القاتل الأول للمصريين.. أساتذة القلب يطالبون بوضع برنامج قومي للوقاية منها

احتفل العام الإسبوع الماضي باليوم العالمي للقلب (29 سبتمبر من كل عام)، وجاء الاحتفال هذا العام تحت شعار (استخدم قلبك لينبض)، وتُعد أمراض القلب السبب الرئيس والأول للوفيات حول العالم، بنسبة بلغت 31% من عدد الوفيات عالميًّا، وغالبًا ما تكون نتيجة تراكمات لأسباب عدة مثل: العمر، ونمط الحياة، والأسلوب الغذائي، والتدخين، وقد تؤدي أخيرًا إلى توقف عمل القلب، ويمكن الوقاية من معظم أمراض القلب من خلال التحكم في عوامل الخطر السلوكية مثل: التدخين، والنظام الغذائي غير الصحي، والسمنة، والخمول البدني.
قال الدكتور سامح شاهين أستاذ أمراض القلب جامعة عين شمس، والرئيس السابق للجمعية المصرية لأمراض القلب، أن التدخين أحد أبرز أسباب الإصابة بامراض القلب التي تعتبر القاتل الاول للمصريين وفقا للإحصاءات الطبية، حيث تصل معدلات الوفاة بالمرض 5 أضعاف المعدلات العالمية، معتبرا هذا الرقم بمثابة جرس إنذار يستوجب على الدولة وضع برنامج قومي للوقاية وحماية المواطنين، حيث الأرقام كلها تؤكد أن أمراض القلب أشد فتكا من غيرها من الأمراض المنتشرة بالمجتمع سواء فيروس سي، أو الأورام.
وطالب شاهين في تصريحات خاصة، بضرورة اهتمام الدولة بوضع خطط وبرامج للحد من الإصابة بأمراض القلب، وتشكيل لجنة قومية لمكافحة امراض القلب مثلما توجد لجنة قومية لفيروس سي وأخرى لعلاج السكر، بالرغم أن أمراض القلب أشد خطرصا وفتكًا بالمصريين من فيروس سي حيث يُعتبر القاتل الاول للمصريين.
وأضاف شاهين، أن أشهر الأعراض التي تشير إلى الإصابة بالجلطة، هي «الإحساس بالألم في الصدر إذا استمر أكثر من ربع ساعة، وقد يأتي في صورة الشعور بحجر ثقيل على الصدر، أو حرقان، والأفضل التعامل مع كل أنواع الآلام بجدية حتى لو كانت خفيفة، لأن الجلطة قد لا تؤدي إلى الوفاة، لكنها قد تتلف جزءا من عضلة القلب، ويترتب على ذلك انخفاض معدل الحياة، والمعاناة من مضاعفات الجلطة، والتدخل مبكرا يجنب الوفاة أو الحياة بدون مضاعفات».
وتابع: أمراض القلب مختلفة فهي تصيب عضلة القلب أو صماماته أو شرايين القلب التاجية، وهي أكثر أمراض القلب شيوعا، كما أنها مرتبطة بأمراض وعوامل أخرى تتسبب في الإصابة بها وتسمى عوامل الخطورة، من أهمها ارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم وضغط الدم المرتفع، وهو أخطرهم، إضافة إلى عوامل أخرى مثل مرض السكري والتدخين والسمنة الناتجة عن الأكل غير الصحي وقلة أو انعدام ممارسة الرياضة.
فيما أوضح الدكتور علاء الغمرواي استشاري القلب والأوعية الدموية، أنه هناك العديد من العادات الخاطئة التي تفسر سر ارتفاع معدل الإصابة بالجلطات وإجهاد عضلة القلب والوفاة بسبب الأزمات القلبية وخاصة بين الشباب، ومن بين تلك العادات السيئة والخاطئة، تناول الوجبات السريعة التي تحتوي على كمية كبيرة من السعرات الحرارية العالية والدهون والتي تتراكم بدورها مسببة أمراض القلب وانسداد الشرايين بسبب كونها مادة خام للكوليسترول الضار والذي يضر بالقلب بشكل كبير.
