أُقيمت اليوم الاثنين الجلسة الحوارية للمخرج الروسي ألكسندر سوكوروف، رئيس التحكيم بمهرجان القاهرة السينمائي الدولي بدورته ال42، ضمن فعاليات النسخة الثالثة من أيام القاهرة لصناعة السينما، ويدير الحوار لوران دانييلو المدير الإداري لشركة ريزو فيلم إنترناشونال. وقال المخرج ألكسندر سوكوروف إنه يعلم أن العرب يفعلون كل شيء بمجال السينما بأيديهم وفكرهم ويحاولون الوصول لأفضل التقنيات العالمية من خلال مواهبهم، مشيرًا أن الأمور الدينية والثقافية لم تعيق المواهب العربية لذلك بالشرق الأوسط معلوم عنهم أنهم يفعلون كل ما يريدوا بأيديهم. وأضاف أن السينما لم يزيد عمرها عن 100 عام بالعالم أجمع، ولكن خلال هذه السنوات لم يقدم العالم سوى 15 أو 20 فيلمًا تُعتبر أفلامًا. وأوضح أن الأفلام التي يقدمها العالم يجب أن تقدم فكرة أو نصيحة للجمهور ولكن يجب أن تكون بفنيه وموهبة لوصول الرسالة إلى المشاهد. وتحدث ألكسندر أيضا عن باقي الأفلام التي تملأ العالم قائلا: لقد قلت إن العالم لم يقدم حتى الآن سواء 20 فيلم حقيقي يعتبر من الفن الصحيح، أما عن باقي الأفلام التي تقدم تعتبر فضاء للسينما وهذا الاسم هو الأنسب لتلك الأفلام. وتابع: «صانع السينما لم يختار محل ميلادة لذلك عندما يخرج صانع سينما من مكان ولكن بموهبة وفكر غير مصطنع أو متكرر فهذا هو صانع السينما الحقيقي الذي يبحث عن مادة لعرضها للجمهور وليس أي عمل للشهرة». وعن صناعة السينما بالدول الأوربية قال: الأوروبيون أو المنتجون الاوروبيون يقولون لصناع السينما يجب ان تعرض شغلك لكل الناس، لأن السينما في أوروبا بالطلب، مثال على ذلك يقوم الزبون بأحد المطاعم بطلب احد أصناف الطعام والنادل الذي يعمل بالمطاعم كل ما عليه تقديم الطعام المطلوب. وأضاف: «هكذا هي السينما بأوروبا ليست موهبه هي طلب تقديم عمل ما، لذلك يجب دراسة الإبداع هناك ولكن لا يحدث ذلك وكل الموضوعات متشابها». وتابع: «ولماذا السينما مستقلة، السينما تعود لأكثر من 100 سنة، ولكن ليس لها مفعول الفنون الاخر لأن هناك الكثير من النجوم ولكن قليل من العظماء، بينما يوجد 1000 كاتب 1000 رسام، اذا لماذا كل هذه الأعداد من الأفلام». وتحدث أيضا عن دخوله مجال صناعة السينما قائلا: «لقد دخلت هذا العالم بالصدفة، وأصبحت صانع من صناع السينما، وكنت اقول لنفسي لقد وقعت في مستنقع ولا احب ان اوصف السينما بهذا الشكل ولكن يوجد العديد من المخاطر في قاع المستنقع ويوجد مشاكل كثير قابلتني، ولكني احب هذا المجال من قلبي». وكشف ألكسندر عن طريقة التعامل مع الفنانين وصناع العمل قائلا: انا اساعد كل من يعتقد انه فنان، ويمكنني ان اترك الممثل يصرخ ويفعل ما يريد ولا امنع احد من فعل ما يريده، ولكن في النهاية المونتاج هو الذي يخرج الصحيح انا ام الممثل لأني أثق في الشخص والذي يقدمه واحب كل من يعمل معي ولا اريد من احد ان يره تحكمي بصناعة العمل. وعلق ألكسندر على صناعة السينما والفن: من أهم الصناعات الفنية الرسم والألوان هي عالم الرسم، وانا كصانع سينما يجب أن أكون ملهم بكل شيء من الفنون الأخرى، لذلك أعلم أن الفنان هو الملهم لصناعة الفيلم. وتابع «أنا أحب الألوان وأعشق الألوان الصحية وأعشق الألوان العربية لأن لديهم خبرة كبير بفن الألوان، وكذلك في إيران والعالم العربي، وأحب ما يفعله بالسجاد الإيراني يبدعون بالألوان وهم سيدات لم يتعلم احد منهم فن الألوان أو الرسم، لذلك يمكنك أن تراء الإبداع الحقيقي من خلال هؤلاء النساء». وأضاف: «الاخراج امر في غاية البساطة، والمخرج يجب أن يكون مبدع ومواهب، ويجب أن يصنع نفسه لأنه خلال أفلاما يجب أن يذهب إلى فكرة هو ولا يقوم بأفكار الآخرين لإظهار الرسالة كاملة بدون تشويه»، موضحًا أنه يوجد العديد من الخريجين الذين يذهبن خلف الأموال والشهرة وهذا شيء غير مهني أو فني«. واختتم: «رسالة شكر إلى مهرجان القاهرة السينمائي، والذي استضافني هذه السنة كرئيس لجنة تحكيم المهرجان، وسعيد بتواجدي معكم لكي أعطيكم رسالتي وخبراتي من خلال الإخراج».
