قالت إدارة سجن طره شديدة الحراسة «العقرب» بالمنطقة المركزية بطره، إن السجين عصام علي عطا شلبي، 23 سنة، المحكوم عليه عسكرياً بالسجن عامين، لفظ أنفاسه الأخيرة نتيجة تناول أمبول يرجح أن به مواد مخدرة. وأضافت أن السجين، زارته والدته أنعام حسن راغب وخطيبته آية شعبان حسن، يوم 25 أكتوبر الجاري، وعقب انتهاء من الزيارة، شعر بحالة إعياء وقيء شديد، وتم توقيع الكشف الطبي عليه وتحويله إلى مستشفى المنيل، وتوفي هناك، فيما اتهمت أسرته إدارة السجن بتعذيبه، عندما حاول تهريب شريحة هاتف ليتصل بأهله من داخل السجن. وقالت مصادر طبية داخل مستشفى المنيل الجامعي، إن التقرير المبدئي، يشير إلى أن الوفاة ناتجة عن قئ دموي حاد أدى لهبوط حاد في الدورة الدموية، وتوقف عضلة القلب نتيجة تسمم «غير معروف»، وهو ما تم إثباته في المحضر رقم 5537 إداري مصر القديمة. وأمرت نيابة مصر القديمة بندب أحد الأطباء الشرعيين لتشريح جثة عصام علي عطا، الذي توفي مساء الخميس، على أن يدفن بعد التشريح وموافاة النيابة بالتقرير الطبي، تولي طبيب شرعي عملية التشريح، داخل مشرحة زينهم. وقالت مصادر أمنية في قطاع السجون، إن عصام عطا، شعر بحالة قئ وإعياء شديد، وتم ندب طبيب السجن، الذي وقَع الكشف الطبي عليه، وإعطاؤه حقنة، إلا أن حالته لم تستقر، فتم تحويله إلى مستشفى المنيل الجامعي، وتحديدا في قسم السموم، بعد أن حررت إدارة السجن محضرا، واستمعت إلى سجين كان معه في الزيارة يدعي سيد أحمد عثمان، الذي أكد أنه شاهده يبتلع أمبول به مواد مخدرة، كما استمعت إلى أقوال سجينين آخرين هما أحمد السيد أحمد ومحمد علي السيد، اللذان أكدا أنه أصيب بحالة قيء شديدة، عقب انتهائه من الزيارة. وأضافت المصادر الأمنية، أنه تم فحص صحيفة الحالة الجنائية التي تبين منها أنه محكوم عليه في القضية 723 لسنة 2011 عسكرية، بالسجن سنتين، وسبق اتهامه في القضية 338 لسنة 2010 جنح المقطم سلاح دون ترخيص و1480 لسنة 2004 جنايات أحداث الخليفة تسهيل ترويج مواد مخدرة. «المصري اليوم» انتقلت إلى مشرحة زينهم، حيث تجمع العشرات من أهالي السجين، في انتظار تقرير الطب الشرعي عن حالة الضحية، وأصيبت والدته عليه بحالة إغماء، وفقدت شقيقته الوعي وحاول الجميع إفاقتهما، أما الأخ الأكبر للضحية فتماسك وبدأ يروي قصة شقيقه عصام مع الموت. قال شقيقه محمد عطا: «عصام يبلغ من العمر 24 سنة، ويعمل سروجي سيارات، وغير مرتبط بأي فتاة بسبب ظروفه المادية السيئة، وكان يقف أمام مساكن المقطم واتهموه بالاستيلاء على شقه هناك، وألقت القوات المسلحة القبض عليه وتمت محاكمته عسكريا. وأضاف: «لم نستطع زيارته منذ 3 شهور بسبب ظروفنا المادية الصعبة، واتصل بنا عصام منذ أيام وأبلغنا أنه يتعرض للضرب داخل سجن طره، وأنه مديون لشخص ويحتاج إلي سجائر لأنها وسيلة التعامل داخل السجن في كل شيء». وأضاف شقيق المجني عليه أن والدته تمكنت من زيارته قبل الواقعة وأن قيادة داخل السجن أخرجتها بعد لقاء لم يستمر سوى دقائق مع عصام، ولحظات من خروجها سمعت أصوات استغاثة من ابنها يؤكد أنه يتعرض للتعذيب. وأشار محمد إلى أن شقيقه طلب من والدته شريحة موبايل «كي يتصل ليخبرنا عن حالته واحتياجاته، وبالفعل زرناه وأعطيناه الشريحة التى طلبها، وأبلغ عنه سجين فقام أحد الضباط بالتعدي عليه بالضرب كي يحصل على الشريحة منه ووضع في فمه خراطيم مياه بها مسحوق غسيل، حتى سقط على الأرض مغشيا عليه فتجمهر السجناء وطالبوا القيادات بنقله إلى المستشفى». وأوضح شقيق المجني عليه أن إدارة السجن نقلت شقيقه إلى مستشفى قصر العيني جثة هامدة وأن الإدارة لم تخبرهم حتى الآن بوفاة شقيقه وأنهم علموا بالخبر من أصحابه داخل السجن.