المؤتمر الدولى للصحافة الاستقصائية يشيد بتجربة «المصري اليوم»

فى حدث صحفى استثنائى، تجمع أكثر من 400 صحفى حول العالم فى العاصمة الأوكرانية كييف، لحضور المؤتمر الدولى للصحافة الاستقصائية الذى انتهت أعماله يوم 16 أكتوبر الجارى، وكانت ««المصرى اليوم»» هى الصحيفة المصرية الوحيدة الممثلة لمصر فى جلسات المؤتمر الذى حضرته وفود من جميع أنحاء العالم، مثلت الصحف ووسائل الإعلام العالمية الكبرى، ويهدف إلى تعظيم دور الصحافة فى كشف الفساد وخدمة المجتمع.
تركزت نقاشات المؤتمر على عرض التجارب الصحفية التى أثارت ردود فعل إيجابية فى مختلف دول العالم، وبحث ظروف عمل الصحفيين الاستقصائيين فى مناطق الحروب وسبل استفادتهم من قواعد المعلومات والإنترنت فى الحصول على وثائق ومستندات تساعد فى كشف الفساد والجريمة المنظمة، وأبدى المنظمون اهتماما كبيرا بدور صحافة البحث والتقصى فى ظروف الثورات خاصة ما يشهده الربيع العربى، وفى القلب منه مصر التى حظيت بجلستين لمناقشة بيئتها الصحفية بعد الثورة.
تحدث الزميل هانى شكرالله، رئيس تحرير بوابة الأهرام الإلكترونية، عن التحول الذى تشهده مصر، ومخاطر انزلاق الصحافة القومية إلى التحريض ضد الأقليات، مستشهدا بموقف التليفزيون المصرى والصحف المملوكة للدولة فى أحداث ماسبيرو، واعتبر «شكرالله» أن الصحافة فى مصر تحتاج إلى وضع مدونة سلوك وأخلاقيات لمواجهة تدفق المعلومات، واعتبر أن الفترة الحالية تعتبر ذهبية لتفعيل دور الصحافة الاستقصائية فى كشف ما وصفه ب«جرائم النظام السابق»، وأشاد بتجربة وحدة الصحافة الاستقصائية التى بادرت «المصرى اليوم» بتشكيلها قبل عامين، وقال: «باستثناء هذه التجربة، لا أعرف جهدا صحفيا استقصائيا منظما تقوم به الصحافة المصرية»،
وفى جلسة خاصة تحت عنوان «البحث عن أموال الديكتاتوريات»، عرض الزميلان على زلط وعبدالرحمن شلبى تفاصيل تحقيقهما الاستقصائى بشأن إمبراطورية رجل الأعمال المصرى حسين سالم، المقرب من الرئيس المخلوع حسنى مبارك، وشهدت الجلسة مناقشات ساخنة بشأن التحقيق الذى أثار ردود فعل واسعة بين الحاضرين بالمؤتمر، وامتدح بول رادو، مدير مشروع «الكتابة من أجل محاربة الفساد والجريمة المنظمة»، الحاصل على جائزة «دانيال بيرل»، نتائج التحقيق، واعتبره مارك هنتر، الصحفى الأمريكى المخضرم، أستاذ الصحافة الاستقصائية، نموذجا للعمل الصحفى الناجح، وأشادت رنا الصباغ، المدير التنفيذى لشبكة «إعلاميون عرب من أجل صحافة استقصائية (أريج)»، بتجربة ««المصرى اليوم»» فى التعاون مع الشبكة لإنجاز تحقيقات مفيدة للمجتمع.
وتحدث الزميلان عن الادوات التى استخدمت فى التحقيق للحصول على المعلومات، وكيفية الحصول على المستندات من مواقع إنترنت عالمية كبرى متخصصة فى بيع السجلات التجارية وتتبع الشركات، وعرضا تجربتهما فى استخدام الشبكات الاجتماعية والمالية للحصول على المعلومات عن الشركات المخفية لشركات ال«أوف شور».
