اعتبرت مجلة «فورين بوليسى» الأمريكية أن حصول الرئيسة الليبيرية «إيلين جونسون سيرليف» على جائزة نوبل للسلام - جعلها محط تقدير وإعجاب العالم بإنجازاتها فى بلادها، إلا أنه لا يجعلها بالضرورة تفوز فى انتخابات الرئاسة المقرر إجراؤها غداً، لكسب 5 سنوات أخرى على كرسى الرئاسة فى ليبيريا. ورأت المجلة أن التركيز الدولى الذى حظت به ليبيريا، كونها أول دولة أفريقية ترأسها امرأة - سيتلاشى إذا خسرت «سيرليف» انتخابات الرئاسة، حيث كان المجتمع الدولى ينظر لها وكأنها الأمل للنساء الأفريقيات. حتى الآن، تعد إنجازات «سيرليف» فى ليبيريا طفيفة، حيث يعمل 15% فقط من الشعب الليبيرى بوظائف قانونية، والبقية باعة متجولون، كما لم توف «سيرليف» أيضا بوعودها بالقضاء على الفساد أثناء حملتها الانتخابية فى 2006، حيث جاءت ليبيريا فى مقدمة الدول الأكثر فسادا فى العالم - بحسب تقرير المنظمة الدولية للشفافية. كانت «سيرليف» قد وعدت بفترة ولاية واحدة، وعدم ترشحها لفترة أخرى، فى أعقاب إقالة الديكتاتور تشارلز تايلور، الذى جعل الشعب الليبيرى يعانى ل6 سنوات، إلا أنها أكدت أن قرارها الترشح لفترة ولاية ثانية اتخذته هذا العام فقط، نتيجة للإحباط الذى أصيبت به بعد فشلها فى تنفيذ مطالب الناس، على الرغم من نجاحها فى إحلال السلام فى البلاد بعد فترة الحرب الأهلية فى عصر تايلور. ورأت المجلة أنه رغم أن عصر العنف الذى خلفه تايلور لن يعود مرة أخرى، فإنه من المتوقع أن تشهد الانتخابات المقبلة أعمال عنف، وما على الليبيريين الآن هو تقرير ما إذا كانت إخفاقات «سيرليف» كافية لعدم انتخابها فى الفترة المهمة المقبلة من عمر البلاد أم لا. واعتبرت «فورين بوليسى» أنه حتى أن فشلت «سيرليف» فى تحقيق ما توقع منها، كأول امرأة أفريقية تحتل منصب الرئاسة، إلا أنها استطاعت حشد الاهتمام الدولى بالبلاد، بالإضافة إلى جمع التبرعات، خاصة بعد الحرب الأهلية، كما استطاعت إنشاء علاقات طيبة مع هيلارى كلينتون التى دعمتها، وبالتالى ستعتمد على دعمها فى الانتخابات المقبلة. ولم تتوقع المجلة فوز أى من ال15 رجلا المرشحين المنافسين لها، خاصة فى العاصمة مونروفيا التى تحظى بدعم خارجى قوى، حيث تعج شوارعها بسيارات الأممالمتحدة وضباط حفظ السلام، وأكدت أن «سيرليف» تحتاج دعم المعارضة للفوز، وأن تعترف بفشلها فى إدارة البلاد خلال الفترة الماضية.
