هل تجبر حكومة الولايات المتحدة فيسبوك على بيع إنستجرام وواتساب؟

رفعت لجنة التجارة الفيدرالية الأمريكية و48 مدعيًا عامًا في الولايات المتحدة دعاوى قضائية كبرى ضد فيسبوك تقول إن عملاق وسائل التواصل الاجتماعي هو محتكر تؤذي ممارساته المناهضة للمنافسة الأمريكيين.
والدعوي القضائية التي أعقبت أكثر من عام من التحقيقات، تمثل أكبر تحدٍ يواجه فيسبوك لمكافحة الاحتكار. وكلا الدعوتين يدعو بشكل أساسي إلى تفكيك فيسبوك عن طريق إجباره على التراجع عن عمليات الاستحواذ على إنستجرام وواتساب، والتي تضم معًا مليارات المستخدمين.
ووفقا لموقع Vox تزعم الدعاوى القضائية أن مثل هذا الإجراء قد يكون ضروريًا لأن فيسبوك قد سحق منافسيه وحقق الهيمنة من خلال شراء منافسين محتملين، وأن هذا يحد من خيارات المستهلكين الأمريكيين ويقلل من وصولهم إلى حماية الخصوصية.
وقالت المدعي العام في نيويورك، ليتيسيا جيمس، التي قادت الدعوى القضائية للصحفيين: «لقد خنقوا الابتكار، وأضعفوا حماية الخصوصية لملايين الأمريكيين».
وأضافت: «لا ينبغي لأي شركة أن تتمتع بهذه القوة غير الخاضعة للرقابة على معلوماتنا الشخصية وتفاعلاتنا الاجتماعية.»
في تغريدة يوم الأربعاء بعد الإعلان عن الدعاوى القضائية، رفض فيسبوك مزاعمهم، مؤكداً أن لجنة التجارة الفيدرالية (FTC) قد وافقت على الاستحواذ على واتساب وإنستغرام منذ سنوات. وغرّدت الشركة بعد الإعلان عن الدعاوى: «نحن نراجع الشكاوى وسيكون لدينا المزيد لنقوله قريبًا».
وأوضحت: «بعد سنوات من إجازة لجنة التجارة الفيدرالية (FTC) لعمليات الاستحواذ الخاصة بنا، تريد الحكومة الآن إنهاء العمل دون أي اعتبار لتأثير تلك السابقة على مجتمع الأعمال الأوسع أو الأشخاص الذين يختارون منتجاتنا كل يوم.»
وفي منشور مدونة نُشر لاحقًا، جادلت الشركة أيضًا بأنها تواجه منافسة على الإنفاق الإعلاني من منصات أخرى مثل جوجل وتيك توك.
تقول دعوى: «منذ ما يقرب من عقد من الزمان، كان لدى فيسبوك قوة احتكارية في سوق الشبكات الاجتماعية الشخصية في الولايات المتحدة». وأضافت «يحتفظ فيسبوك بشكل غير قانوني بهذه القوة الاحتكارية من خلال نشر استراتيجية الشراء أو أحباط المنافسة وتضر بالمستخدمين والمعلنين.»
ولا يكتفي فيسبوك بجذب المستخدمين والاحتفاظ بهم من خلال المنافسة على المزايا، فقد حافظ فيسبوك على مكانته الاحتكارية من خلال شراء الشركات التي تمثل تهديدات تنافسية وفرض سياسات تقييدية تعوق بشكل غير مبرر إعاقة المنافسين الفعليين أو المحتملين الذين لا يمتلكهم فيسبوك أو لا يستطيع الحصول عليهم.
وتشير الكثير من الأدلة في القضايا إلى تعليقات من كبار المديرين التنفيذيين في الشركة، بما في ذلك الرئيس التنفيذي مارك زوكربيرج، كدليل على أن فيسبوك مناهض للمنافسة عن قصد. وعلى سبيل المثال، تستشهد دعوي لجنة التجارة الفيدرالية برسالة بريد إلكتروني أرسلها زوكربيرج إلى زميل له في اليوم الذي أعلن فيه فيسبوك أنه يشتري إنستغرام: «أتذكر مشاركتك الداخلية حول كيف كان إنستغرام يمثل تهديدا لنا وليس +Google، كنت على حق في الأساس.
وتطالب كل من الدعوتين بأن عملاق وسائل التواصل الاجتماعي يجب أن يفكك نفسه. لكن هناك تعقيد حيث يواصل فيسبوك ربط وتشابك تطبيقاته، مما يجعل فصلها أكثر صعوبة إذا وصل إلى هذه النقطة. وقال خبراء لموقع اخبار التكنولوجيا «Recode» أن البيع القسري هو بالتأكيد احتمال. وكما يشيرون إلى أن الضغط من أجل تنظيم أكثر صرامة لعمالقة التكنولوجيا لن يختفي عندما يتولى الرئيس المنتخب جو بايدن منصبه في عام 2021.
وجدير بالذكر ان القضايا تركز بشكل خاص على استحواذ فيسبوك على إنستغرام، وهو تطبيق لمشاركة الصور اشتراه مقابل مليار دولار في عام 2012، وتطبيق المراسلة العالمي واتساب، الذي اشتراه مقابل 19 مليار دولار في عام 2014. وتزعم الدعاوى أن فيسبوك اعتمد على عمليات الاستحواذ لتصبح احتكارًا، مما يمنحه القدرة على سحق المنافسين.