وكشف الزميلان عن حصولهما على مستندات من البورصة المصرية، والسجلات التجارية وهيئة الاستثمار، بخلاف عمل مقارنة وربط المستندات العالمية بالمحلية لكشف عمليات تهريب الأموال التى قام بها حسين سالم، والطرق التى استخدمها لنقل ثرواته إلى شركته فى سويسرا «ماسكا أى إس» التى تعد أكبر أذرعه الاستثمارية، بخلاف شركة «مديتريان جاز بايب لاين ليمتد» التى تمتلك الحصة الأكبر من شركة تصدير الغاز لإسرائيل، ومقرها جزر العذارى البريطانية فى البحر الكاريبى.
وأكد الزميلان أنهما بدأ العمل فى أعقاب الثورة المصرية للبحث عن رؤوس الأموال المهربة وكيفية تتبعها، لكشف الجرائم المنظمة، التى ارتكبت خلال النظام السابق والتى استخدم فيها مسؤولون سابقون ومقربون منهم شركات خارجية مؤسسة بنظام «الأوف شور«، لتهريب الأموال بشكل مشروع.
وأشار الزميلان إلى أن الأوراق التى حصلا عليها تكشف الكثير من المخالفات التى ارتكبت، منها قيام حسين سالم بتنفيذ صفقات بالبورصة أثناء إغلاقها فى يوم الجمعة، بخلاف تأسيسه مجموعة شركات بهدف إخفاء الأموال، وقيامه بتغيير أعضاء مجالس إدارة شركاته ومسؤولى الإدارة كل فترة بما يؤدى إلى صعوبة تتبعها.
وشهدت الجلسات الأخرى للمؤتمر الذى استمر 4 أيام، عدة إشادات بجريدة «المصرى اليوم» من حيث دقتها، وجودة التحقيقات التى صنعتها، منها تحقيق اللانشون المسرطن، والملابس المسرطنة، وتهريب عناصر من حماس وحزب الله فى أعقاب الثورة من السجون المصرية، وتهريب السيارات عبر ثلاث دول عربية ليبيا ومصر وغزة.
وفى الجلسة الختامية للمؤتمر، تحدث علاء الغطريفى، رئيس قسم التحقيقات ل«المصرى اليوم» عن تجربة الجريدة فى التحقيقات الاستقصائية، التى أنتجت قصصا كشفت عن الفساد والإهمال الحكومى وتفاصيل مسكوت عنها فى الشأن السياسى المصرى، موضحاً أن التحقيقات الاستقصائية فى «المصرى اليوم» حدثت لها طفرة كبيرة فى العام الأخير، حيث لم تقتصر على موضوعات الصحة والبيئة، بل امتدت إلى الشأن السياسى وتعقب أموال رموز النظام السابق.
ويعقد المؤتمر العالمى للصحافة الاستقصائية مرة كل عامين، وتتم دعوة وفود من جميع دول العالم تمثل الصحف التى صنعت تحقيقات استقصائية تتميز بالدقة والموضوعية، ولها طابع عالمى، وتساهم فى كشف الفساد.
كانت إدارة المؤتمر قد اختارت وفدا من جريدة «المصرى اليوم» لحضور المؤتمر بصفتها صاحبة العديد من التحقيقات الاستقصائية، ضم علاء الغطريفى، رئيس قسم التحقيقات، وهشام علام، والزميلين عبدالرحمن شلبى وعلى زلط، إلى جانب إيهاب الزلاقى، مدير التحرير، بصفته مدرباً بمؤسسة «إعلاميون عرب من أجل صحافة استقصائية (أريج)»، وتعتبر هذه هى المرة الثانية التى تنفرد فيها «المصرى اليوم» بتمثيل مصر فى المؤتمر الدولى المهم، حيث تحدث الزميلان هشام علام ودارين فرغلى من وحدة التحقيقات الاستقصائية فى «المصرى اليوم» إلى المؤتمر السابق الذى عقد فى العاصمة السويسرية جنيف فى 2010.