لماذا يأكل أقباط مصر «الرُمان والريحان» في عيد الصليب؟

تواصل الكنائس والأديرة القبطية بمصر احتفالاتها بعيد الصليب بإقامة قداسات لمدة ثلاثة أيام متتالية، بدأت الأحد وتنتهي الثلاثاء.
وخلال القداسات، تحرص الكنائس على الصلاة من أجل سلامة مصر وحفظ مياه النيل، وتزيين الكنائس بالصلبان الضخمة من الورود الطبيعية، مع إضاءة شمعة أعلى الصليب ليحملها القساوسة والأساقفة خلال قداسات عيد الصليب.
ويقول القس تكلا نجيب، أستاذ التاريخ الكنسي بالكلية الإكليريكية بالمنيا، إن الأقباط يحتفلون بعيد الصليب مرتين سنويا، أولاهما في اليوم السابع عشر من شهر توت، وفي العاشر من برمهات، العيد الأول بظهور صليب السيد المسيح في اليوم السابع عشر من شهر توت سنة 326 م، على يد الملكة هيلانة، والدة الإمبراطور قسطنطين الكبير، حيث ظل الصليب مطمورا بفعل بعض اليهود تحت تل من القمامة في مدينة أورشليم.
وتابع نجيب أنه تم الكشف على الصليب بمعرفة الملكة هيلانة والتي أرسل معها ابنها الإمبراطور نحو 3 آلاف جندي، وتفرّقوا في كل الأنحاء واتفقوا أن من يجد الصليب أولاً يشعل نارًا كبيرة في أعلى التلة وهكذا ولدت عادة إضاءة أعلي الصليب في عيده.. ولكن بعد أن توقفت الاضطهادات الرومانية انتصرت المسيحية في أيام الملك قسطنطين الكبير، قامت أمه الملكة هيلانة بالتفتيش عن الصليب الكريم في القدس، وبعد جهد كبير وجدته مدفونا مع صليبين آخرين على عمق كبير في التراب وتحت القمامة وكان ينمو عليه نبات الريحان.
ويقول يوسف القمص دانيال، الدياكون بمطرانية الجيزة والدياكون رتبة من رتب الشمامسة بالكنيسة الأرثوذكسية إن الريحان والرمان مرتبطان بعيد الصليب، فالريحان رمز لرائحة الصليب الطيبة واللون الأخضر هو رمز الحياة.
ويضيف الدياكون يوسف: أما الرُمان فهو عبارة عن وحدة الكنيسة، أي جماعة المؤمنين، فثمرة الرُمان تمثل الكرة الأرضية، ومبناها الداخلي يمثل بلدان العالم الذي تفصله الحدود ولكن الذي يجمعه السيد المسيح، وأن التاج الذي في رأسها هو تاج الملك تاج المسيح يسوع.
ولفت إلى أن هناك تفسيرا، وهو أن حبة الرمان ترمز إلى الحياة والخلود، فعندما تفتح الرُمانة تجد أن حباتها حلوة ولكنها مغلفة بغلاف مر أو حامض وفي هذا رمز أن السيد المسيح كان يجب أن يمر بمرارة الألم والصلب والموت لكي يصل إلى حياة النصر والقيامة والفرح.