الاستديوهات الكبرى تؤجل أفلامها إلى 2021 و2022.. «كورونا» يواصل ضرباته إلى هوليوود: «لا تراجع ولا استسلام»

يبدو أنه لا بارقة أمل حتى الآن أمام صناع السينما ومسؤولى دور العرض السينمائية فى واحدة من قلاع صناعة الترفيه فى العالم، هوليوود، التى تبدو الحالة السينمائية فيها تسير إلى مزيد من التعقيد والتخبط، فبعد أيام قليلة من إعلان الشركة المنتجة لفيلم «جيمس بوند» الجديد No time to die «لا وقت للموت»، بطولة «دانييل كريج» عن طرحه فى نوفمبر المقبل، تم الإعلان عن تأجيل طرحه بدور العرض السينمائية فى الولايات المتحدة إلى إبريل 2021
توالت تأجيلات عدد من الأفلام أو التلويح بعرضها عبر المنصات الرقمية، مع الاستعداد لإغلاق ما يقرب من 540 دار عرض تتبع «Cineworld» اتحاد الموزعين المعروف ب«ساينوورلد» فى الولايات المتحدة وبريطانيا، لتصيب لعنة تأجيل فيلم «جيمس بوند» عددا آخرا من الأفلام فى دائرة التأجيل إلى نهاية العام أو العام المقبل 2021 رغم أنه كان من المقرر أن تطرح بدور العرض السينمائية فى أمريكا الشمالية خلال أيام.
وأعلن الحساب الرسمى ل«ساينوورلد» عبر موقع «تويتر» عن التفكير فى غلق الصالات السينمائية التابعة له فى الولايات المتحدة وبريطانيا لحين استقرار الأمور وعودة الحياة لطبيعتها، ورغم أن مسؤولى «ساينوورلد سينماز» لم يعلنوا عن موعد إعادة افتتاح الصالات السينمائية التابعة لهما، فإنه يتوقع أن تظل مغلقة حتى 2021.
وكان مقررا عرض الجزء الجديد من سلسلة «جيمس بوند» فى 20 نوفمبر المقبل، بالولايات المتحدة، ويوم 12 نوفمبر المقبل فى بريطانيا، وهو موعد ثان لعرض الفيلم الذى كان مقررا طرحه فى إبريل الماضى وتم تأجيله بسبب فيروس كورونا وغلق الصالات السينمائية، إلا أنه تم تأجيله إلى إبريل 2021، ما دفع شركة أخرى هى «وارنر برازرز» لتأجيل فيلم الخيال والكوميديا السوداء الجديد «الساحرات»The witches بطولة «آن هاثاواى» و«أوليفيا سبنسر».
الفيلم وهو إعادة إنتاج لفيلم قدمته «أنجيليكا هيوستن» عن رواية للكاتب «رولد دال» كان مقررًا منافسته فى موسم الهالوين وطرحه فى 9 أكتوبر الجارى، حيث سيجرى طرحه عبر إحدى المنصات التابعة لشركةWarnerMedia، وسيعرض الفيلم عالميًّا فى موعده المقرر 22 أكتوبر الجارى خارج الولايات المتحدة.
طرح أفلام كبرى عبر المنصات والشبكات المدفوعة بعيدا عن دور العرض السينمائية بسبب جائحة كورونا، كان قد أصاب فيلما كبيرا آخر هو «مولان» الذى طرحته «ديزنى» عبر منصتها «ديزني+بلس» مع عرضه خارج الولايات المتحدة بالصالات السينمائية.
كما تم الإعلان هذا الأسبوع عن تأجيل 3 أفلام ضخمة كان يتوقع طرحها بنهاية العام أو فى صيف 2021، فى انتكاسة جديدة لصناعة الترفيه التى تضررت من إغلاق دور العرض السينمائية وتأجيل الأفلام الكبرى بسبب فيروس كوفيد-19 وإجراءات التباعد الاجتماعى التى تسببت فى إغلاق دور العرض فى جميع أنحاء العالم، ومع إعادة افتتاحها واجهت العزوف الجماهيرى عن الحضور خوفًا من الإصابة بفيروس كورونا، حيث ذكرت شركة وورنر براذرز أنها ستؤجل عرض فيلم «دون»،DUNE، وهو فيلم خيال علمى للمخرج الكندى دينيس فيلنوف، فى أكتوبر 2021 بدلًا من ديسمبر المقبل، كما تأجل طرح الجزء الرابع من سلسلة «ماتريكس» بطولة «كيانو ريفز »الذى يعود إلى تقديم شخصية «نوا» التى اشتهر بها فى سلسلة الخيال العلمى الشهيرة.
وتأجل عرض فيلم «الرجل الوطواط» the batman بطولة روبرت باتينسون إلى ربيع 2022 بدلًا من أكتوبر 2021، ويجرى تأجيل عرض الأفلام حتى بعد تخفيف القيود وإعادة افتتاح دور العرض السينمائية، حيث لا يزال الجمهور يشعر بالقلق من دخول قاعات السينما، بينما لا تزال العديد من دور العرض مغلقة.
