للعام الثانى والخمسين على التوالى ومنذ انضمامه لعضوية نادى المهرجانات العشرة الكبار فى العالم انطلقت فعاليات مهرجان سالونيك الدولى الذى يقام سنويا فى عاصمة الإقليم المقدونى. يتنافس هذا العام على جوائز المسابقة الرسمية 15 فيلما من ألمانيا وفرنسا والمكسيك وأمريكا وتركيا وكندا وبالطبع اليونان من إنتاج 2011، حيث تعطى سمعة المهرجان وأهميته الفرصة أمام صناع الأفلام لانتظاره لعرض أفلامهم فى عروض عالمية أولى، خصوصاً أن المهرجان يقام فى الربع الأخير من العام بعد مهرجانات «برلين» و«كان» و«فينسيا»، لكن ميزة «سالونيك» أن الأفلام التى تنجز فى حيز العام نفسه تتمكن من اللحاق بالعرض العالمى الأول فى نفس السنة التى أنتجت فيها. إلى جانب المسابقة الرسمية هناك أقسام تضم 4 محافل سينمائية دولية ومحلية مهمة هى قسم «آفاق جديدة» الذى يتنافس فيه 45 فيلما من أنحاء العالم ، ولكن التركيز الأساسى فى اختيارها يتم من خلال التقسيم الجغرافى الذى يعطى الأولوية لأفلام جنوب غرب ووسط أوروبا ثم منطقة البحر المتوسط، فالعالم بأجمعه، وإلى جانبه هناك قسم «نظرة خاصة للآفاق الجديدة» وهو قسم جديد نسبياً، ويضم هذا العام 9 افلام أبرزها الإيرانى «وداعاً» لمحمد رسولوف والروسى »إيلينا» للمخرج «أندريا زفياجنتزف». ثم تأتى مسابقة أفلام البلقان التى تعتبر أحد أهم مسابقات المنطقة، وتضم هذا العام 10 أفلام من اليونان وصربيا ورومانيا وتركيا وألبانيا حيث يضم المهرجان ثلاثة قطاعات سينمائية مختلفة فهى دولى إقليمى محلى، وذلك من خلال مسابقة الأفلام اليونانية السنوية التى تعتبر أشبه بالمهرجان القومى فى مصر، ولكن دولية المهرجان وإقليميته فى نفس الوقت تعطى لمجموعة الأفلام اليونانية الطويلة والقصيرة المشاركة تغطية جيدة من قبل الصحافة الدولية وضيوف المهرجان وهى ميزة مهمة أن تقام فعالية محلية ضمن مهرجان دولى واسع النطاق على عكس ما كنا نقوم به فى مصر من عزل المهرجان القومى عن أى فعالية دولية، مما يحرم صناع أفلامنا من التقييم الدولى أو حتى التواجد على الساحة الدولية بشكل أو بآخر. يقام على هامش هذه الدورة 4 معارض تصوير فوتوغرافية وهو نشاط سنوى يعكس تلك النظرة الشاملة لطبيعة تداخل الفنون وامتزاجها، ويسمح لرواد المهرجان وضيوفه بممارسة نشاطات فنية وثقافية موازية تخرج من الأفق الوحيد لأى مهرجان وهو عروض الأفلام. أما بالنسبة لصناعة السينما فإن سوق «الأجورا» الدولى، أحد أهم أسواق الافلام فى أوروبا، يضم هذا العام 250 فيلماً تعرض عبر أسبوع كامل فى مكتبة الأفلام السمع بصرية، بالإضافة إلى 17 فيلماً فى قسم «الطرق المتقاطعة»، وهو القسم المعنى بدعم مشاريع الإنتاج المشترك، و10 أفلام فى قسم مشاريع أفلام فى طور الإنجاز والمعنى بتقديم مشاريع تبحث عن تمويل لاستكمال إنتاجها. يمنح المهرجان 3 جوائز أساسية فى كل مسابقة من مسابقات الأقسام وهى «الإسكندر الذهبية» وقدرها 20 ألف يورو، و«الإسكندر «الفضية» 10 آلاف يورو، وجائزة «لجنة التحكيم الخاصة» 5 آلاف يورو، وتغيب مصر هذا العام عن المشاركة فى المهرجان، وذلك بعد مشاركتها عامين متتاليين من خلال فيلمى «هليوبوليس» و«ميكروفون» للمخرج أحمد عبدالله وعضوية لجنة التحكيم للناقد الكبير سمير فريد. أما المنطقة العربية فتشارك المغرب ب«على الحافة» لليلى كيلانى فى قسم «آفاق جديدة»، ولبنان والإمارات بفيلم «طيب خلص يالا» لرانيا عاطف ودنيال جارسيا ، وفيلم «بيروت هولدم» للبنانى ميشيل كمون والأردنى محمد الحشكى بفيلم «آباء ملونين» والجزائرى عكاشة تويتا بفيلم «فتح الأخيار» وجميعهم فى قسم «الطرق المتقاطعة» لمشاريع الإنتاج الدولى المشترك. وتتلون دورة هذا العام بصبغة أمريكية تتمثل فى فيلمى الافتتاح والختام، ففى الافتتاح يعرض «الأحفاد» بطولة جورج كلونى وإخراج «ألكسندر باى» الحاصل على الأوسكار عن فيلمه الشهير «الطرق الجانبية»، والذى يكرمه المهرجان هذا العام عن مجموع أفلامه، أما الختام فيعرض «مارتا مارسى مايو مارلين» للمخرج الشاب «شين دراكن» فى عرضه العالمى الأول، ويترأس لجنة تحكيم المسابقة الدولية السينمائى الأمريكى «لورانس كاردش» المنسق الأساسى بقسم السينما والإعلام بمتحف نيويورك للفن الحديث.