شركته العائلية، كما بدأ مصرف «سيجنانشر بنك» إغلاق حسابات ترامب، ورفض «دويتشه بنك» التعامل معه. وفى نيويورك، أنهى رئيس البلدية الديمقراطى، بيلا دى بلازيو، عقودا موقعة مع منظمة ترامب لإدارة مراكز ملاهٍ فى المدينة، وخصوصا فى متنزه سنترال بارك. وبحسب مجلة «فوربس»، فإن عائدات إمبراطورية ترامب بلغت حوالى مليارى دولار بين 2017 و2019، وجاء القسم الأكبر منها من منتجعات الجولف والفنادق والنوادى الخاصة الفخمة وإتاوات التراخيص الممنوحة، والعقارات التجارية، ولكن المجموعة تواجه ديونًا تقارب 400 مليون دولار، فى حين تبلغ ثروة ترامب 2.5 مليار دولار، مقارنة ب3.7 مليار قبل دخوله البيت الأبيض، وسيواجه ترامب سيلًا من الدعاوى القضائية، وقد يسعى للتغلب على أزماته المالية بإنشاء وسيلة إعلام جديدة تابعة له.