وتابع: الشخص عندما يتناول أكثر من 5 جرامات من الملح يوميًا يتسبب ذلك في ارتفاع ضغط الدم ما يصيب عضلة القلب بالإجهاد، إذ أن الملح متواجد في العادة في العيش والأرز، ولا داعي لإضافة المزيد من الأملاح أو تناول المخللات، وينبغي أيضًا الابتعاد عن التدخين.
وأشار أستشار القلب أن الإجهاد يُعد عاملا مؤثرا على الأزمات القلبية، فقد يمارس الشخص التمارين الرياضية بشدة، دون تناول وجبة الإفطار، وهي أهم وجبة على الإطلاق، ما يؤثر على حركة الدم وعدم قدرة القلب على العمل بشكل طبيعي، ما يسبب ضغطا شديدا على العضلة وحدوث ضيق في التنفس نتيجة لعدم وصول أكسجين كاف.
وذكر استشاري أمراض القلب، أن الجلوس الكثير أمام الكومبيوتر والفيسبوك والهواتف لها تأثير ضار للغاية على عضلة القلب، لإن أشعتها ضارة والانتباه المبالغ والتوتر الناجم عن ذلك يؤثر سلبًا على القلب ويتسبب له في الإجهاد، هذا بالإضافة إلى كونها تقلب رتم الحياة نفسه وتجعل الليل نهار والعكس عند بعض الأشخاص.
وتابع: تعد قلة النوم عاملًا مؤثرًا حيث أنه من الطبيعي أن ينام الشخص من 6 إلى 8 ساعات، وبسبب روتين الحياة اليومي المنتشر عن الشباب تحديدا، أصبح الكثيرون ينامون بشكل أقل من المعتاد «القلب مبيلحقش يرتاح وبيفضل في حال توتر وضغط ومجهود كبير ولازم يكون واخد راحته كفاية وإلا مش هيعرف يؤدي وظيفته بكفاءة».
وينسى الشباب ممارسة الرياضة وأصبح الاعتماد الأساسي على وسائل المواصلات، ما يجعل وزن الجسم يرتفع وبالتالي نسبة الدهون وتجعل القلب في حالة جهد مضاعف ما يتسبب في الإصابة بالجلطات والسكتات القلبية، بالإضافة إلى العصبية الزائدة أو التوتر الزائد تزيد من نسبة الأدرينالين، وبالتالي ارتفاع ضغط الدم وعدم انتظام ضربات القلب.
وأشار «الغمراوي» إلى كون مرض السمنة يعد أحد أهم الأسباب التي تشكل خطرًا كبيرًا على القلب ولابد من المشي 30 دقيقة يوميا على الأقل لراحة القلب، وضمان تجديد طاقة الجسم، وتجنب مشاكل الشرايين التاجية وانسدادها.
إلى ذلك أطلقت الهيئة العامة للرعاية الصحية حملة توعوية تحت شعار ( #انزل_اطمن ) لتوعية منتفعي منظومة التأمين الصحي الشامل الجديد في بورسعيد بأهمية إجراء الفحص الطبي الشامل للإطمئنان على صحة قلبهم ولتفادي الإصابة بأمراض القلب المزمنة، ونشر التوعية الصحية والتثقيفية عن مرض القلب وعوامل الخطر المؤدية للإصابة به، وأسباب وأعراض الإصابة بالمرض، وكذلك طرق الوقاية منه.
وتستهدف الحملة إجراء الفحص الطبي الشامل للمرضى من أصحاب الأمراض المزمنة المنتفعين بنظام التأمين الصحي الشامل والمسجلين بفرع هيئة الرعاية الصحية بورسعيد، وذلك في الوحدات والمراكز الصحية التابعين لها بالمحافظة، في الفترة من 29 سبتمبر الجاري وحتى 30 أكتوبر المقبل، والذين يبلغ عددهم حوالي 30 ألف منتفع، وذلك لأهمية إجراء الفحوص الطبية الدورية لأصحاب الأمراض المزمنة كالسكري والضغط؛ للوقاية من الإصابة بأمراض القلب.