أرى أن كل إنسان منا بداخل قلبه وعقله مناطق مختلفة تختلف درجة خصوصيتها على حسب كل شخصية وعندما نتواصل مع بعض ..كل شخصية تسمح بدخول الأخر في المنطقة المتاحة له وكلا على حسب درجة قربة .. وهناك أماكن محظورة غير متاحة لأي شخص وهذا لأهميتها وقيمتها وخصوصيتها وحساسيتها .. لذلك هي محاطة بأجهزة إنذار وليزر منعا لاختراقها من أي شخصية متطفلة ... لكن من واقعنا نعرف أننا في كثير من الأحيان نخترق تلك المناطق عند الأخر بقصد أو بدون قصد ..وتكمن المشكلة أن عندما يخترق تلك المناطق شخص ما وتصرخ كل أجهزة الإنذار لا يسمعها المخترق بل يسمعها صاحب القلب والعقل فقط وترهقه وتوتره تلك الأصوات المزعجة بداخله ...ومن اخترق لا يشعر ولا يفهم ... ممكن يفهم عندما يأخذ الأخر قرار ... وممكن لا يفهم لماذا الأخر {رزعه قرار زى ده } ويندهش ويقول في نفسه {إيه القرار ده .. ليه إيه اللي حصل لكل ده صحيح مخه على قده } لاء يا حبيبي أنت اللي مفترى ومخترق واخترقت منطقة حساسة عنده دون سابق إنذار ...لذلك علينا الانتباه عند تجولنا بداخل الأخر لكي لا نسبب له الم ... ولو حدث دون قصد بسبب فقدنا للرؤية بداخله علينا قبل التحرك كم خطوة غير محسوبة عواقبها علينا سؤاله وإعلامه أننا فقدنا رؤيته للحظات وذلك أفضل بكثير من خطوات غير محسوبة ... ولو حدث علينا أن نترك للأخر مساحه يصلح ما حدث بداخله .. مهم جدا أن ندرك أن الاختراق بداخل العقل اقل ضررا من الاختراق داخل القلب لأنه يترك ألما أكثر... بصفة عامة العقل أقوى يطرد سريعا ويصلح أسرع أما القلب يحتاج وقت للتخلص من آلامه ... لذلك ليتنا نتأنى في خطواتنا عندما يثق بنا الأخر ويسمح لنا بالتجول بداخله .... بقلم منار سناء