حتى الآن الفيلم الوحيد ذو الميزانية الضخمة الذى عرض بدور العرض السينمائية هو «تينيت» للمخرج كريستوفر نولان، والذى تم طرحه الشهر الماضى وحقق فى الولايات المتحدة 50 مليون دولار فقط، رغم أن تكلفته 200 مليون دولار، وحقق عالميا 300 مليون دولار، لكنه يواجه عزوفا جماهيريا وتخوفا وهو ما كان سببًا فى تخوف الشركة المنتجة لفيلم «جيمس بوند» أن يصيبه ما نال «تينيت» TENET، خاصة أن الإيرادات التى تأملها الشركة المنتجة ل«جيمس بوند» لا تقل عن مليار دولار، وهوما يصعب تحقيقه فى ظل جائحة كورونا، وعزوف الجمهور الأمريكى عن التواجد بدور العرض السينمائية خاصة مع إعلان الرئيس الأمريكى دونالد ترامب وزوجته ميلانيا ترامب إصابتهما بفيروس كورونا مؤخرا، إلى جانب نية اتحاد الموزعين «ساينوورلد» غلق 564 صالة سينمائية لتقليل الخسائر المتواصلة من الغياب الجماهيرى وغياب الأفلام الكبيرة والجاذبة للجمهور.
وسبق أن أجلت شركات كبرى أفلاما فى بداية الجائحة للعرض فى 2021، مثل WONDER WOMAN، وBLACK WIDOW، كما تطرح الأجزاء الجديدة من سلسلة «AVATAR» وفقا لما أعلن عنه مخرجه «جيمس كاميرون» فى أعوام 2022 و2024 و2026 و2028، وقال «كاميرون» إن جائحة كورونا كانت السبب فى تعطيل تصوير الفيلم 6 أشهر، ومع استئناف التصوير فى نيوزيلندا فى يونيو الماضى ساهم ذلك فى إنهاء تصوير 90% من الجزأين الثانى والثالث.
وشهدت هوليوود قبل أيام توجيه ما يزيد على 70 من المخرجين والمنتجين وصناع السينما رسالة إلى زعماء مجلسى الشيوخ والنواب الأمريكيين للمطالبة بتوجيه تمويل لدعم دور العرض السينمائية والعالمية بعد تضررهم من جائحة كورونا، مشيرين إلى أن الجائحة وجهت ضربة قاسية لدور العرض السينمائى والتى «قد لا تنجو من تأثير الجائحة» إذا لم تحصل على تمويل.
ووقع على الرسالة أكثر من 70 مخرجا ومنتجا إضافة إلى الجمعية الوطنية لأصحاب دور العرض ونقابة المخرجين الأمريكيين وجمعية الأفلام.
وأجبرت الجائحة دور العرض السينمائية على إغلاق أبوابها فى منتصف مارس الماضى، وعاودت سلاسل كبيرة مثل «إيه.إم.سى إنترتينمنت» و«ريجال سينيمز» التابعة لساينورلد فتح دور العرض التى تديرها فى مدن أمريكية كثيرة، مع استقبال أعداد أقل مما يمكنها استيعابه، لكن ليس فى مدينتى لوس أنجلوس ونيويورك وهما سوقان كبيرتان.
وقالت الرسالة إن 69% من الشركات التى تدير دور عرض صغيرة ومتوسطة ستضطر إلى طلب إعلان إفلاسها أو الإغلاق بصورة نهائية إذا لم تكن المساعدة قادمة.
كما ذكرت الرسالة أن «دور العرض قطاع أساسى يمثل أفضل ما يمكن للموهبة والإبداع الأمريكيين تقديمه، لكننا الآن نخشى على مستقبلها».
وطلب الموقعون على الرسالة من الكونجرس إعادة توجيه الأموال التى لم تُنفق من حزمة مساعدات جرى تمريرها فى وقت سابق من العام لمواجهة تداعيات فيروس كورونا أو سن تشريعات جديدة لمساعدة دور العرض السينمائى فى تجاوز الجائحة.
من ناحية أخرى أعلن المعهد الأمريكى للأفلام توزيع الجوائز «AFI» الحادى والعشرين، الذى عادة ما يقام خلال الأسبوع الأول من يناير من كل عام، إلى السادس والعشرين من فبراير 2021، وأكد المسؤولون فى المعهد أن الحفل سيكرم أفضل الإنجازات الفنية فى مجال السينما والتليفزيون لعام 2020.
وقال بوب جازال، الرئيس التنفيذى لشركة «AFI»، فى بيان: «تحتفل جوائز (AFI) بأفضل ما فى فن الصورة المتحركة، ونتطلع إلى تكريم الأفلام والفنانين الذين ألهمونا ورفهوا عنا خلال هذه الأوقات غير المسبوقة.. الآن أكثر من أى وقت مضى، نحن بحاجة إلى تسليط الضوء على الفن الذى يدفع الثقافة إلى الأمام».
وتكرم جوائز «AFI» الفرق الإبداعية ككل، إلى جانب تكريم أولئك الذين يقفون أمام الكاميرا وخلفها، ويتم الاختيار من خلال عملية لجنة التحكيم حيث يحدد أمناء «AFI» والعلماء والفنانون والنقاد الإنجازات الأكثر تميزًا فى العام ويقدمون أسبابًا منطقية لكل اختيار.