عندما تكون مسافراً إلى أى دولة بالطائرة وتكون قد تأخرت إلى الوقت الحرج ولابد أن تغلق الطائرة أبوابها استعداداً للإقلاع تجد سلطات المطار عبر الإذاعة الداخلية تنادى عليك: النداء الأخير.. المسافر فلان الفلانى المتجه إلى دبى - مثلاً - على متن طائرة الخطوط الجوية «كذا» عليه التوجه إلى البوابة رقم كذا.. إما أن تلحق بالطائرة وإما أن تفوتك. تماماً هذا الكلام ينطبق على الشعب المصرى حالياً.. إما أن يلحق بالانتخابات وينزل إلى لجان التصويت فى الانتخابات وينقذ طائرة الوطن وإما أن يجلس فى منزله، ويترك طائرة الوطن للخاطفين والإرهابيين ليقلعوا بها إلى جهة غير معلومة. عزيزى الناخب المصرى المسلم العادى والمسيحى العادى والصوفى والليبرالى والاشتراكى واليسارى وكل التيارات البعيدة عن الإرهاب والراديكالية كن إيجابياً وأنزل إلى ساحة المعركة، لأنها ستكون فاصلة ولابد أن تعطى صوتك. إلى الذين يؤمنون أن المرأة هى شخص طبيعى لا ينظر إليه على أنه مخزن للشهوات أو أن صوتها «عورة». أعط صوتك للذين يؤمنون بأن «المسيحى» وليس القبطى - لأننا كلنا أقباط مصريون - شريك فى هذا الوطن وليس مواطناً درجة تانية، وليس كافراً و«يجوز أن يكون رئيساً للجمهورية». أعط صوتك للذين يؤمنون بأن مصر دولة علمانية مدنية وليست وهابية طلبانية. أعط صوتك للذين شاركوا فى الثورة، وضحوا، من أجل الذى آمنوا به ولا تعط صوتك للذين ركبوا الثورة وتمطعوا وتنطعوا وأرادوا أن يكونوا أوصياء علينا. اعط صوتك إلى الذين يخافون على بناتكم وزوجاتكم ولا يعودوا بنا إلى عصور الظلام الأولى . أعط صوتك إلى الذين يحبون مصر ويعشقون ترابها وتجرى فى خلاياهم جينات المقاومة وعدم الاستسلام. أعط صوتك للذين يؤمنون بأن مصر دولة قوية غير تابعة لأى كائن ما كان وأن قرارها نابع من أبنائها الرجال. أعط صوتك إلى الذين يؤمنون بوحدة هذا الوطن وتماسكه. أعط صوتك إلى الذين يؤمنون بأن صوتك أمانة يجب ألا تخان. هل تعلمون ماذا سيحدث إذا فاز هؤلاء الإرهابيون.. سيتركون التنمية ويبحثون عن كتف عارية يقدمون عليها طلب إحاطة أو استجواباً أو حتى سؤالاً برلمانياً. هل تعلم أنهم سيتركون اللصوص ينهبون ويبحثون لماذا فيفى عبده كانت لابسة بدلة رقص لونها أخضر وكان لازم تكون تحت كعب الرجل ب2 متر سنة 70. سيقاتلون من أجل أن يختطفوا هذا الوطن الجريح الذى للأسف لا يستطيع حاليا الدفاع عن نفسه داخلياً فى ظل الابتزاز الذى تخضع له السلطة الحاكمة. ■ وصلتنى رسالة عبر الإيميل من أحد المواطنين سأترك لكم التعليق عليها يقول فيها: خالص تحياتى القلبية.. الموقف الآن فى مصرنا يدخل منعطف الله أعلم به، لكن كلى يقين بأن «المواطنة» نهايتها قادمة من خلال صناديق الانتخاب، لذا رأيت من الآن أن أنعى «المواطنة» من خلال عمودكم «وياكم» وإليكم النعى: نعى واجب.. تنعى جموع المحبين لله والوطن، المسلمين والأقباط والتيارات الليبرالية الحقيقية المواطنة التى وافتها المنية إثر صراع طويل ومرير مع الفساد والتعصب والفقيدة كريمة كل من المرحوم الدستور والمرحومة دولة سيادة القانون وشقيقة كل من «المساواة» و«عدم التمييز» وقريبة العدالة والحرية والتسامح والمحبة والسلام. والفقيدة الابنة الروحية للديمقراطية وشعيت الجنازه من ميدان 25 يناير - التحرير تلغرافيا - شعب مصر الحر - ج.م.ع ■ المختصر المفيد: عجيب أمر الذين يكرهون الحياة ولا يفكرون إلا فى الموت. [email protected]
