محمد بن راشد يوجه بإعداد استراتيجية وطنية لقطاع الصناعات الثقافية والإبداعية

وجه الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وزارة الثقافة والشباب بإعداد استراتيجية وطنية متكاملة، لتطوير قطاع الصناعات الثقافية والإبداعية في الإمارات، والعمل كي يكون المنتج الثقافي والإبداعي أحد الروافد الاقتصادية، كما أوعز سموه بمنح ملف الشباب أولوية مضاعفة في هذه المرحلة الفاصلة في تاريخ العمل الحكومي، من خلال تسريع العمل على المبادرات الوطنية التي تستهدف الشباب، من أبناء وبنات الإمارات، مع التركيز على المشروعات والبرامج التي تستثمر في مواهبهم وقدراتهم، والعمل على تمكينهم ودمجهم بسوق العمل وتعزيز إنتاجيتهم في كل القطاعات التنموية.
جاء ذلك خلال اطلاعه على خطط العمل المستقبلية لوزارة الثقافة والشباب، بما ينسجم مع أهداف التعديل الوزاري الأخير، الذي اعتمده في يوليو الماضي، ضمن خطط تطوير منظومة العمل الحكومي لمرحلة ما بعد «كوفيد-19»، بالإضافة إلى متابعة سموه مستجدات الاستراتيجية الوطنية للشباب، ضمن ملف الشباب، وذلك مع كلٍّ من: وزيرة الثقافة والشباب نورة بنت محمد الكعبي، ووزيرة دولة لشؤون الشباب شما بنت سهيل بن فارس المزروعي.
وقال الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم: «النهوض بالمنتج الثقافي والإبداعي من أولويات المرحلة الجديدة، ويتعين تطوير القطاع الثقافي ليكون رافداً اقتصادياً حيوياً للدولة»، مضيفاً سموه: «مطلوب وضع خطط وبرامج ومبادرات، تحتضن المواهب الثقافية الإبداعية الإماراتية، وتروج للمنتج الإبداعي المحلّي».
وقال: «نتطلع إلى خلق بيئة ثقافية ذات آفاق إبداعية، تضع الإمارات على خارطة الإنجاز الثقافي العربي والعالمي المتميز»، لافتاً سموه إلى أن «الشباب هم عصب سياساتنا وخططنا الاستراتيجية، ومهمتنا تمكينهم وصقل مواهبهم وتوجيه طاقاتهم، لترجمة رؤيتنا في صناعة مستقبل دولتنا».
وأضاف: «الصناعات الثقافية والإبداعية محرك أساسي لارتقاء مجتمعنا، والشباب هم الرافعة لتسريع مسيرة دولتنا التنموية في شتى المجالات».
حضر اجتماع محمد بن راشد آل مكتوم، مع فريق وزارة الثقافة والشباب، سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة، ووزير شؤون مجلس الوزراء محمد عبدالله القرقاوي، ووزيرة دولة للتطوير الحكومي والمستقبل، عهود بنت خلفان الرومي.
واستعرضت وزيرة الثقافة والشباب، نورة بنت محمد الكعبي، خلال الاجتماع، خطة عمل شاملة للوزارة للمرحلة المقبلة، في ظل التعافي المطرد الذي تشهده مختلف القطاعات الحكومية في الدولة، جرّاء التداعيات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية لأزمة فيروس كورونا المستجد العالمية، وقالت: «نسعى إلى توظيف القدرات الوطنية والموارد المحلية، للنهوض بالمنتج الثقافي والإبداعي، وجعله أحد روافد الاقتصاد الوطني، وحفظ التراث الوطني وتعزيزه في نفوس الأجيال القادمة والترويج له عالمياً من خلال شراكات دولية، وإعداد الخطط وإطلاق المبادرات التي من شأنها تعزيز مكانة اللغة العربية في المجتمع الإماراتي، كلغة كتابة ونقاش وحوار واستخدام يومي، فضلاً عن النهوض بقطاع الشباب وتمكينهم واحتضان مواهبهم واستثمار طاقاتهم».
وأضافت: «أثبت القطاع الإبداعي في الدولة، خلال جائحة (كوفيد-19) مرونته، وقدرته على مواجهة التحديات، واستثمار الفرص الواعدة التي ظهرت أخيراً، خصوصاً الاقتصاد الثقافي الرقمي»، مشيرة إلى أنّ «القطاع الثقافي الإبداعي في الإمارات يعد الأكثر تطوراً وازدهاراً في المنطقة، ومن خلال الاستراتيجية الوطنية للصناعات الثقافية والإبداعية التي وجه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم بإعدادها، سنعمل على مضاعفة إسهام هذا القطاع في المنظومة الاقتصادية، خلال السنوات ال10 المقبلة، لتكون من أهم 10 صناعات في الدولة، من حيث إسهامها في الناتج المحلي الإجمالي».
وقالت: «وزارة الثقافة والشباب ستكون بمثابة حاضنة رئيسة، تعمل على توفير التمويل والتدريب والتوجيه للمواهب الوطنية، من خلال مراكز إبداعية وحاضنات أعمال، تضمن نجاح شبابنا في صناعة منتج وطني إبداعي، قادر على الانتشار والمنافسة عالمياً».
وتطرقت إلى ملف استراتيجية الهوية الوطنية للدولة بقولها: «تنطلق الاستراتيجية الجديدة من الثوابت العامة لدولة الإمارات، ومبادئ وقيم الوالد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وتهدف إلى تعزيز تمسك المواطنين بهويتهم، والحفاظ على مكوناتها، وترسيخ الهوية الوطنية كواجهة حضارية لإنسان الإمارات، وضمان انتقالها عبر الأجيال بطريقة تنسجم مع روح العصر».