«حسين رياض..الفنان صاحب الألف وجه» هو عنوان الكتاب الجامع والشامل والمصورالذي جهدت ابنته السيدة فاطمة حسين رياض في إصداره حتي كان لها ما أرادت وصدرالكتاب بإعداد وتوثيق من المؤرخ والناقد والمخرج الدكتور عمرو دوارة وقد استغرق إنجاز الكتاب قرابة العام ونصف العام ويتوازي مع المحتوي التحريري للكتاب محتوي توثيقي بصرري فقد ضم مايقرب من 250 صورة فنية وشخصية وصور لمسرحيات لم تسجل وافيشات أفلام يجهلها الكثيركما أنه لم يقتصر على التوثيق للسيرة الذاتية للفنان الكبير فنانا وإنسانا بل يعد أيضا توثيقا لمرحلة مهمة في تاريخ بدايات المسرح المعاصر وبدايات السينما عالميا وعربيا خلال العقود الأولى من القرن العشرين وبدايات الدراما الاذاعية والتليفزيونية خلال منتصف القرن تقريبا وكان قد أقيم حفل توقيع للكتاب قبل عام من الآن بالقاعة المستديرة بالمجلس الأعلى للثقافة. وأدارالندوة الدكتور عمرو دوارة وقام بالتحليل الأديب يوسف القعيد وألقت ابنة الفنان كلمة كما تحدث في الحفل الفنانات الكبيرات سميحة أيوب، لبنى عبدالعزيز، رجاء حسين، مديحة حمدى، كما تحدث خالد جلال، آحمد عبدالعزيز، رشوان توفيق، عايدة كامل، أشرف ذكى. وذلك بحضور د. إيناس عبدالدايم وزير الثقافة وكوكبة من فنانى الزمن الجميل والمعاصربن والإعلاميين والأدباء وذلك يوم 25 يونية 2019 وفي الحفل وعدت الوزيرة بأصدارطبعة ثانية من الكتاب كما وعد الدكتورأشرف زكي بإطلاق اسم الفنان الكبير الراحل على إحدي قاعات أكاديمية الفنون والتي كان يقوم بالتدريس فيها. وفضلا عن الكثير من التفاصيل التي وردت في هذا الكتاب فقد اختصتنا بها ابنة هذا الفنان القدير، السيدة فاطمة حسين رياض، بفيض من المعلومات الدقيقة والمجهولة أيضاً، منها ماهو إنسانى وأسرى وفنى فقد كان نموذجاً للفنان القدوة في أخلاقه والتزامه الإنسانى والفنى، ووفق ما ذكرته لنا السيدة فاطمة حسين رياض، فإن الفنان القدير سليل أسرة تركية تنتهى أصولها لحكام جزيرة كريت، ووالده هو محمود شفيق تاجر جلود كان الفنان القدير يتميز بالطيبة والكرم الزائد واحترامه لتقاليد وعادات مجتمعنا الشرقى، وكان ديمقراطيا مع عائلته، وترك لكل من أبنائه حرية اختيارالطريق الذي يسلكه في دراسته وحياته، وكان يحرص على عقد صالون ثقافى أدبى شعرى بالمنزل، كان يحضره الشاعر إبراهيم ناجى وإمام الصفتاوى والموسيقار عبده صالح والفنانة زوزو حمدى الحكيم والفنانة زينب صدقى. وكانت بدايته الفنية بعدما ترك الكلية الحربية، حيث كون هو ويوسف وهبى وأحمد علام وعباس فارس وحسن فايق، وغيرهم فرقة «هواة التمثيل المسرحى» وكان يشرف على تدريبهم إسماعيل وهبى، شقيق يوسف وهبى، ثم عبدالحميد حمدى، وأوقف حياته على الفن نزولا على نصيحة عزيز عيد وحسين رياض مولود في 13 يناير 1900، لأسرة متوسطة، وشقيقه الأصغرهو الفنان فؤاد شفيق، وقد تعلق حسين وفؤاد بفن التمثيل منذ الصغر، وانضما في مطلع شبابهما لفرقة عبدالرحمن رشدى. وفى سن مبكرة جداً لعب حسين رياض أدوار الأب وأداها ببراعة واقتدار بشهادة الجمهور وزملائه الفنانين، وعندما افتتح يوسف وهبى مسرح رمسيس في أوائل 1923انضم حسين رياض لفرقة رمسيس، ليواصل تألقه وربطت بينه وبين يوسف وهبى صداقة وطيدة، ثم انضم لفرقة فاطمة رشدى لعدة سنوات، وقد بدأت علاقته بالسينما منذ كانت صامتة، ثم قدم في بدايات السينما الناطقة أفلاماً، منها «الدفاع» و«سلامة في خير»، و«لاشين» الذي جسد فيه حسين رياض شخصية ملك طاغية، وقد تعرض الفيلم للمنع بسبب ما قيل عن تعرضه لشخصية الملك فاروق التي لعبها حسين رياض. واشتهر الفنان حسين رياض بروعة تجسيده لشخصية الأب الطيب الحنون في عشرات الأفلام، لكنه تمرد على نموذج الفنان النمطى، ولعب أدواراً كوميدية وأدوار شر فتميز فيها أيضا، إلى أن لقى ربه «زي النهارده» فى17يوليو 1965 وهو يؤدى أحد أدواره أمام الكاميرا، إثر أزمة قلبية.