بعد حكم البراءة وتحرك النائب العام.. هذا هو المسار القانوني لقضية «سيدة الكرم»

كشف عدد من المحامين المسار القانوني لقضية «سيدة الكرم»، بعد الحكم الصادر ببراءة المتهمين.
قال ياسر سيد أحمد، المحامي بالنقض، إن النيابة العامة ستطعن أمام النقض باعتبارها خاسر الدعوى، وحال قبول الطعن يُلغى حكم البراءة، وتتصدى «النقض» لمحاكمة المتهمين كمحكمة موضوع، ومن ثم سيكون حكمها نهائيًا وباتًا وغير قابل للطعن مرة أخرى أمام أي دائرة جنائية.
وأضاف «أحمد» ل«المصري اليوم»، أن قرار النائب العام بدارسة الحكم لتوضيح أسباب الطعن «بديهي»، باعتبار النيابة خاسرة الدعوى، ومفترض إيداع حيثيات حكم البراءة الصادر من «الجنايات» في غضون 30 يومًا من تاريخ النطق بالحكم، فيما يطعن عليه خلال 60 يومًا.
فيما، قال أيمن محفوظ، المحامي، من حق المدعيين بالحق المدني أو المجني عليهم بالطعن على الحكم أمام «النقض»، ويجوز للنيابة العامة الطعن أيضًا.
وأضاف «محفوظ»، لابد من الانتظار لحين صدور حيثيات حكم البراءة التي يحق الطعن عليها خلال 60 يومًا من تاريخ الحكم، وإذ انقضت هذه المرة ولم يطعن على الحكم، يصبح الحكم نهائيًا، ولا مجال للطعن فيه.
وشرح أن «النقض» لا تبحث الوقائع المشكلة للجريمة، فيما تنظر ما إذا كان الحكم صادق صحيح القانون من عدمه.
ومن جانبه، قال المستشار إيهاب رمزي، محامي السيدة سعاد ثابت، المعروفة باسم «سيدة الكرم،» إن النظر في قضية موكلته بدأ من النيابة العامة في أبو قرقاص بالمنيا، إذ استمعت النيابة لكل الأطراف في القضية واستمعت للشهود، وطلبت تحريات المباحث، والأمن الوطني، والتي جاءت هذه التحريات مؤكدة لأقوال هذه السيدة بأنها تجردت تمامًا من ملابسها .
وتابع قائلاً: إن النيابة أصدرت بعد ذلك قرار بحفظ الأوراق، بعد أن تشككت في الدليل القائم على هذه الواقعة، مشيرًا إلى أنه قدم تظلم لمحكمة الجنايات التي ألغت قرار الحفظ، وأمرت بإحالة المتهمين للمحاكمة الجنائية، وأكدت أن الأدلة كافية لذلك.
ولفت إلى أنه بعد ذلك بدأت مرحلة المحاكمة، وبدأت القضية تتداول في أكثر من محكمة وأحيلت لأكثر من دائرة، واعتذر عنها أكثر من قاضٍ بعدما استشعر الحرج، وفي النهاية صدر الحكم بحبسهم غيابيًا 10 سنوات، وأمرت المحكمة بضبط المتهمين، وذلك من ذات الدائرة التي أصدرت حكم البراءة.
وواصل أن المتهمين طعنوا في الحكم، وتحددت لهم جلسة، والمحكمة استمعت للمرافعة وحجزت القضية للحكم، ثم صدر الحكم ببراءة جميع المتهمين .
ونوه إلى أن المحكمة حتى الآن لم تودع حيثيات الحكم، لافتًا إلى أن تحرك النيابة العامة السريع بدراسة أوجه الطعن على الحكم، أثلج الصدور واهدأ النفوس بعد حالة الإحباط التي أصابت المجتمع.
بينما، قال إسماعيل سيد، دفاع المتهمين بالتعدي وتعرية «سعاد ثابت» إن محكمة الجنايات أصدرت حكمًا ببراءة المتهمين من تعرية الشاكية، ومن المقرر أن تضع المحكمة حيثيات حكمها خلال شهر من تاريخ إصدار الحكم.
وأضاف «إسماعيل»: «الجنايات قضت ببراءة المتهمين بسبب تناقض أقوال سيدة خلال الجلسات ال5 إذ استمع لأقوال السيدة، إحداها أمام المباحث وال4 أمام النيابة العامة».
وتابع المحامي، أن من أسباب برءاة المتهمين هو اتهام السيدة لشخص لم يكن موجودًا في محل الواقعة.
وأمر المستشار حمادة الصاوي، النائب العام، بتكليف المكتب الفني بمكتبه بدراسة أوجه الطعن على الحكم الصادر ببراءة المتهمين في الواقعة المعروفة بواقعة «سيدة الكرم»، فور إيداع محكمة الجنايات التي أصدرت الحكم أسبابه.
وأصدرت محكمة جنايات المنيا، حكمًا ببراءة 3 متهمين بمتورطين في قضية الاعتداء على السيدة سعاد ثابت، 70 عامًا، والمعروفة إعلاميا ب«سيدة الكرم» في مركز أبوقرقاص، في أعقاب حدوث مشاجرة بين أبناء القرية عام 2016.
تعود الواقعة إلى مايو عام 2016، إثر وقوع مشاجرة وأعمال عنف بسبب «إشاعة حب»، ووجود علاقه بين شاب وربة منزل، وشهدت القرية اشتباكات بين الجانبين، أسفرت عن احتراق نحو 7 منازل، وإصابة شخصين، بزعم وجود علاقه عاطفية بين «أشرف. ع»، 30 عامًا، صاحب محل أدوات منزلية، وربة منزل تدعى «ن. ر»، 32 عامًا.
وكشفت تحريات المباحث حينذاك، أن زوج السيدة اكتشف وجود علاقة بينها وصاحب المحل؛ فطلقها، وتجمع عدد من أهلية السيدة أمام منزل الشاب للانتقام منه، واعتدوا عليه بالضرب، وأشعلوا النيران في منزله، والتي امتدت إلى 6 منازل أخرى مجاورة ومخزن بلاستيك.
وأصيب كلا من «عطية. ع»، 58 عامًا، مزارع، ونجله عياد، 30 عامًا، عامل، بكدمات وجروح.
في أعقاب ذلك، توجهت سيدة مسنة تدعى سعاد ثابت، 70 عامًا، إلى قسم شرطة أبو قرقاص بجنوب المنيا، وحررت محضرًا اتهمت فيه عددًا من الأشخاص بالاعتداء عليها بالضرب، وتجريدها من ملابسها.
وأحيل المتهمون ال3 إلى المحاكمة، وصدر حكم غيابي عليهم في 11 يناير الماضي، بالسجن 10 سنوات، وأعادوا إجراءات المحاكمة، حتى صدر حكمًا أمس الخميس ببراءتهم.